cyberface تكنولوجيا جديدة تاسر القلوب
|
لا يوجد شيء مميز تحديداً في مكاتب IMAGE METRICS والتي تقبع خالية تقريبا, في وسط المدينة في سانتا مونيكا, مجرد مكاتب مكعبة عادية ولوحة أسهم في نهاية الممر, وقليل من الموظفين البريطانيين المهذبين هم الذين يعرضون التكنولوجيا الجديدة للشركة في هدوء. أياً كان الذي يجري على شاشة العرض في غرفة المؤتمرات يجذب الانتباه فوراً, فنرى على ركن الشاشة ممثلة تؤدي العديد من الانفعالات: الفرح, الحيرة, الملل, الحزن وهكذا, بينما في مركز الشاشة امرأة تم تصميمها بالكمبيوتر تعكس نفس الانفعالات مثل المرآة.
وليست الدهشة فقط في أن المرأة الوهمية تبدو سعيدة في نفس الوقت الذي تكون فيه المرأة الحقيقية سعيدة ولكن الدهشة في أن المرأة الوهمية تبدو وكأنها تبنت وتقمصت شخصية المرأة الحقيقية, إنها تشبهها إلى حد كبير. التجسيد يبدو أنه يمثل شيئاً أكثر حيوية.
يقول أندي وود مدير شركة IMAGE METRICS ( أنا أسميها نقل الحلة), وهو لا يخجل من أن يذيع هدف شركته (الموديل تستحضر روح الممثلة وتظهر من خلالها).
أما المشاهد لهذه اللقطات فسينظر ويتساءل, هل هي العيون؟ هل هي التجاعيد حول العيون؟ أو هي التحركات الصغيرة حول الفم؟ هو شيء ما, أياً كان فسيطلق تحولاً في عالم الرسوم. هي شيء سيقوم بإحياء الأفلام وخصوصاً سيعطي حياة للأفلام المرعبة.
طبع الانفعالات
البرنامج الجديد لشركة IMAGE METRICS يقوم بطبع الانفعالات على أي شخصية سواء كانت حقيقية أو وهمية أو حية أو ميتة. يقول مخترعوه أنه يفوق بكثير برامج الكمبيوتر العادية للرسم, وهذا يتطلب كماً هائلاً من الأموال. وهو يفوق حتى برنامج (MOTION CAPTURE) الذي قام بتجسيد النجم توم هانكس في فيلم الرسوم POLAR EXPRESS عام 2004. وهذا البرنامج قوي في حركات الفم والشفاه ولكن ليس العيون ولكن تلك العناصر من أهم ما يعبر عن المشاعر الإنسانية.
يقول السيد وود: (أحد أهم الميزات هي أنه يمسك بتلابيب الوجه تماما, فقد تضع علامات على العين, بالرغم من أن العين لا يستطيع أحد أن يرسمها بدقة عن طريق الرسم اليدوي. هذا مهم جداً).
إن برنامج IMAGE METRICS يفوق بكثير مجرد تجسيد توم هانكس أو أي ممثل آخر. يكمل آندي قائلاً: (نستطيع إعادة تجسيد أفلام قديمة). ففي هوليوود تم استئجار رجل يملك نظرة بائع, ليقدم لهم تلك التكنولوجيا التي عجز علماء الكمبيوتر المؤسسين للشركة أن يتعاملوا معه. ويقول آندي: (نستطيع أن نضع مارلين مونرو بجانب جاك نيكلسون أو جاك بلاك). كما يمكن وضع ممثل قديم متوفى في فيلم مع ممثل حي في الوقت الحاضر, كما يمكن وضع التجسيد الكامل للشخصية على أي موديل ومن ثم صناعة مشاهد قديمة وإعادة تقديمها بشكل حديث والعكس.
ولإثبات تلك النقطة قام أندي بعرض شخصية مجسمة على الشاشة تعرض على مجتمع المخرجين الأمريكيين للصيف الماضي. الشخصية شكل بسيط يغطي خطوط قليلة مرسومة على الشاشة وتقوم بتقليد صوت مارلون براندو من مشهد في فيلم قديم.
احتمالات مزعجة
ثم قام بعرض مشهد فيديو للمغني بيتر جابرييل يغني إيقاعاً بجانب مجموعة من الشخصيات المجسمة وقاموا بضمهم إليه في حفلة. وأخيرا قام بعرض مشهد لمارلين مونرو من فيلم قديم والذي قام فيه المبرمجون باستبدال مارلين الحقيقية بصورة طبق الأصل منها. الصورة ممتازة وتبين التكنولوجيا القادمة في الطريق.
الحقيقة أن التقدم السريع للتكنولوجيا إلى جانب طموحات المخرجين, جعلهم يخرجون الأفلام القديمة, مثل إعادة غرق السفينة تيتانيك, وحرب النجوم, قصة حب بين غوريللا في حجم الديناصور وبين انسانة طبيعية.
ولكن اذا كانت الشركة تستطيع فعل ما تقوله سيكون المجال مفتوحاً بشكل أكثر للمزيد من التكنولوجيا, وقد تبدو الاحتمالات مزعجة لبعض صناع الأفلام, بينما قد لا تكون للآخرين متعة (لماذا لا نعيد تقديم شون كونري في شخصية جيمس بوند) أو ليمثل جورج كلوني فيلما مع خالته, أي شيء قد يريدوا صناعته في الأفلام قد ينجحوا فيه.
