منتدى المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا يؤكد أهمية دور المرأة في عصر المعلوماتية
|
افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري المنتدى الفكري العربي الذي استضافته مصر مؤخرا تحت رئاستها بعنوان (المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا)، وألقت السيدة سوزان مبارك كلمة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى رحبت فيها بالوفود التي حضرت من الدول العربية كافة لتشارك في المنتدى الذي يعقد ضمن فعاليات قمة المرأة العربية الثانية ويتناول موضوعا مهما يربط بين دور المرأة العربية المعاصر وأهمية العلم والتكنولوجيا في عالمنا العربي، وأوضحت أن السرعة التي يتحرك بها السيل المتدفق من الاكتشافات العلمية إلى ثورة تكنولوجية لم تترك جانبا من الحياة الا وأثرت فيه بقدر يدعو ذلك إلى الاعتراف بأن هذه المعرفة وتلك التكنولوجيا صارت القوة الدافعة في الانتاج الاقتصادي وتحقيق رفاهية الشعوب.
ولفتت السيدة سوزان مبارك إلى أن تقارير التنمية الصادرة عن مختلف الهيئات المحلية والدولية أشارت إلى أن التحدي الأساسي أمام الدول النامية يتلخص في قصور في مكونات مجتمع المعرفة ووجود فجوة علمية وتكنولوجية تفصل بين الدول المتقدمة والدول النامية ومنها الدول العربية مؤكدة أن الأمل في استعادة نهضة الأمة العربية العلمية وتحقيق تقدم علمي وازدهار تكنولوجي لا يزال قائما.
ودعت السيدة سوزان مبارك إلى أن يقوم مجتمع المعرفة العربي على قدراته الذاتية في إنتاج العلوم والتكنولوجيا وتطويرها بصفة دائمة بما يتلاءم مع المتغيرات المتلاحقة التي تشهدها المجتمعات العربية، وطالبت بأن يحظى تطوير منظومة البحث العلمي وتوفير الإمكانيات اللازمة لمواكبة حركة التطور في المجالات البحثية بالأولوية القصوى من قبل الحكومات والمجتمعات العربية. وقالت السيد سوزان مبارك إلا أننا ما زلنا نتطلع إلى المزيد من المشاركة الفاعلة للمرأة العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا في المرحلة القادمة في إطار من المسئولية المشتركة التي يسهم فيها المجتمع العربي بمختلف كياناته ومؤسساته، وأكدت انه من حق المرأة العربية أن تساهم في الحركة العالمية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا التي تطالب العالم الدولي بوضع ميثاق شرف أخلاقي وإنساني يحكم توجهات البحث العلمي في المستقبل ويحدد ملامح منظومة التطبيقات التكنولوجية المقبولة دوليا، ورحبت السيدة سوزان مبارك مجددا في ختام كلمتها أمام منتدى المرأة العربية في العلم والتكنولوجيا بالوفود المشاركة.
وكانت وقائع منتدى المرأة العربية قد بدأت بكلمة الدكتورة فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة التي أوضحت أن انعقاد منتدى (المرأة العربية والعلم والتكنولوجيا) اليوم يأتي ليستكمل المنتديات الفكرية التي أقرتها قمة المرأة العربية الثانية 2002 2004م.
وقالت إن هذا المنتدى يتناول موضوعا نحن على وعي تام بأهميته بالنسبة لمنطقتنا العربية في مواجهة نظام عالمي جديد يجري تشكيله على نحو يستند في المقام الأول إلى ما تملكه الأمم من أسباب العلم وتطبيقاته، ورحبت بمشاركة المملكة العربية السعودية الشقيقة لأول مرة، ووصفت ذلك بأنه دليل على النجاح بعينه. وأعربت الدكتورة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية في كلمتها أمام منتدى المرأة العربية عن أهمية المنتدى الثامن الذي يتناول موضوع المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا مما يتطلب تمكين المرأة التي تمثل نصف المجتمع من النفاذ إلى مضمار العلم ومجتمع المعلومات والتكنولوجيا, وإيماناً بأهمية دعم المرأة في هذا المجال فإن منظمة المرأة العربية بصدد إنشاء وتفعيل (مجموعة العمل العربية الإقليمية للمرأة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات) بالتنسيق مع المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات.
