* الرياض - عبدالرحمن المصيبيح
لعبت تقنية المعلومات والاتصالات دوراً حيوياً مهماً في توفير المعلومات اللازمة للمخططين والدارسين وربط الجهات العاملة في بناء مدن المعلومات والتقنية في كافة أجزاء مدينة الرياض لتطوير هذا القطاع بالشكل الذي يتيح توفير الخدمات، وتخطيط وتطوير المشروعات الرامية للارتقاء بكافة المرافق بمدينة الرياض، وقد انتهجت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أسلوب التطوير والتغيير والمواكبة، بهدف اللحاق بركب التقنية، بما يفيد مشروعاتها التطويرية الجاري تنفيذها في العاصمة الرياض، والتي تعتمد التقنية الحديثة وسيلة لها في مختلف المجالات.
وبهذه المناسبة تحدث إلينا المهندس عبد اللطيف آل الشيخ رئيس مركز المشروعات بالهيئة، للإلقاء الضوء على منظومة البرامج التقنية المستخدمة في عمل الهيئة.
بداية تحدث المهندس آل الشيخ عن انعكاسات التقنية على أداء الهيئة، فقال: ساهمت تقنية المعلومات والاتصالات في تحسين أداء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من خلال عمل الهيئة الدءوب منذ عام 1405هـ على بناء وتحديث وإدارة قاعدة معلومات شاملة لمدينة الرياض تحتوي على الخريطة الأساسية الرقمية الموحدة لمدينة الرياض وترتبط بها المعلومات الأساسية لمدينة الرياض في مجالات السكان واستعمالات الأراضي والنقل والخدمات والبيئة والاقتصاد وغيرها من معلومات مختلفة عن المدينة، واعتمدت الهيئة في بناء هذه القاعدة الشاملة على المعايير والمواصفات العالمية المعمول بها في هذا المجال، حيث إن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عضواً في لجنة المواصفات العالمية(ايسو تي سي 211) وأيضاً عضو في لجنة توحيد المواصفات لإنشاء القاعدة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية للمملكة.
نظام المعلومات الحضرية
وأضاف قائلاً : أما نظام المعلومات الحضرية لمدينة الرياض فيعد من أبرز مشروعات الخدمات الإلكترونية التي تنفذها الهيئة، وهو نظام معلومات حضرية للمدينة يهدف إلى تنسيق وضبط عمليات جمع وتحديث وتبادل المعلومات بين قطاعات المدينة المختلفة، ويعتبر أحد مشروعات التعاملات الحكومية لكونه يمثل تشارك المعلومات بين قطاعات المدينة (علاقة حاسوبية حكومية - حكومية).
وأردف م.آل الشيخ قائلاً:
ونتج عن هذا النظام عدة مشروعات, منها على سبيل المثال, الخريطة الأساسية الرقمية الموحدة لمدينة الرياض, الخريطة الملاحية الذكية، وهو برنامج لربط الجهات المستفيدة من الخريطة الأساسية مع نظام المعلومات الحضرية للمدينة.
كما أن المواقع المختلفة للهيئة وهي الرياض دوت كوم (www.arriyadh.com) و(www.ada.gov.sa) وما يحتويه من روابط لمواقع تمثل نشاطات الهيئة الرئيسة مثل المستكشف البيئي وموقع المخطط الإقليمي وغيرها من النشاطات تمثل (علاقة حاسوبية حكومية - أفراد) كخدمة إلكترونية تقدم من الهيئة لسكان المدينة وزائريها لما تحتويه من معلومات عن المدينة ونشاطاتها.
وتابع قائلاً وتسعى الهيئة لتكوين علاقة مع القطاع الخاص من خلال توفير المعلومات والخرائط الأساسية والملاحية لتكون الأساس في تقديم الخدمات المكانية الإلكترونية عبر منتجات مختلفة لتكوين (علاقة حاسوبية حكومية - قطاع الخاص)(علاقة حاسوبية قطاع خاص - أفراد).
مشروع مدن المعلومات والتقنية:
وعن المخطط الاستراتيجي ومشروع مدن المعلومات والتقنية قال آل الشيخ: تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية التطوير الشامل للمدينة، وقد وضعت الهيئة مخططاً إستراتيجياً شاملاً للمدينة بهدف أن تكون الرياض مركز إشعاع ثقافي وعلمي ومركزاً للمعرفة وشكلت تقنية المعلومات والاتصالات أحد محاور تنمية اقتصاد المدينة, لذا أولى المخطط الشامل تقنية المعلومات والاتصالات وما يتمخض عنها من تطبيقات إيجابية عناية خاصة ومدن المعلومات والتقنية هي إحدى هذه التطبيقات، كما أن أحد مخرجات دراسة تقنية المعلومات والاتصالات للمدينة بتعاون مشترك بين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والغرفة التجارية والصناعية بالرياض بناء مدن المعلومات والتقنية في كافة أجزاء المدينة، وبهذا تكون المؤسسة العامة للتقاعد هي أولى الجهات التي بدأت بتطبيق مدن المعلومات والتقنية.
