* ترجمة - محمد الزواوي
عندما بدأت شركة مايكروسوفت في السيطرة على السوق التقني في الثمانينيات والتسعينيات صنعت أعداء لها من الوزن الثقيل، وبدأ منافسوها يشتكون من أنها (احتكرت السوق)، وبدأت سلسلة من التحقيقات على جانبي الأطلنطي بشأن تربعها على قمة الصناعة بطرق غير مشروعة.
ومؤخرًا حدث تصادم بين العملاقين مايكروسوفت وجوجل، فكل منهما يحاول أن يدوس على إصبع الآخر.
فقد بدأت مايكروسوفت الدخول في عالم محركات البحث، في حين أطلقت جوجل منتجًا جديدًا يسمح لزائريها باستخدام معالج بيانات يحمل علامة جوجل، إضافة إلى عدة خدمات برمجية أخرى.
وقد ازدادت سخونة الحرب بين العملاقين عندما بدأت جوجل في اجتذاب المواهب والخبرات من مايكروسوفت، مما أغضب مسئولي الشركة وأخاف مستثمريها. وهذا لا يخرج عن إطار المنافسة المشروعة، حيث قدم بيل جيتس نفسه بهذه الصورة ذاتها عندما بدأ المنافسة التجارية منذ 30 عامًا.
وقد استطاعت شركة جوجل هي الأخرى أن تستكشف مناطق تقنية جديدة، وزاوجت ما بين البحث والمحتوى واستطاعت أن تحرز أرباحًا كبيرة من موقع (يوتيوب) بقيمة تصل إلى 2.3 مليار دولار، مما أرسل موجات من الصدمات إلى صناعة الإعلام حول العالم.
ولم تنتظر الشركات المنافسة طويلاً للرد, فقد أقامت شركة Viacom المالكة لشبكة MTV الترفيهية دعوى بقيمة مليار دولار ضد جوجل، متهمة إياها بأنها تذيع فقرات من أشهر برامجها، مثل The Daily Show و SpongeBob SquarePants بدون إذن مسبق منها، إضافة إلى شبكات إعلامية أخرى.
يقول أحد الخبراء إن شركة جوجل لديها مشكلة في (الصورة) وأصبحت ضحية لنجاحها، فبعد أن خاضت في مجالات الجوال والصحف والراديو أصبح حاملو الأسهم خائفين، وبعد أن وصل سهمها إلى 500 دولار العام الماضي، انخفض بنسبة 13% منذ يناير، مما يعكس خوفهم من ذلك التنوع. وهنا يجب على شركة جوجل أن تعيد حساباتها لحماية مكانتها البارزة، في الوقت الذي تحاول فيه أن تجد وسائل جديدة تدر الأرباح في سوق الإعلام الذي به منافسة قاتلة، فالشركات الإعلامية لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى ملايين الدولارات تهاجر من القنوات الفضائية قاصدة الشبكة العنكبوتية.
ريتشارد واشمان
عن (الأوبزرفر) البريطانية