يجعل منها هدفاً أكبر
نظام Mac لم يعد آمناً ضد الفيروسات |
* إعداد: محمد شاهين:
كان بينيامين داينز قد تصفح الانترنت عندما نقر على مجموعة روابط تُعلن عن صور لتحديثات تصلح لجهاز الكمبيوتر الخاص به لم يتم طرحها بعد. وبدلاً من ذلك تم فتح نافذة على الشاشة وظهرت أوامر غريبة, كأن الجهاز تحت سيطرة شخص آخر، أو شيء آخر. لقد كان داينز ضحية لفيرس كمبيوتر. تُعد هذه المشاكل غير مألوفة على أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم نظام الويندز للتشغيل الخاص بشركة مايكروسوفت.
على أى حال كان داينز يستخدم جهاز من نوع Mac والذي طالما اعتقدنا أنه آمن ضد مثل هذه المخاطر. ويُطلق خبراء الأمن على هذا الفيروس اسم الفيروس الاول على الإطلاق لنظام Mac OSX. وهذا النظام هو نظام التشغيل الذي تم تحميله على أجهزة الماكنتوش التي تم بيعها منذ 2001 والذى تمكن من البقاء بعيداً عن هجمات الفيروسات وتلك الحروب الشريرة التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة.
يقول داينز، وهو مهندس كيمياء بريطانى، يبلُغ من العمر 29 عاماً، والذى كان يعتبران أنظمة Mac مُحصنة ضد هذه الهجمات: (يثبت هذا للناس، أنه أياً كان نوع الكمبيوتر الذي يستخدمونه فإنهم معرضون إلى الهجوم بالفيروسات).
ويُحذر الخبراء من ان مركز آبل المهم ونصيبها الكبير في السوق والمتزايد، إضافة إلى تبني بعض نظم التحكم المستخدمة في الأجهزة التي تُدير الويندوز، تجعل من أنظمة Mac هدفاً أكبر. جدير بالذكر أن شركة آبل قد تلقت أول مكالة تحذيرية الاسبوع الماضي، عندما قام باحث من كاليفورنيا الجنوبية بالإبلاغ عن 7 إصابات جديدة.
وقال توم فاريس أن المواقع الخبيثة قادرة على أن تستغل الثغرات بدون علم المُستخدم، وتسمح للمجرم بان يُدمر الشفرة عن بُعد، وأن يستطيع الدخول إلى كلمات المرور وغيرها من المعلومات الهامة. وقال توم فاريس أنه حذر أبل من الهجمات، في يناير وفبراير وأنه يجب على الشركة أن تُصلح الثغرات، كما حاول لفت انتباه الشركة إلى المقارنة بين صانعي الكمبيوتر المتواجدين في كيوبيرتينو ومايكروسوفت قبل 3 أعوام، عندما كان يتم انتقاد أكبر شركة برامج كمبيوتر في العالم بسبب بطئها في الاستجابة الى نقاط ضعف منتجاتها. ويقول فاريس الذي يستخدم هو نفسه، نظام Mac: ( إنهم لم يتعلموا كيف يتعاملون مع نظام الأمن، وأعتقد ان أبل في نفس الموقف الآن). من ناحية أخرى يدعي مسئولو شركة أبل أن الأنظمة الجديدة عرضة أكثر من غيرها للهجوم الأمني، مشيرين بذلك الى تاريخ الشركة الامني الواضح.
وفي ذلك تقول ناتالي كيرس، المتحدثة الرسمية، ان ابل تُخطط لإصلاح الثغرات التي بلغ عنها فيرس في التحديث القادم لأنظمة Mac OSX، ولا يوجد بالغات انه تم استغلالهم). ولم توافق ناتالي على أن نقاط الضعف تُمكن المجرم من استخدام كود على الجهاز المُستهدف. وفي حالة الإصابة التي حدثت لداينز، كان يوجد مشكلة في الفيروس، مما أدى الى حدوث ضرر بسيط. ومع ذلك تم مسح الكثير من ملفات التشغيل وتم عمل الكثير من الملفات وتم تعطيل الكثير من التطبيقات بما في ذلك برنامج تسجيل صوتي. كما تمكن الفيروس أيضاً من اقتحام برنامج الرسائل الفورية الخاص به وبذلك انتقل الملف المُفيرس إلى 10 أشخاص من قائمة أصدقائه.
