ألعاب الفيديو تنمي المهارات البصرية
|
* إعداد : طارق راشد
أوضحت إحدى الدراسات الحديثة أن مجموع نقاط الممارسين لألعاب الكمبيوتر تتجاوز المعايير العادية في العديد من اختبارات الرؤية القياسية، الأمر الذي يوحي بأن ألعاب الكمبيوتر ليست مضيعة للوقت كما يظن البعض. وعلاوة على ذلك فالمهارات البصرية لمن لا يمارسون ألعاب الفيديو تتحسن بصورة كبيرة بعد ممارستهم لألعاب الحركة لمدة عشر ساعات فحسب.
إن المهارات البصرية تترجم إلى أنشطة ضمن أنشطة الحياة الفعلية، لا مجرد ألعاب، على حد قول دافني بافيلير من مركز علوم البصريات، بجامعة روتشستر، بولاية نيويورك، والتي قامت بعمل البحث. فإن هذه الألعاب قد تساعد القدرات البصرية في مجال الرياضة على سبيل المثال، وهناك دراسة أخرى ترى أن هذه المهارات مرتبطة بقدرة دافعة في الكبار، ولكن الأطفال لن يتسنى لهم استغلال هذه الاكتشافات كذريعة لممارسة الألعاب بدلا من أداء واجباتهم المدرسية. وتضيف بافيلير بقولها: وهذا بالطبع لا يعني أن الأطفال يستطيعون التعلم من خلال ممارسة ألعاب الفيديو طوال اليوم.
إن الشكوك تساورها حيال ما إذا كانت هذه الألعاب لها القدرة على تنمية الانتباه الدائم الضروري لبعض المهام مثل القراءة، ويعلق مايكل سترايكر من جامعة كاليفورنيا بولاية سان فرانسيسكو على شكوكها بقوله: إن بافيلير ترمي إلى شيء مهم بالفعل شيء جدير باهتمامنا الشديد. ولكنه يبين أن حتى المهارات الخاصة التي يكتسبها الممارسون لهذه الألعاب قد تؤدي إلى مشاكل وتعقيدات، ويعلق على ذلك بقوله: إن الممارسين لهذه الألعاب ينصب انتباههم على التفاصيل المحيطة بهم لدرجة أراهن معها أنها تفسد قدرتهم على التركيز على عنصر واحد.
الجرعة اليومية
لقد أصبحت بافيلير مغرمة بآثار هذه الألعاب بعد أن اكتشف شون جرين، وهو أحد طلابها الحريصين على ممارسة ألعاب الفيديو، مهارته الكبيرة في الاختبارات البصرية التي أجريت له في المعمل.
ولم يقتصر الأمر على جرين فحسب، فقد اكتشف الاثنان أن الطلبة الذين مارسوا ألعاب الحركة أمثال
Spidermanو Grand Theft Auto3و007 يوميا على وجه التقريب لستة أشهر على الأقل تحسن أداؤهم بصورة ملحوظة في بعض المهام البصرية المعينة مقارنة بغيرهم.
ولقد تضمنت هذه المهام البصرية التعرف على موقع لهدف معين على شاشة كمبيوتر مزدحمة، وحساب عدد الأشياء سريعة الوميض والتعرف على شيئين يومضان وميضاً سريعا بتتال سريع.
وتعلق بافيلير على ذلك بقولها: إن هذه الاختبارات لا تُقارن بالألعاب التي كانوا يمارسونها. لقد كان هناك بطبيعة الحال احتمال أن كل هؤلاء الطلبة الذكور الممارسين لهذه الألعاب يتمتعون بمهارات بصرية عالية بادئ ذي بدء. ولقد أجرت كل من بافيلير وجرين اختبارات بصرية على الذكور والإناث غير الممارسين لهذه الألعاب قبل وبعد ممارسة الألعاب لمدة ساعة يوميا ولمدة 10 أيام، وذلك لإثبات أن ألعاب الحركة لها القدرة بالفعل على النهوض بالقدرات البصرية. ولقد تمخضت هذه الاختبارات عن أن تسعة من الطلاب الذين مارسوا لعبة من ألعاب الحركة تدعى Medal of Honorتحسنت مهاراتهم البصرية في بعض المهام بمقدار الضعف. وقد مارس ثمانية لاعبين آخرين لعبة Tetris، وهي لعبة تتطلب التركيز على عنصر واحد في كل مرة، بدلا من توزيع الانتباه وتحويله في مجال بصري كما الحال في ألعاب الحركة.
وكانت النتيجة أن هؤلاء الطلبة لم تتقدم مهاراتهم البصرية البتة.
عنصر المخاطرة
وتعتقد بافيلير أن المتطلبات المعقدة المنوطة بالنظام البصري والتي تفرضها ألعاب الحركة هي التي تؤدي إلى هذه التطورات، بيد أن ثمة عناصر أخرى في الألعاب قد يكون لها دور في هذه التطورات، مثل الوعي الإضافي الذي يخلقه عنصر المخاطرة، والعبء الحسي المفروض من قبل المؤثرات الصوتية، والألوان والحركات، أو تحدي اللاعبين الآخرين. إن بافيلير تميل إلى الفصل بين هذه المؤثرات وإعلاء شأنها كل على حدة، ذلك حتى يتسنى لها خلق برامج لها القدرة على تحسين الأداء البصري دون تعريض المرضى إلى الصور العنيفة التي تطغى على الكثير من هذه الألعاب. ومثل هذه البرامج قد تساعد ضحايا الجلطات وغيرهم من المرضى الذين يعانون تلفا في أجهزتهم البصرية، ويعلق مارفن تشان خبير البصريات بجامعة فاندربيلت بناشفيل، ولاية تينيسي، بقوله: إن الجاذبية المطلقة لأثر هذه الألعاب وحقيقة أن المهارات تعمم بحيث تنطبق على تشكيلة عريضة من المهام لأمر مثير للاهتمام.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|