المشاريع التي بدأت تسود فكرتها في هوليوود الآن هي إعادة إحياء الممثلين المتوفين, وأول تلك المشاريع سيكون فيلماً جديداً لبروس لي.
عند سؤال مخرج فيلم RAY عما يمكن أن يفعله بتلك التقنية الجديدة قال:
(تلك التقنية مذهلة ولكني أعتقد أن إمكانيتها واستخداماتها ستكون محصورة في مجال الإعلان فقط) (قامت شركة IMAGE METRICS بتقديم إعلان في العام الماضي قاموا فيه باستخدام مجسمات لممثلين متوفين فريد واستل ميرتز يتكلمون عن الرعاية الطبية) ويكمل قائلاً: (إذا كنتم مثلاً ستستخدمونها في فيلم THE MISFITS حيث مات كلارك جيبل قبل انتهاء تصوير الفيلم فهذا جيد أو ماذا لو أرادت وارن بيتي, أو روبرت ريدفورد أن يلعبوا دورا يظهرون فيه شباباً, هنا سيكون من المناسب استخدام مثل تلك التقنية, أو قد يؤدي ممثل شخصيتين لنفسه, أن يكون شاباً وأن يكون عجوزاً).
فكرة جديدة أضافها المخرج (لو أردت استل باري مور أن تمثل دور مذهل ومؤثر, فهذا شيء يأتي من روح الممثل وليس ممكن تجسيده).
تحليل الصور
لقد بدأت فكرة برنامج IMAGE METRICS من غرفة معيشة طبيب طفولي الوجه خجول من مانشستر بإنجلترا, الان بريت وصديقه كيفين والكر, حيث قدما الدراسات العليا بعد التخرج من جامعة مانشستر, وكانا يجريان أبحاثاً في تحليل الصور وهو برنامج تم عمله ليساعد على تحليل أشعة X بالكمبيوتر. يقول آلان: (كنا علماء نبحث عن مشاكل كبيرة)، أما زميله فيقول: (كنا نبحث في المشكلة من أجل الصالح العام، ثم قررنا إنشاء شركة, حيث يكون ادواردز المدير المسؤول, فهو لم يعد يعمل في حجرة معيشته, ويعمل الآن في مكاتب سانت مونيكا. يقول إدواردز: (إن عملية تحليل الصور مشكلة علمية صعبة, حيث إنك تحاول تحليل أجساد معقدة مثل النخاع الآدمي أو رسم خريطة للوجه, فكيف تعلم كمبيوتر أن يفهم محتويات الصورة اذا كانت تلك المحتويات معقدة؟). إن الكثير من أجهزة المراقبة تعتمد على برامج التعرف على الوجه, ولكنها تصدر الكثير من المعلومات الخاطئة, ولهذا سلك ادواردز وأصدقاؤه مسلكاً آخر, المسلك الذي يبدأ بالوجه البشري وتحليله ثم النزول إلى التقطير الحسابي للجسم البشري والتعبيرات الفردية للمشاعر. قارن هذا المسلك بوصفه لدراجة جديدة, والشخص الذي يسمع يقوم برسم الدراجة حسبما يسمعه من وصف.
يقول إدواردز: (هي رؤية مبنية على نظرية كمبيوتر، والفكرة هي أنك تعرف الشكل فتقوم بتصوره. أما مفتاح عملية التجسيد فهو معرفة احتياجنا في أن نبني نظام كمبيوتر ذا أولوية فكرية التركيب الحسابي يصف المبدأ الأساسي للوجه ويقوم برسمه بتنوع).
شخصيات وهمية
الخطوة الأولى أن يقوم ممثلون بتجسيد الشخصيات الوهمية. مثل الممثل كيفر سثرلاند الذي استطاع تقليد شخصيته المجسمة في مسلسل 24 في اللعبة الخاصة بالمسلسل. شركة warner brothers تستخدم IMAGE METRICS إلى جانب شركات أخرى, في تجسيد فيلم harry potter الجديد وسيتم فيه تقديم شخصية hagrid يقوم ممثل حقيقي بتجسيدها.
أما منتج ومخرج foodfight فسيكون صاحب أول فيلم طويل يستخدم IMAGE METRICS وتقنيتها.
يجلس في مكتبه في سانتا مونيكا حوله تماثيل صغيرة عن شخصيات الفيلم (سيؤديها شارلي شين وهيلاري دوف وايف لانجوريا) وتكلم عن الفرق بين تحليل الصور بالكمبيوتر ورسم الصور بالكمبيوتر.
والأفلام هي مجرد البداية, حيث يقول المخرج لألعاب التجسيد لشركة ROCKSTAR (الخطوة القادمة هي إنشاء شخصيات ليست لها وجود حقيقي, تلك الشركة استخدمت تقنية IMAGE METRICS لمدة عامين في لعبتين كبيرتين هما GTA SAN ANDREAS و THE WARRIORS.
والألعاب لا تتطلب كم التفاصيل التي يتطلبها الفيلم، ولكنهم يستغرقون وقتاً أطول على الشاشة. كما أنه ليس هناك شك في أن فريقاً من المبرمجين إذا اجتمعوا سيقومون بعمل أي شيء يرغبون فيه, ولكن التحدي هو أن يقوم أحد بما يُطلب منه وبهذا المستوى من الجودة, وللامساك بصوت الممثل ليكون منضبطاً مع الوقت).
.....
الرجوع
.....
| | |
|