ثم واصل منتدى المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا أعماله في اليوم الثاني على التوالي حيث عقدت الجلسة الأولى برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان (العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية ودور المرأة العربية) حيث ناقشت ثلاث ورقات عمل مقدمة من المملكة العربية السعودية والكويت وسوريا. وقدمت الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الملك سعود ورقة حول دور المرأة السعودية في استخدام العلوم والتكنولوجيا في التنمية البيئية.
وعرضت دور المرأة السعودية في مجال الدراسات البيئية من أجل التنمية المستديمة التي ترتكز على كيفية مواجهة المخاطر والكوارث البيئية باستخدام وتطبيق الاساليب والتقنيات العالمية المعاصرة.
وأكدت الدكتورة مشاعل أهمية التمويل والتدريب والادارة من خلال برامج مدروسة من أجل التطوير التكنولوجي والتصدي لهيمنة ثقافات بعينها والتسيب الاخلاقي.. ودعت إلى تضمين المجالات التكنولوجية في مناهج الدراسة الخاصة بالتعليم قبل الجامعي.
وفى إشارة إلى واقع العلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية قالت الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الملك سعود أن المملكة تسعى إلى وضع قاعدة بيانات وإزالة الحواجز بين المؤسسات العلمية والأكاديمية المختلفة وربط نشاط البحث العلمي بإستراتيجيات التنمية والاستثمار في الموارد البشرية.
واستعرضت الدكتورة مشاعل في هذا الصدد تجربة معهد بحوث الفضاء بمدينة الملك فهد بن عبد العزيز للعلوم والتقنية الذي يعتبر من أهم المؤسسات العلمية في المملكة ويقع على عاهله مسؤولية إنشاء بنية تحتية للبحث العلمي.
وفي ختام ورقتها.. عرضت الدكتورة مشاعل نماذج بحثية تطبيقية منها على سبيل المثال تنمية الأودية الجافة في وادي نساح بالرياض.
وقدمت الدكتورة سعاد الفريح أستاذ قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة الكويت ورقة بحثية حول التعليم عن بعد ودوره في تنمية المرأة العربية.
وأشارت الدكتورة سعاد الفريح إلى تزايد الاهتمام بالتعلم عن بعد في البلاد المتقدمة والعديد من البلاد النامية ليصبح جزءاًَ من أنظمة التعليم فيها لما يمتلكه من قوة كامنة يمكن أن تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة في ضوء التطورات الهائلة التي تحدث في حقل تقنية المعلومات والاتصالات من جهة والحاجة الملحة لتحديث مهارات الكوادر البشرية العاملة من جهة أخرى. وقالت إن تلك التقنية أصبحت أداة المجتمعات الفاعلة لتحقيق التنمية البشرية المستديمة في ظل اقتصاد عالمي يرتكز على المعرفة والوصول السريع لمصادر المعلومات عبر الربط الشبكي الذي تيسره والذي يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية للمجتمعات المختلفة بل ويتجاوز تلك الحدود حتى ضمن نطاق المجتمع الواحد بشرائحه المتعددة.
كما دعت الفريج إلى تطوير برامج دراسية وتدريبية تقدم بأسلوب التعلم عن بعد بالتعاون مع مراكز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعات موجهة لشريحة النساء حسب احتياجاتهن واحتياجات سوق العمل للمساهمة في توفير المهن الإلكترونية التي تؤهلهن للعمل من منازلهن وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالمرأة على بناء منتديات إلكترونية ثقافية خاصة بالنساء تدعمهن في شئونهن الحياتية وتهيئ لهن فرصة المشاركة بمجتمع المعلومات بما يكفل حمايتهن من الاستغلال وتبصيرهن بكيفية حماية أبنائهن من مساوئ التكنولوجيا فضلا عن توفير الدعم الحكومي لتأمين الاعتراف بالشهادات العلمية الصادرة من المؤسسات التعليمية التي تتبنى فلسفة التعليم المفتوح أو التعلم عن بعد كنظام تعليمي سواء كانت من مؤسسات عربية أو أجنبية. ثم تواصل انعقاد المؤتمر مقيما الجلسة الثالثة برئاسة المملكة المغربية تحت عنوان التكنولوجيا من أجل تنمية المرأة الريفية حيث ناقشت الجلسة ورقتي عمل مقدمتين من جمهورية جيبوتي وجمهورية السودان.
