|
ثمرة الإنترنت .. من يقطفها؟
|
يعتقد البعض أن مواقع الإنترنت عموما هي مجرد مجال جديد للانتشار الإعلاني وتسويق المنتجات، ويبنون على هذه المعطيات رأيهم ومؤداه: تعلم استخدام برامج تصفح الإنترنت أمر غير ضروري، وعلى النقيض ثمة نصف مليار إنسان اليوم في العالم يستفيدون من الإنترنت بطرق مختلفة ويعتمدون على نحو 8 مليارات صفحة إنترنت. بمعدلات نمو مرتفعة تنشأ مواقع جديدة كل يوم، للمؤسسات المحلية والدولية والجهات الرسمية من وزارات ومؤسسات ودوائر، والمنظمات والاتحادات والشركات الصغيرة والكبيرة، إضافة إلى الجهات الأكاديمية والدينية والفردية.
ويقول مسؤولون في المؤسسة الدولية المتخصصة بتحديد أسماء مواقع الإنترنت: International Corporation for Assigned Names and Numbers (ICANN) إن نمو تسجيل المواقع لم يتراجع منذ بدء ارتفاعه "المذهل" بداية التسعينات، والطلب المتزايد على هذه المواقع جعل كل من يملك اسما مسجلا يسعى لتسجيله أيضا على الإنترنت،ويتم ذلك على مستويين:
الأول محلي حيث ينتهي اسم الموقع بدلالة على البلد مثل (.sa) في السعودية.
والثاني دون اختصار لبلد مع الاكتفاء بالدلالة على نوع الموقع، كأن يكون تابعا لشركة (.com) أو منظمة(.org) أو أن يكون تابعا لكيان دولي (.int)..
حدائق المعلومات
ماذا تريد أن تعلم؟ زهور، قنابل عنقودية، سجاد، وحتى صناعة القهوة! كل ما يخطر في بالك موجود في مكان ما على الإنترنت، وعندما نقول كل شيء فيعني فعلا كل شيء، خصوصا عندما نعلم أن ثمة موسوعات منشورة على الإنترنت مجانا للمستخدمين، وهذه ليست موسوعات غير معروفة بل هي الأشهر مثل "بريتانيكا" Britannica وإنكارتا Encarta وغيرهما.
ودوريا تنشر مؤسسات الدراسات والإحصاءات الدولية أرقاما عن اتجاهات مستخدمي الإنترنت واهتماماتهم، وفي شكل متزامن نشرت مؤسسات مثل "بيراميد" وIDC و"جوبيتر" معلومات اعتبرت فيها أن معظم مستخدمي الإنترنت بهدف البريد الإلكتروني ومواقع التسلية والأخبار والمعلومات، والباقي يملك اهتمامات متخصصة، وتواجه هؤلاء المستخدمين الذين يزورون "حدائق المعلومات" عوائق أساسية حين يحاولون الحصول على صور ومقاطع فيديو أو أغان لأن الوصول إليها وسحبها إلى الكومبيوتر الشخصي ليس سهلا.
الوصول إلى المعلومات
يعتمد معظم المستخدمين على "محركات التفتيش" Search Engines للوصول إلى "المادة" التي يريدونها، لكنهم في العديد من التجارب يفشلون أو يحصلون على كمية من المواقع الناتجة من البحث تحتاج هي بدورها إلى تفتيش طويل ممل. لهذا يلجأ البعض إلى محركات التفتيش المتخصصة في حقول محددة، فإذا كان البحث الجاري هو عن معلومات تتعلق بالعيون يقومون باستخدام محرك تفتيش طبي، وكذلك الحال بالنسبة إلى سائر الموضوعات.
ويشكل الاصدقاء مصدرا مهما لعناوين المواقع، ويوصون عادة معارفهم بزيارة مواقع مميزة عبر إرسال العنوان في رسالة بريد إلكتروني يتم توزيعها إلى عشرات أو مئات الأشخاص. وبمجرد وصول الرسالة يمكن المتلقي أن يضغط بمؤشر "الماوس" العنوان ليدخل الموقع مباشرة، وأحيانا يتم اللجوء إلى الدليل الذي يحتوي على عشرات آلاف عناوين المواقع المقسمة تبعا للقطاع.
وفي الأسواق كتب تحتوي على عناوين المواقع الموزعة بين ما هو للتسلية والأخبار والصحة وغيرها... لكن الاعتماد على هذا النوع من المصادر يتضاءل بسبب وجود مواقع تنشر بين صفحاتها فهارس كبيرة تحتوي على عناوين المواقع مجانا. ويستخدم أصحاب المواقع طرقا مختلفة للإعلان عن عناوين مواقعهم، وتعتبر الشركات من الأكثر استخداما لهذه الإعلانات التي تنشر في مختلف أنواع وسائل الإعلام، كالصحف والمجلات و"المحطات التلفزيونية" والإذاعات.
