من العنف والاستراتيجية إلى الرياضة بأنواعها ألعاب الكومبيوتر عالم سحري مدهش
|
يحتاج جهاز الكومبيوتر إلى طاقة حسابية هائلة ومقدرات كبيرة في مجالات عالمية كالجيوش والمؤسسات العلمية والشركات التجارية، وقد استمر هذا الوضع إلى ان دخلت الألعاب الإلكترونية أو الرقمية لتشكل قطاعا متزايد الأهمية منذ ثمانينات القرن الماضي، ومع ازدياد الطلب على هذه المنتجات تسارعت الأحداث ونشأ قطاع تقدر قيمته بمئات المليارات من الدولارات ودخله أقطاب صناعة البرمجيات مثلSierra و Nova logic وInfograms وInterplay ومايكروسوفت... وطالت موضوعات هذه الألعاب مجال «الحركة والعنف» Action والرياضات والسرعة والاستراتيجية.
أشهر الألعاب حاولت مئات الشركات تصدر هذا القطاع لكن لم يشتهر منها سوى العشرات لأن صناعة الألعاب الإلكترونية تتطلب رؤوس أموال ضخمة ومختبرات كبرى يديرها عشرات من مهندسي الكومبيوتر والبرمجة، فخرجت بذلك اشهر الألعاب من مختبرات عرفت كيف تتعامل مع أهواء اللاعبين الذين «أدمنوا» ممارسة العنف والسرعة افتراضيا، وليس مفاجئا ان تكون العاب مثل Half Life وDelta Force وRed Alert وMYThII: Soul Blighter وQuake وغيرها قد حصدت اكبر الأرباح في «معارك» الأسواق المالية.
وبسبب نجاح هذه المنتجات عرفت الشركات التي صنعتها أياما ذهبية وارتفعت أسهمها في البورصات وتضخمت أرباحها بشكل ليس له مثيل في التاريخ، فشركات لم يكن يساوي قيمة سهمها اكثر من نصف دولار وصلت في أيام الذروة أسعار سهمها إلى 100 دولار على الأقل.
وكانت «كلمة السر» في العقد الماضي لإنجاح الألعاب «العنف» المترافق مع إظهارالدماء وأشلاء البشر والإيحاءات الإباحية، وهذا ما حصل مع لعبة Quake حيث تنفجر أحشاء العدو مع طلقات الذخيرة من سلاح «البطل» ويعم الموت أرجاء الغرفة لمقفلة، أما في لعبة مثل Delta Force التي تنتجها Nova Logic فقد ظهر بوضوح المقاتل العربي «الغبي الخائف المجرم والمقتول دائما» بطلقات من بندقية M16 وM18 التي يحملها الجنود المظليون الآتون من الولايات المتحدة، واستمر في هذه الألعاب وجود الجندي الألماني كعدو، كما دخل أخيرا العربي الأفغاني كعدو تتم ملاحقته في جبال تورا بورا الأفغانية حيث تستخدم الطائرات الحربية والمدفعية وبعض «الأسلحة الذكية».
العنف والذكاء
ومن جهة أخرى، نجحت في شكل لافت الألعاب التي تأتي تحت اسم «الاستراتي جي»Strate gy وهي من النوع الذي يمزج بين الذكاء والعنف، أو الذكاء والتجارة كما في لعبتي «حضارة» Civilization وRailroad Tycoon التي أنتجتها شركةPop Top Software، ففي الأولى يفترض ان يؤسس اللاعب لكل متطلبات قيام حضارة يختارها من تاريخ البشر ويعيد إطلاقها على طريقته بالاستعان ة بمجموعة معطيات تمثل دائرة معارف الحضارات والشعوب المرفقة باللعبة، ويستطيع اللاعب عبر اللعبة ان يتعرف على الاكتشافات العلمية والمبتكرات والتطورات الأدبية والفلسفية والعسكرية والفكرية التي أدت إلى نشوء الحضارات العالمية، ولكن في النهاية سيكون على اللاعب ان يضع «حضارته» في مواجهة حضارات أخرى وان يوجه جيوشه إلى أراضي الجيران واحتلالها.
أما في الثانية فيؤسس اللاعب شركة مهمتها إدارة قطاع السكك الحديدية وتطويرها ورفع أرباحها وتنظيم مرافقها لكي يصبح رجل أعمال ناجحا ذا سلطة واسعة ويكون بالتالي Tycoon.
وفي هذه اللعبة يتعرف اللاعب على متطلبات المنافسة التجارية وفوائدها في ظل نظام رأس مالي يشجع المبادرة الفردية ويفتح الطريق أمام الابتكاروالتجربة دون ضوابط!