وعرضت السيدة فردوسة صوبنه وعيس مساعد الشؤون النسوية بوزارة ترقية المرأة والشؤون الاجتماعية بجيبوتي ورقة حول دور التكنولوجيا في محو أمية المرأة العربية اعتبرت فيها أن الأمية تعد من أهم معوقات دخول المرأة العربية إلى عالم التكنولوجيا والعلوم والاتصالات الحديثة وتوجهات التعليم غير النظامي في جيبوتي.
وركزت السيدة ست النفر محجوب بادي أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية أمين عام المجلس القومي للسكان في ورقة السودان حول المرأة العربية وتكنولوجيا الغذاء والتغذية على واقع المرأة العربية في تكنولوجيا التغذية وتبسيط التكنولوجيا للمساهمة في تطوير الصناعات الغذائية في الريف العربي.
وفي اليوم الختامي لأعمال المؤتمر طالبت الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة أمام منتدى المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا بتدريب المرأة ودعمها من أجل الاستفادة المثلى من الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة خاصة في مجال الإنترنت.
وأكدت الدكتورة فرخندة حسن في الورقة المقدمة من مصر أمام الجلسة الرابعة التي عقدت تحت رئاسة ليبيا ضرورة مشاركة المرأة في وضع وتصميم محتوى برامج شبكة الإنترنت لتكون قادرة على الوصول للمعلومات التي تريدها فقط وعلى أن تلعب دورا متساويا في تقديم المحتوى والمضمون وتصميم التكنولوجيا.
وقالت إنه يمكن توجيه الأنشطة النسائية في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والمبادرات المساندة لها في العديد من المجالات مثل تحقيق التنظيم والترابط والتواصل عبر الشبكة والتجارة الإلكترونية والتدريب عن بعد وخاصة في مجال إدارة وتنمية المشروعات الصغيرة والنفاذ إلى المعلومات الصحية والقانونية التي تحتاج إليها المرأة والأسرة.
وطالبت الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة بضرورة أن تقوم منظمة المرأة العربية بإقامة شبكة تعاون فيما بينها وبين المنظمات العربية والدولية لبحث أفضل السبل التي يمكن بها استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في نشر المعلومات التي تحتاج إليها النساء في مجالات التنمية المختلفة ومساعدتهن على تبادل المعلومات.
وأشارت الدكتورة فرخندة حسن إلى صعوبة حصول المرأة على أدوات التكنولوجيا الجديدة مثل الحاسب الآلي بسبب الفقر وعائق اللغة وفرصها الضعيفة في الحصول على تدريب مناسب بغض النظر على رفض بعض المجتمعات لخروج المرأة من المنزل أو صعوبة إيجاد أوقات مناسبة للحصول على تدريب في مكان قريب من المنزل.
ومن جانبها قدمت المهندسة منى نجم رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات من الأردن ورقة بحثية أشارت فيها إلى أهمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كمحرك للنمو الاقتصادي والتمكين الاجتماعي والاقتصادي.
وأكدت المهندسة منى نجم على قدرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على لعب دور محوري في مكافحة الفقر وتحسين مستويات العناية بالصحة والتربية والتعليم وتعزيز المشاركة السياسية والدفع نحو التنمية المستديمة، وقالت إن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمثابة طوق النجاة للمرأة، وأشارت إلى تجربة الأردن في هذا المجال من خلال إتاحة فرص عمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أمام النساء. وقد ناقش المنتدى في مجمله أربعة محاور رئيسية هي (العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية ودور المرأة العربية) والثاني (تناول المرأة والبعد الاقتصادي في العلوم والتكنولوجيا) والثالث ناقش (التكنولوجيا من أجل تنمية المرأة الريفية) والرابع تناول (تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من أجل التنمية).
وقد توصل المؤتمر في صيغته النهائية إلى أهمية تفعيل دور المرأة التي تشكل نصف المجتمع والتي يجب أن يكون لها دور فعال في العالم الذي يعترف بلغة تكنولوجيا المعلومات كلغة التخاطب بين الشعوب.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|