ولكن الباحث الخبير يعرف دائما كيف يصل إلى موقع لا يعرفه بطرقه الخاصة، فليس من الضروري أن يصل إلى مقصده عبر محرك تفتيش أو إعلان أو خبر من صديق.
فالوصول إلى موقع يتعلق مثلا بشؤون كيميائية، يمكن أن يتم تدريجيا، أي بدخول موقع دولي للعلوم والتفتيش عن "روابط" Links، أو بدخول موقع علمي لجامعة أو لمنظمة دولية والوصول خطوة خطوة إلى الهدف، فضلا عن ذلك يمكن الاعتماد على مقولة: "لكل مرجع موقع"، وهذا يعني أن لكل مؤسسة أو شركة أو جامعة أو منظمة أو أي كيان، موقعا خاصا، ولنقل إننا نبحث عن معلومات تتعلق بالتبغ، يمكن تجربة العنوان: www.tobacco.com وليس ضروريا أن نكون على دراية مسبقة بهذا الموقع أو غيره للوصول إليه، فالتجربة لا تكلف شيئا.
أما التفتيش عن معلومات بهيئة معينة كأن نحصل على صورة أو مقطع موسيقي أوفيديو، فيمكن أن يتم بواسطة محركات تفتيش أو "برنامج خاص" Software. ولنفترض أننا نبحث عن صورة، يمكن عندئذ الاستعانة "بمحرك تفتيش خاص بالصور" ImageSearch Engine أما الموسيقى والأغاني فتشكل بإيجادها برامج مثل "نابستر" Napster وغيرها من البرامج الخاصة بالبحث الموسيقي.
الخبرة في التنفيذ
لا يكفي وجود جهاز كومبيوتر وبرنامج تصفح لكي نصل إلى المعلومات المختلفة، فثمة عنصر أساسي في البحث وهو الخبرة في ما نفتش عنه، المتخصصون في الطب يبحثون في المواقع عن المعلومات الطبية في شكل ناجح أكثر مما يبحثون عن المعلومات الموسيقية. وقد يكون شخص ما خبيرا في الأعشاب لكنه لن يتمكن من إيجاد موقع واحد عن سباق الخيل!.
أيضا، تشكل عمليات البحث المتكررة خبرة تراكمية لدى المتخصصين، ويكونون مع مرور الوقت مهارات غير عادية في البحث. وعندما يصل أحدهم إلى مرحلة متقدمة في البحث فلن تقف في وجهه أي مشكلة في إيجاد معلومات معينة، ولكل من الباحثين البرامج الخاصة التي عليهم استخدامها، فالباحث على أنواع السيارات المختلفة عليه اللجوء إلى مواقع وبرامج خاصة ببيع السيارات ودخول مواقع مصانع السيارات. ثم عليه الحصول على برنامج يتصفح صور هذه السيارات على جهازه، وربما يحتاج إلى برنامج خاص باستعراض عدد كبير من الصور دفعة واحدة مثل Acdsee أو Thumbnail.
أما الذين يبحثون عن إحصاءات وجداول أرقام لاستخدامات أكاديمية فعليهم أيضا استخدام برامج خاصة مثل "إكسل" Excel، والاعتماد على برامج لإعادة بناء الجداول بعد سحبها من الموقع مثل Adobe Illustrator المتخصص في بناء الصور التوضيحية و"الشرحية".
ويعتمد معظم الباحثين على برامج تسحب الصور من الإنترنت أوتوماتيكيا لكي يختصروا الوقت، فيتركون الجهاز ليبحث أثناء غيابهم، ومعظم الباحثين يشتركون في استخدام أساليب السحب والحفظ والأرشفة والتخزين والنقل المعلوماتي إلى وسائط "تخزين" Storage مثل الأقراص الثابتة النقالة Removable Disks واللينة Flobby والمدمجة Compact والفيديوية VCD وDVD وغيرها...
الإنترنت كائن طبيعي
تزداد المحتويات الموجودة في الإنترنت، ويرتفع عدد مستخدميها والذين يعتمدون عليها في أعمالهم ومصالحهم، وتتوالد المعلومات باستمرار مع التقاء مزيد من الناس على بلاط هذه الملكة. وكثافة محتوياتها الغزيرة تجمع البشر من كل حدب وصوب دون اعتبار لكثير من الحواجز التي تمنع التقاء الناس كالدين والمذهب واللون والعرق والثقافة والانتماء الحزبي. هي مكان للباحثين الجديين كما العابثين بزمنها من مخترقين وسارقين. والذي لم ينضم إلى ناديها بعد سينضم بالتأكيد إذا أراد الحفاظ على مقعده المهني والاجتماعي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 