وإذا نجح اللاعب في رفع أرباح شركته ينشئ أخرى في مكان آخر ويزيد شركاته كلما نجح اكثر ليتحول إلى المسيطر على قطاع السكك الحديدية. ورغم الطابع السياسي الاقتصادي الذي تتبناه شركة Poptop الا ان دفعها اللاعب الى التفكيروالتخطيط جعل من لعبتها Tycoon واحدة من انجح الالعاب ضمن فئتها. واستثماراً لنجاح Poptop قامت مايكروسوفت بتحضير العاب مشابهة مثل200 Tycoon التي تتشابه فيها متطلبات اللعب مع Tycoon.
وتطرقت الشركات بنجاح الى عالم الرياضة فأنتجت ألعابا مثل كرة السلة وكرةالقدم والكرة الطائرة والتزلج وسباق السيارات والملاكمة... وقد حققت الشركات التي توجهت الى كرة القدم ارباحا كبيرة ومنها شركة EA Sports التي انتجت لعبة كرة القدم FIFA وطورتها من مجرد محاكاة لكرة القدم الى لعبة ذكية تصنع فيها سياسات اللعب واستراتيجيات الدفاع والهجوم والمهارات ومخططات ربح العاب الدوري المحلي أو المونديال، وركزت هذه الشركة على جعل هذه اللعبة حقيقية الى اقصى حد ممكن، فوضعت فرق البلدان التي شاركت فعليا في المونديال عام 1998 أو 2002 كذلك وضعت اشهر اللاعبين ضمن فرقها الوطنية، كذلك تم تحضير العاب تمثل بطولة اميركا في كرة السلة NBA وبطولة العالم.
وحققت هذه اللعبة نجاحا منقطع النظير خصوصا في الولايات المتحدة، ورغم وجود العاب عديدة تمثل الملاكمة والكرة الطائرة، الا ان ابرز النجاحات تحققت في كرة القدم والسلة وسباق السيارات لأن ما يطلبه اللاعبون هو ما يشاهدونه على شاشات التلفزيون وفي الملاعب.
مقاربة الذوق العام
تقول بعض الشركات انها لا تصنع سوى ما يريده مستخدم الكومبيوتر لأنها في النهاية تريد تحقيق الربح، وتدافع عن نفسها عندما تحضر العابا تتضمن عنفا مفرطا وتقول ان العنف موجود في كل وسائل الاعلام فلماذا يجب ان نكون نحن كبش المحرقة؟ ويقول احد مبرمجي هذه الالعاب في احدى محطات التلفزة الفضائية ضمن برنامج متخصص: «نحن لا نخترع اشياء من عقولنا، بل نقوم بمحاكاة الحقيقة التي يراها البشر يوميا سواء في الشارع أو عبر التلفزيون، انظروا كم هناك من الحروب والقتل والدمار، انظروا الى العراق وافغانستان وجنوب لبنان، اليس هذا قتالا وموتا ودمارا؟ لماذا تحاولون منع الالعاب العنيفة في حين يهيمن العنف على كل بقاع الكرة الارضية؟». وعموما تجمع الشركات على انها تحاول فقط مقاربة الذوق العام ومحاكاة ما هو واقعي وموجود، وعملي فإن ما تقوله صحيح في حدود مصلحتها وغير صحيح الى حدود ما يجب ان يكون، وفي هذه الدائرة يستمر الجدال بين من هم مع الالعاب العنيفة ومن هم ضدها، لكن الالعاب ليست كلها عنيفة فيمكن ان يشتري الزبون لعبة الشطرنج أو لعبة الكلمات المتقاطعة وغيرها.
شركات والعاب
يمكن لهواة الألعاب الرقمية ان يختاروا عددا كبيرا عالميا عبر رفوف المتاجراو من خلال الإنترنت، فشركات هذه الألعاب توفر إمكان شراء أي من ألعابهاعبر مواقعها على الإنترنت. وسيحتاج من يريد الشراء الى بطاقة دفع إلكترونية أو إحدى بطاقات الائتمان المعروفة. وللوصول الى عالم هذه الألعاب يمكن دخول مواقع الشركات مباشرة:
1 شركة Sierra:
www.Sierra.com
2 Novalogic:
www.novalogic.com
3 Infigrams: www.infograms.net
4 Interplay www.interplay.com
5E A Sports: www.easports.com
6 مايكروسوفت: www.microsoft.com
7 Access Software:www.accesssoftware.com
8 Bungie Software:www.bungie.com
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|