بين قلة المستخدمين وفقر البنية التحتية أين مواقع الإنترنت العربية؟
|
* إبراهيم الماجد
أفادت مصادر بيانات رقمية بأن عدد مستخدمي الإنترنت العرب وصل في نهاية عام2002 إلى نحو 5 ملايين، وتخالف ذلك جهات أخرى الرأي لتؤكد أن العدد لم يتجاوز3 ملايين، ويرفع آخرون العدد إلى 8 ملايين، وفي جانب مهم أيضا تشير مؤسسات دراسات مختلفة إلى أن المحتوى العربي المنشور على الإنترنت يشكل وسطا فقيراوبسيطا، إزاء هذه الصورة القاتمة التي ترسمها المعطيات ثمة غياب لأي مؤشرات لوجود خطة منظمة لرفع مستوى العرض والطلب على النشر الإلكتروني العربي، فالعرض المنخفض سببه الطلب المنخفض، وتخلي المؤسسات الحكومية عن مشاريع نشر خدماتها على الإنترنت يؤثر في مجمل حركة استخدام الإنترنت باللغة العربية، ومع ان هذه الأسباب لا تعتبر السبب المباشر للمشاركة المنخفضة للناطقين باللغة العربية على الإنترنت، إلا أنها من أبرزها،
المحتوى الضائع
أظهرت إحصاءات نشرت حديثا أن هناك نحو 320 مليار صفحة معلومات منشورة على الإنترنت ومن اصل الرقم الإجمالي الأكثرية باللغة الإنكليزية والباقي موزع بين اللغات اليابانية والألمانية والصينية والفرنسية والأسبانية والروسية، وفي منزلة ثانوية تأتي اللغات الإيطالية والبرتغالية والكورية وغيرها، أما اللغة العربية ورغم أن نحو 300 مليون شخص ينطقون بها فقد جاء مركزها متدنيا جدا وبين اللغات الأقل استخداما على الإنترنت، ولذا فإن المعلومات تؤكد أمرين. الأول ان عدد الصفحات الكلي للمحتوى العربي هو الأدنى بين اللغات والثاني ان التجهيزات المرصودة لدعم هذه اللغة على مواقع الإنترنت هي أيضا ضئيلة.
نوعية المواقع
وفي دراسة حديثة ورد تأكيد جديد لان معظم مواقع الإنترنت العربية هي لمؤسسات اقتصادية وتجارية واكثر من خمسها يرتبط بتسويق المنتجات والخدمات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتليها المواقع الخاصة بالتسلية والرياضة والدين والعقائد والمؤسسات المختلفة والأفراد والصحف والمجلات، ويعتقد البعض ان أولى المراحل التي مرت بها اللغة الإنكليزية قبل انتشارها الكبير على مواقع الإنترنت كانت إدخال تنوع واسع يشمل نتاج صناعات النشر الورقي والنشر الإلكتروني والبرامج الإلكترونية التطبيقية على اختلاف أنواعها ومستوياتها مثل : الكتب وتسجيلات الموسيقى وقواعد البيانات والصحف والمجلات ووثائق التراث والوسائط المتعددة وبرمجيات التطبيقات والوثائق الحكومية والنشر العلمي والبرامج الإذاعية والبرامج التلفزيونية والأفلام والعاب الكومبيوتر والأدوات البرمجية الخاصة بزيادة الإنتاجية وصفحات مواقع الإنترنت العامة والبيانات الشخصية وكتالوجات المنتجات ووثائق نشاطات الأعمال وبنوك الصور وبراءات الاختراع.
صناعة المعلومات
وكانت المفاجأة في توزيع حجم صناعة المحتوى إذ جاء في دراسة أعدها الخبير في استراتيجيات المعلومات الدكتور نبيل علي، انه عام 1994 كان حجم صناعة المعلومات في الولايات المتحدة يشكل من حيث «المحتوى» 255 مليار دولار بينما بلغ في أوروبا 186 مليارا، اما «توزيع المعلومات» في الولايات المتحدة فوصل إلى 160 مليارا بينما بلغ 165 مليارا في أوروبا. واتت «معالجة المعلومات» بنحو 151 مليارا في أميركا و 193 مليارا في أوروبا، وبهذا فإن المجموع الكلي لهذه الصناعة بين أوروبا والولايات المتحدة وصل الى 544 مليارا، وعلى هذه الخريطة الاتفاقية لم يتم ذكر البلدان العربية ولا مؤسساتها ولا توزيع قطاع صناعة المعلومات بين محتوى المعلومات وتوزيعها ومعالجتها.
وبالتالي فإن الاستنتاج السريع يفضي إلى أن من ليس لديه صناعة معلومات قوية قبل الإنترنت لن يكون لديه محتوى معلوماتي محترم في الإنترنت، فكيف الأمر اذا كانت المشكلة تضم بالإضافة إلى فقر الصناعة المعلوماتية العربية، فقرا في انتشار أجهزة الكومبيوتر والبنية التحتية للاتصالات والمشتركين في الإنترنت وخطوط الهاتف الثابت وغيرها من المشكلات مثل الأمية ذات المعدلات المرتفعة؟
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|