مجتمع المعلومات |
مجتمع المعلومات في كبسولة، هو ثنائية مكونة من بنية تحتية، قوامها شبكة الاتصالات، ومحتوى المعلومات التي يجري تبادلها عبر الشبكة، وقد تعدد المجاز في وصف هذه الثنائية، بين مجاز يشبه شبكة الاتصالات بشبكة المواسير، ويناظر المحتوى بالماء الذي يسري بداخلها من حيث معدل تدفقه واستمراريته ودرجة نقاوته. وهناك مجاز آخر يشبه شبة الاتصالات بالجهاز العصبي والمحتوي بالإرشادات الكهروكيميائية التي تسري خلاله لتبعث الحيوية في أوصاله.
غير أنَّ أفضل مرادفات المجاز ما ورد في كتاب (الفجوة الرقمية) لمؤلفيه د. نبيل علي ود. ناديه حجازي من مجاز الدورة الدموية الذي يشبه شبكة الاتصالات بشبكة الأوعية الدموية، ويناظر المحتوى بالدماء التي تسري داخل هذه الأوعية حاملة الغذاء والأوكسجين عبر الشرايين وطاردة للنفايات الضارة عبر الأوردة.
لقد انصب الجهد فيما مضى على إقامة مجتمع المعلومات على شق البنى التحتية، أي شق الاتصالات، أما الآن فقد أدرك الجميع أنَّ المحتوى هو التحدي الحقيقي، والمحتوى هو الملك كما وصفه بعضهم، وهو بهذا يختلف عما كان عليه الأمر ما قبل الانترنت. فمع ظهور التليفزيون شاعت مقولة مارشال ماكلوهان الوسيط هو الرسالة The media is the messge.
ويقصد بذلك أنَّ قدرة الرسالة الإعلامية على النفاذ تتوقف - في المقام الأول - على الوسيط الناقل لها، فالتليفزيون - على سبيل المثال - أكثر نفاذاً من الإذاعة، ورسالة الإعلان، على رغم إدراكنا ما تحمله من مبالغات تصل إلى حد الكذب أحياناً، تظل ذات قدرة على النفاذ بفضل وسائل الإبهار والإثارة. وجاءت الانترنت لترجع الأمر إلى نصابه، وترد الاعتبار إلى محتوى الرسالة بعد أن تحرّر هذا المحتوى عن الوسط الناقل له، حيث يمكن إعداد المحتوى الخام نفسه تلفزيونياً وإذاعياً وطباعياً وإلكترونياً وشبكياً.
ولعل في ذلك دليلاً قوياً على سيطرة الشق اللين soft على الشق الصلب hard، والتي من أبرزها سيطرة البرمجيات software على شق العتاد hardware. بصفة عامة يمكن القول إنّ المصير المعلوماتي لأي أمة رهن بنجاحها في إقامة صناعة محتوى فاعلة وقادرة على المنافسة عالمياً.
د. زيد بن محمد الرماني
المستشار الاقتصادي - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
zrommany3@gmail.com
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|