يقول نايل فراير، مستشار نظم امن للكمبيوتر: (يُنكر الكثير من مستخدمي أجهزة Mac ذلك ويضعون غمامة على هذا القول ويقولون لن يتمكن أي شيء من الوصول الينا. الأمر الذي لا يمكن الموافقة عليه أبداً). ويقول فراير وهو من مستخدمي Mac أيضاً، أنه بدأ في اتخاذ احتياطات إضافية في السنة الماضية، لضمان عدم الوقوع كضحية لهجمة ما. كما أنه يمضي المزيد من الوقت في فحص سجلات الأمن الخاصة به، باحثاً عن إشارة الى وجود مقتحمين، ويستخدم حائطا واقيا وتطبيقات أمن إضافية مثلما كان سيفعل إذا كان يمتلك جهازا يعمل بنظام الويندوز.
ويبدو أن هذه الحادثة الأخيرة لإصابة نظام Mac OSX لم تكن الأولى، حيث كانت هناك سوابق عدة تفيد في النهاية بأن النظام مستهدف بشكل مُتزايد. من هذه الدلائل ما يلي:
- أضافت مؤسسة SANS، وهي منظمة لصنع أنظمة الكمبيوتر الأمنية في مريلاند بأمريكا، نظام Mac OSX إلى قائمة 2005 عن أكثر عشرين نظاما غير محصن ضد هجمات الانترنت. حيث تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم وضع Mac في هذه القائمة منذ بدء الخبراء في إصدار القائمة عام 2000م.
- قامت SANS الاسبوع الماضي بتحديث القائمة للتحذير من العيوب الموجودة في سفاري، وهو مُتصفح الشبكة الخاص بأنظمة Mac والذي قالت المجموعة عنه: ان المجرمين تمكنوا من اقتحامة قبل ان تُصلحة أبل.
- ارتفع عدد الهجمات على Mac التي تم اكتشافها في السنوات الاخيرة حتى وصل الى 81 العام الماضي، بعد ان كان 46 في 2004 و 27 في 2003م، وذلك وفقاً لما ذكرته قاعدة بيانات أوبن سورس للاعطال، والتي تُديرها مجموعة غير ربحية، تتبع أعطال أنظمة الأمن في الكثير من البرامج والأجهزة.
- قام أحد الباحثين في أنظمة امن الكمبيوتر يبلغ من العمر 25 عاماً، بعد أقل من أسبوع من تعرض داينز للهجوم في منتصف فبراير الماضي بإطلاق 3 فيروسات غير خطرة، في Mac، ليثبت انه يمكن استغلال الخلل الحقيقي الموجود في Mac OSX.
على إثر ذلك طلبت أبل من الباحث أن يتوقف عن نشر الشفرة حتى تتمكن من إصلاح الخلل. وبشكل عام يقول خبراء الأمن، ان أعطال Mac، من الممكن، ان تتزايد، بسبب انتقال أبل الى خط إنتاج يستخدم أجهزة تحكم صنعتها شركة إنتل. كما أن من المتوقع أن يتمكن المزيد من الاشخاص من خلال استخدام أنظمة Mac الجديدة لنفس المُعالج الذي يتحكم في الاجهزة التي تعمل من خلال نظام الويندوز من استغلال الخلل الموجود في أجهزة ابل، أكثر من الماضي، عندما يعملون على رقائق الكمبيوتر باور التي صنعتها شركة IBM، وشركة موتورولا. إلا إن باد تريبل، النائب الاكبر لرئيس شركة ابل لتكنولوجيا البرامج، لم يوافق على ذلك، وقال: (إن كل الاشياء التي ظللنا نصنعها لجعل نظام Mac OSX آمناً ستستمر في إنتل).
ويضيف قائلاً: (ان نظام Mac مُصمم لكي يستخدم الانترنت بأمان، مباشرةً، وبدون الحاجة الى جدران واقية أو برامج أمن إضافية. كما أثنى على النظام لتمكينه للمستخدمين من تركيب لوازم الأمن اتوماتيكياً، بسهولة. وأشار إلى أن نظام التشغيل مُستمد من فري بي اس دي، البرنامج الذي يُعد مصدراً مُتاحاً للجميع، والذى تم صُنعة من الصفر لتزويد شبكات الكمبيوتر بالأمن. وقد اصبح الفري بي أس دي الموجود في يونكس، منذ إنشائه في بداية التسعينيات، موضع حرب تجارب بين طلاب الكليات ومتخصصين في أنظمة أمن الكمبيوتر.
من ناحيته يقول ألان بالير، مدير الأبحاث في SANS: ( إن الشيء الاساسي هنا، هو أننا مازلنا نشعر براحة أكثر حيال استخدام نظام Mac، عن استخدام نظام ويندوز). ولكن لأن داينز يستطيع ان يُصدق على ذلك، ليس هناك اي ضمانات.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|