وأكدت الدراسة التي تمت بالتعاون بين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والغرفة التجارية الصناعية إنشاء مجمعات المعلومات والتقنية، وذلك لتوفير بيئة مكانية تعاونية مفتوحة تساهم في إنشاء وتطوير قطاع صناعة تقنية المعلومات والاتصالات والصناعات المعرفية الأخرى بمدينة الرياض، وقد اقترحت الدراسة عدداً من المواقع في مدينة الرياض مثل مطار الملك خالد الدولي ومدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية، وحي السفارات، وجامعة الملك سعود والمنطقة المحيطة بها، وموقع مدينة المعلومات والتقنية الحالي هو أحد هذه المواقع التي اقترحت، وتدعو الدراسة إلى تشجيع القطاع الخاص ببناء مراكز مماثلة في المواقع المقترحة لدعم قطاع تقنية المعلومات والاتصالات والصناعات المعرفية للمدينة.
دعم مسيرة الرياض نحو المدينة الذكية:
وتحدث عن محاور المدن الذكية بالقول: تستند المدن الذكية في تطويرها على أربعة محاور رئيسة هي: بناء وتطوير الخدمات الإلكترونية المقدمة من القطاع الحكومي والخاص والارتقاء بخدمات الأمن والسلامة وتنشيط الاقتصاد وبالتالي خلق بيئة معيشية مناسبة لسكان المدينة من خلال توفر الخدمات الإلكترونية المتطورة والميسرة في المدينة، وتعتبر مدينة المعلومات والتقنية أحد الأمثلة للمناطق التقنية المكتملة الخدمات التي توفر البيئة المكانية التعاونية المفتوحة والخدمات الأساسية للبنية التحتية والخدمات المعلوماتية وخدمات ومرافق مساندة لشركات تقنية المعلومات والاتصالات والتي بدورها تشجع على نمو الاقتصاد وخلق فرص وظيفية جديدة لكافة فئات المجتمع وبناء مراكز تقنية المعلومات والاتصالات في مواقع مختلفة في المدينة سوف يساند تحول مدينة الرياض لتكون مدينة ذكية ويساهم في توفير الخدمات الإلكترونية الميسرة للشركات والمؤسسات والأفراد.
وأوضح م.آل الشيخ انه لكي تكون الرياض مدينة ذكية لابد من توفر بنية اتصالات تقنية عالية المستوى وخدمات معلوماتية ميسرة لكل فرد من أفراد المجتمع، ومدينة الرياض كغيرها من مدن المملكة وعبر البرامج والمشروعات التي تقوم عليها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لإعادة هيكلية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات شهدت استمراراً في تطوير البنية التحتية الأساسية لشبكات الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال تحرير القطاع وفتح سوقه للمنافسة بين شركات الاتصالات.
دور الهيئة
وفي هذا السياق نظمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ملتقى المدن الذكية، كانت أهم نتائجه البدء بتفعيل أول خطوة نحو تحول الرياض لتكون مدينة ذكية، وذلك عبر إطلاق شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية سابقاً) ليكون أول شارع ذكي في المدينة تتوفر به خدمة الاتصال اللاسلكي من أي مكان وفي أي وقت وسيتم التوسع لتغطية مواقع أخرى في المدينة، كما نتج عن هذا اللقاء توصيات متعددة منها تشجيع مطوري المخططات والمباني متعددة الأدوار بأهمية إضافة (خطوط الفايبر) في مخططاتهم التنفيذية لكل وحدة سكنية وتخصيص مواقع لتركيب أجهزة الارتباط لتكون شبكات الاتصال واحدة من شبكات البنى التحتية للمدينة مثلها مثل شبكات المياه والكهرباء والهاتف، وكانت التوصية بعمل دراسة شاملة على مستوى المدينة لإيصال الفايبر لكل منزل.
خريطة رقمية ملاحية دقيقة عن الأحياء والطرق:
وعن استخدامات الخرائط الرقمية التفاعلية الملاحية قال آل الشيخ: التطور السريع في تقنية المعلومات والاتصالات بشكل عام وأنظمة المعلومات الجغرافية بشكل خاص، جعل استخدامات الخرائط الرقمية التفاعلية الملاحية وفوائدها تتعدى الاستخدامات التقليدية المتمثلة في استخدامها ضمن النطاق المؤسسي لتصبح متوفرة عبر الإنترنت وشبكات الهواتف المحمولة لجميع المستخدمين، وقد قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ببناء خريطة رقمية ملاحية، وهي عبارة عن خريطة رقمية ملاحية لشبكة الطرق لمدينة الرياض تم استنتاجها من الخريطة الأساسية الرقمية الموحدة لمدينة الرياض لتكون خريطة ملاحية ذكية.
وتحتوي على معلومات مفصلة ودقيقة عن الأحياء والشوارع والطرق واتجاهاتها وتصنيفاتها ومسمياتها ومواقعها باللغتين العربية والإنجليزية. كما يمكن الاستفادة منها في تحديد مواقع مراقبي البلدية وموزعي البريد ومشرفي الصيانة وغيرهم عبر تقنية تعتمد على تقنية النمذجة الرياضية لتحديد موقع المتصل بين أبراج الاتصالات المنتشرة في المدينة، وهذه الخدمة منتشرة في العالم الغربي لتحديد مواقع الأبناء من قِبل الوالدين حين يتطلب الأمر لذلك.