|
تحولات مرتقبة في قطاع الاتصالات عن بُعد
|
تقود اتجاه الاتصالات عن بعد Telecomm قوتان طاغيتان، الأولى ذات طابع اقتصادي، والثانية تكنولوجية صرفة، فمنذ شهر تشرين الأول عام 2001 تقدمت17 شركة كبرى يبلغ مجموع رساميلها السوقية 96 مليار دولار بطلب رسمي للحمايةمن الإفلاس، وأبرز هذه الشركات "وورلد كوم" WorldCom و"غلوبال كروسينغ" GlobalCrossing، التي تعمل حاليا على تسوية أوضاعها وتسديد ديونها، فمن المتوقع أن تنجو جميع هذه الشركات، تقريبا، من حالة الإفلاس خلال العام الجاري 2003بعد إيفاء كامل ديونها، بطريقة ما.
غير أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، فالمشكلة تكمن في كيفية استدرار الأرباح لاحقا.. وعلى سبيل المثال، فإن شركة (فياتل) Viatel للاتصالات عن بعد، قد تجاوزت مرحلة الإفلاس في شهر مايو الماضي ولكنها ما تزال تحاول المنافسة عبر المناورة في تحديد الأسعار وفق مقتضيات الأسواق، والواقع أن تلك الإستراتيجية المرتبطة بالمضاربة في مجال الأسعار، هي التي أدت الى إعلان 47 حالة إفلاس منذ بداية عام 2001 وحتى شهر مارس من العام الماضي، وتجدر الإشارة، هنا، الى أن أسعار التجهيزات المرتبطة بالنطاق الشبكي العريض Bandwidth قد انخفضت الى مستوى قياسي لدرجة أن الشركات المنتجة لم تعد قادرة على تغطية النفقات،فمنذ أغسطس عام 2001 وحتى سبتمبر 2002، انخفضت الأسعار بمعدل 44% استنادا إلى شركة (باند أكس) Band X البريطانية التي تقوم بتسويق أنظمة النطاق العريض، ولا يبدو أن الأسعار سترتفع في وقت قريب، سيما وأن حجم العرض يتجاوز كثيرا حجم الطلب، والجدير بالذكر، أن نحو 75 مليون منزل في الولايات المتحدة مجهز بالأنظمة السلكية والموديم، ولكن 11 مليون منها فقط قد اختارت هذا السبيل للدخول الى شبكة الإنترنت بسرعة عالية ترتكز على النطاق العريض، وذلك استنادا الى تقرير صادر عن مكتب الإستراتيجية التكنولوجية التابع لوزارةالتجارة الأمريكية، ينبغي الاستعداد لمزيد من التدهور، ففي هذا الإطار، أشارت دراسة أعدها البروفيسورلين لوبوكي Lynn LoPucki أستاذ الحقوق في جامعة كاليفورنيا، الى أن 42% من الشركات التي تقدمت بملفات لإعادة التنظيم لدى محكمة الإفلاس في ولاية ديلاويرDelaware ابتداء من أول أغسطس عام 1991 وحتى 31 يوليه عام 1996، تميل مجددا الى تقديم طلبات للحماية من الإفلاس، فالفصل الحادي عشر من قانون الحماية أسهم فقط في حماية شركات الاتصالات عن بعد، للبقاء على قيد الحياة في وقت كانت مهددة بالإقفال النهائي المحتوم، فبعدئذ، لم تتمكن هذه الشركات من تثبيت نفسها، كما أن حجم العرض لم ينخفض، وبالتالي لم ترتفع الأسعار، وهكذا، فإن شركات الاتصالات التي خرجت من حالة الإفلاس، سوف تجد نفسها غير قادرة على رفع نسبة السيولة النقدية لديها من اجل تسديد ديونها، أما النتيجة فهي الحاجة الى إعادة التنظيم مجددا، ومن هنا، ينبغي توقع موجة من حالات الإفلاس الشبيهة الى حد كبير بقطاع الطيران أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 