عندما تتقابل التكنولوجيا مع الرياضة فمن يفوز؟ مناظرات حامية حول التقدم بين المعجبين والرياضيين وأصحاب الأعمال
|
* إعداد - محمد شاهين:
قطعت لعبة كرة السلة شوطاً كبيراً منذ أن ظهرت لأول مرة عام 1890، عندما كان اللاعبون يقذفون الكرة في سلة من الخوخ. ولِذكر قليل من الإبداعات، كان هناك إضافات من الشبك وخط وسط الملعب، وساعة الـ24 ثانية للرمية، والرمية الثلاثية.
أحدث الكرات
قام اتحاد كرة السلة الدولي باستبدال الكرة الجلد المعروفة القديمة بكرة جديدة مصنعة كيميائيا SYNTHETIC، وذلك لاستخدامها للموسم الجديد 2006- 2007 والذي بدأ في أكتوبر الماضي. الأمر الذي أثار استياء عدد من اللاعبين، حيث شكى الكثيرون من أن الكرة تنزلق من أيديهم إذا ابتلت بسبب العرق، وآخرون قالوا إنها لا تدور بما فيه الكفاية. أما اللاعب الكبير شاكيل أونيل فيقول عندما سألوه عن الكرة الجديدة: (إنها تشبه الكرات الرخيصة التي تباع في محلات لعب الأطفال).
نظرة للموضوع عن قرب
يقول اتحاد NBA انه تبنى فكرة الكرة الجديدة من أجل تحسين الأداء، ويضيف قائلاً: (أي تقنية جديدة ستزيد من متعة الجمهور أو تحسين أداء اللاعبين لابد وأن نلقي عليها نظرة قريبة، فإذا كانت تلك التقنية الجديدة بها مصلحتنا فبالتأكيد سنعمل بها).
من ناحيتها تفيد شركة SPALDING التي بدأت في تطوير تلك الكرة منذ ثماني سنوات، أن الموديل الجديد من الكرة بالفعل تحسن من أداء اللاعبين، وأن الشركة لها أولويات في الكرات.
وبما أن الكرة الجديدة تكلفة إنتاجها أقل بحوالي 5%، فإن الشركة ستستفيد من هذا العامل. ومهما كان الذي تشير إليه الفكرة الجديدة، فهي تمثل تكنولوجيا جديدة ومفيدة بالنسبة للرياضة. إلا ان هذا الرأي يثير سؤالاً جديداً وهو: هي مفيدة بالنسبة لمن؟ هل بالنسبة للمشجعين؟، أم الرياضيين؟ أم اتحاد الرياضة؟، أو ربما لصالح الأعمال؟. للإجابة على هذا السؤال دعونا نلقي نظرة على الإبداعات التقنية الأخرى في نفس المجال:
كرة تنس تجريبية
لقد تم ذكر تلك القضية مبكراً هذا العام، حيث كانت هذه الرياضة قد بدأت تفقد بريقها وبدأ المشجعون يهملونها. وعندما أُدخلت التقنيات العالية التي على الرياضة رفعت من قيمة اللعبة وزادت أعداد المشجعين والمحبين لها مرة أخرى. كان ذلك بسبب المضارب الجديدة التي تستخدمها.
لهذا حاول الاتحاد العالمي أن يضاهي تكنولوجيا المضارب بتكنولوجيا الكرة الجديدة. فقام المصنعون ويلسون وبين راكت بتطوير كرة تزن نفس وزن الكرة المعتادة، ولكنها أكبر بنسبة 6%، وقد أدى هذا بالتالي إلى إبطاء ضربات الإرسال وزاد من سخونة المباريات. وفي المباريات الاحترافية تم عرض الكرة للعب على أساس اختياري، إلا إن اللاعبون لم يفضلوا خسارة ضرباتهم القوية في الإرسال بسبب استخدام كرة أكبر قليلاً. وفي عام 2003 تم إيقاف إنتاج الكرة الكبيرة.
الاتجاه للتغيير
أما في لعبة الجولف فقد قام صناع مضارب الجولف بتصنيع مضرب ذي تقنية خاصة على جعل الكرة تتأرجح بطريقة معينة، مما جعل اللعب أسهل ولم يعد يهتم اللاعبون بضرورة توجيه الكرة بطريقة معينة. وعلى الرغم من أن اتحاد الجولف العالمي توقع مثل تلك السياسة في عام 1998، إلا أنه كان مرفوضاً من قبل بعض اللاعبين الآخرين. جدير بالذكر أن تلك المضارب حققت مبيعات كبيرة. ولكن في عام 2002 قامت نوادي الجولف بتبني خطوة أكثر تحفظاً حيث قامت بمنع ستخدام المحترف للمضارب المزودة بهذه التقنية وأصدرت تحذيراً بمنع استخدام مثل تلك المضارب مع بداية عام 2008م.
الدفع للتغيير
الدكتور كيم بلير هو المؤسس لمركز الإبداعات الرياضية بولاية ماساشوستس بمركز بحوث التكنولوجيا. وهو يؤكد أنه يستطيع أن يمضي بتكنولوجيا الرياضة إلى أبعد ما يستطيع، تاركاً تحديد المناسب منها للاتحادات الرياضية. يقول كيم بلير: (سأدفع بالتكنولوجيا إلى أبعد الحدود ولنر ما سيحدث)، ويضيف قائلاً: (سنرى إذا كانت الهيئات الحكومية ستتعامل معها بايجابية أو بسلبية. في بعض الأحيان يحاولون المضي للأمام وفي أحيان أخرى يعودون للوراء)، جدير بالذكر أن تلاميذ الدكتور بلير قاموا في عام 2004 بتصميم حذاء للرياضيين TRIAL ATHELETE وكان ذلك الحذاء سهل الارتداء وهذا مما يجعل العداء يرتدي الحذاء سريعاً، ويبقي الحرارة والرطوبة بعيدة عن الأقدام. وأخيراً كان اللاعبون يرتدون الحذاء الرياضي بدون جوارب. ولقد نجحوا في صناعة نموذج بالفعل وتم تسويقه وبيعه. كل هذا الأخذ والعطاء في تكنولوجيا الرياضة سيتعقد بمجرد أن تزدحم ساحة الإبداعات الرياضيةالتكنولوجية.
على صعيد آخر يحلم المؤلف والمخترع المستقبلي ريموند كريزويل بمستقبل به رياضة يتم منع المنشطات فيها، ولن يتم منع التقدم فيها، ولتضع في اعتبارك خلايا الدم الحمراء الآلية، التي يطلق عليها respirocytes، والتي قام بتصميمها عالم تقنية النانو روب فريتاس، في العقد القادم حيث سيستبدل بعض الرياضيين خلاياهم بتلك الخلايا أو على الأقل 10% منها، ويقول عنها (تلك الخلايا ستؤهلك لتقفز قفزة مداها خمسة عشر متراً بدون أن تأخذ نفسا واحدا. أو تحبس في قاع حوض السباحة لساعات).
ولا تزال الجدلية مستمرة بين المبدعين والمخترعين من جهة وبين الرياضيين والمحترفين من جهة أخرى.
.....
الرجوع
.....
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|