قصة يابانية عبر الانترنت تتناول حياة المهووسي بالاتكنولوجيا * محمد صفوت
|
الحدث الذي يشغل معظم اليابانيين حالياً هو رواية رومانسية أسمها (دنشا اوتوكو) يتم بيعها عبر الإنترنت، وتلك الرواية تحقق أرباحاً هائلة.
وتبدأ (دنشا اوتوكو) أو (رجل القطار) التي تبدو كقصة حقيقية بسلسلة من الرسائل عبر أكثر مواقع التخاطب على الإنترنت شعبية في اليابان وذلك بعد أن يستطيع البطل وهو شاب ياباني أن ينقذ امرأة من شخص ما يغازلها على متن قطار.
والبطل هو أحد أولئك المهووسين بالتكنولوجيا والثقافة الشعبية الذين يعجزون عن التواصل بنجاح مع الواقع.
وتدور أحداث القصة في ثلاثة أشهر بدءا من مايو حيث يعلن (رجل القطار) لرفاقه على الموقع الذين هم مثله وقد تخفوا وراء هويات غير حقيقية حبه لمن اسماها (ميس هيرميس).
لقد تم جمع الرسائل المتبادلة في كتاب نشر الشهر الماضي وحقق أعلى المبيعات فيما يعكس حسب خبراء مدى عمق تأثير الإنترنت في الحياة اليومية للشبان اليابانيين. قال جون كليمر أستاذ الثقافة المقارنة في جامعة صوفيا بطوكيو: كثير من طلابي ينفقون جزءا كبيرا من وقتهم على شبكة الإنترنت.
إنها بطريقة ما تمثل صلتهم بالواقع. (وتابع كليمر): الكتاب على نحو ما... يضفي المشروعية على ما يقومون به.
والكتاب الذي هو عبارة عن سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المليئة بتعبيرات ومصطلحات اللغة الدارجة في 364 صفحة قد يصيب بالصداع أولئك الذين اعتادوا قراءة النثر في صورته المتعارف عليها.
إلا أنه يبدو عاديا لكثير من الشبان اليابانيين الذين ينفقون وقتا طويلا يوميا في التخاطب بالرسائل النصية القصيرة على الهواتف المحمولة وعبر الإنترنت. ويتزايد عدد الذين يستخدمون الإنترنت في اليابان رغم إنها مازالت تأتي وراء الولايات المتحدة في هذا المجال. وفي 2003 استخدم الإنترنت 60 في المائة من الشعب الياباني للمرة الأولى مقارنة بنحو عشرة في المائة1997م.
لقد أصبح مدمنو الثقافة الشعبية يمثلون جمهورا عريضا يمكن استهدافه وهو ما تبدى واضحا في وقت سابق هذا العام عندما قدر معهد أبحاث أنهم ينفقون ما يصل إلى 260 مليون ين أي ما يوازي 2.5 مليار دولار سنويا على عاداتهم.
لكن ثمة جوانب سلبية للأمر خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية لأولئك الذين يحصرون حياتهم في الإنترنت.
إن (رجل القطار) ليس له سابق تجربة عاطفية ومن ثم فإنه يتجه إلى أحد مواقع التخاطب على الإنترنت ليطلب النصح كما تقول هيروكو جونجي التي ألفت الكتاب.
وتابعت: أولئك الذين يعطونه النصيحة هم أيضا ليس لهم سابق خبرة بالنساء ومن ثم فإنهم أحيانا يقدمون له نصائح سيئة.
وتبدو فكرة الشاب عديم الخبرة الذي يقع في الحب مادة جيدة تغري الكثير من القراء. قال مانابو ايناجي (31 عاما) بعدما اشترى الرواية من أحد الباعة في طوكيو: صديقي الأعزب قال لي يتعين أن أقرأ القصة لأنني لم أتزوج بعد.
وفيما يتحرج رجال مثل ايناجي من طلب النصح من أصدقائهم فإن (رجل القطار) ومستشاريه يمكنهم التحدث بحرية عبر الإنترنت حيث لا أحد يعرف هوية أحد وهو الأمر الذي يجعل من الإنترنت أنسب ما تكون لليابانيين الذين يخجلون من إظهار مشاعرهم وجهاً لوجه. قال كليمر الأستاذ بجامعة صوفيا: الإنترنت ديمقراطية للغاية.
إذا أردت إخفاء هويتك والتحدث عن أي شيء اعتقد أنها تمنح الفرصة للقيام بذلك بعيدا عن قيود الأعراف الاجتماعية.
إلا أن ثمة معارضين يقولون إن قدرة الناس على إخفاء هويتهم عبر الإنترنت هي أيضا مكمن الخطر.
فقد تعرض الموقع الذي نشط عبره (رجل القطار) للتخاطب مع الآخرين للهجوم عندما وضع بعض الزوار عليه رسائل يكشفون فيها عزمهم ارتكاب جرائم. وقد وقعت جرائم حقيقية عندما طعن ثمانية أطفال في غرب اليابان قبل ثلاثة أعوام. وزادت من تلك المخاوف أيضا عمليات انتحار قام بها أناس التقوا عبر الإنترنت.
بعيدا عن كل ذلك يتساءل البعض عبر الإنترنت عما اذا كانت قصة (رجل القطار) هي قصة حب حقيقية أو أنها مجرد عمل أدبي روجت له وسائل الإعلام اليابانية بصورة مبالغ فيها.
قالت المحررة جونجي: لقد التقيت مع رجل القطار عدة مرات وتبادلت معه الرسائل الإلكترونية. انه يمضي الوقت بصورة طيبة مع مس هيرميس. إنهما يتواعدان وقد اشترت الكتاب وهما سعداء.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|