ما زال نظام نوافذ 95 مستخدماً بعد عشر سنوات على ميلاده المحللون: مايكروسوفت تبتكر نظاماً معيارياً لتشغيل البرامج بشكل دائم
|
* إعداد : محمد شاهين
قبل أن تنتج شركة مايكروسوفت نظام تشغيل النوافذ الذي ابتكرته كانت حياة صانعي أجهزة الكمبيوتر وعملائهم مشوشة وصعبة، بل كانت تعاني أحيانا من الارتباك.
ففي غياب المنهج المعياري للبرمجيات الذي تبني الشركات أجهزتها على أساسه، كان على هذه الشركات أن تصنع - بالإضافة للأجهزة - المكونات الخاصة بمختلف البرامج الموجودة في السوق. فكل واحد من برامج الجرافيك يحتاج إلى برنامج التشغيل الصغير الخاص به، وكذلك كل نوع من الطابعات. ووفقا لتصريحات العاملين بصناعة أجهزة الكمبيوتر، فقد غير نظام النوافذ كل هذه الأوضاع.
ظهرت نظم النوافذ وتطورت عبر العقدين الماضيين، فأوجدت بيئة تشغيل معيارية لأجهزة الكمبيوتر أعفت صانعي الأجهزة من القلق على وجود برامج التشغيل الصغيرة المتوافقة مع برامج الكمبيوتر الموجودة على الأجهزة التي يصنعونها. وقد مكنهم هذا من التركيز على أنواع التكنولوجيا التي تساعدهم على تمييز أنفسهم عن منافسيهم.
قال جراي إلساسار، نائب رئيس تطوير الإنتاج بشركة جيتواي، في إيرفين بولاية كاليفورنيا: (لقد ابتكرت (شركة مايكروسوفت) عبر السنين نموذجا لمشغل برامج معياري.. فلدينا الآن مشغلات برامج أساسية، والجميع يستخدمونها. أما نحن العاملين في تصنيع أجهزة الكمبيوتر فلم نعد نقلق من عدم وجود مثل هذه المشغلات، ولم يعد مصنعو البرمجيات يقلقون بسبب مشغلات البرامج.. أما فيما مضى، فكان لكل طابعة برنامج صغير مشغل لها، ولم تكن الطابعات لتطبع (دون وجود المشغل الخاص بكل منها)، أو كانت تطبع طباعة رديئة. فأنت الآن تشتري طابعة، وتوصلها بمقبس الكهرباء، وتطبع بها فورا. لقد صار هذا أمرا مفروغا منه اليوم.
وقال كيث براون، مدير البرمجيات التي تستخدمها سلسلة x من مجموعة الكمبيوترات المركزية المتوافقة مع أي بي إم التي تنتجها شركة إنتل: إن نظام النوافذ قد حرر صانعي أجهزة الكمبيوتر ومكنهم من التركيز فيما يصنعونه من أجهزة والبرمجيات الداعمة لها.
قال براون: (من وجهة نظر صانعي أجهزة الكمبيوتر، وفر نظام النوافذ على الأقل الثقة المبدئية في بيئة تشغيل أجهزة الكمبيوتر عموما، وبذا تمكنا من تركيز خبرتنا على مهامنا الأساسية إذ صار لدينا خط معياري قوي جدا نصنع أجهزتنا على أساسه).
وأضاف براون أن من نتائج هذا أيضا تزايد ثقة مستخدمي الكمبيوتر في الأجهزة التي تحمل شعار النوافذ (ويندوز)، فقد مكن هذا من تعامل الأجهزة التي تنتجها مختلف الشركات مع بعضها البعض.
وقال إلساسار: إنه مع نمو قدرات نظم التشغيل والبرامج التي تتمكن من تشغيلها، زادت قدرة أجهزة الكمبيوتر على عمل أشياء جديدة وتنوعت الأدوار التي يلعبها الكمبيوتر في حياة مستخدميه، مما رفع الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية، بل ووسع من أسواقها. وشرح أن أجهزة الفاكس مثلا لا تستطيع إلا القيام بشيء واحد في معظم الأحوال. لكن مع وجود أنظمة النوافذ للتشغيل يمكن أن يتغير عمل جهاز الكمبيوتر حسب البرامج التي يكون عليها نظام التشغيل.
وأضاف: إن آفاق المستقبل مفتوحة على اتساعها بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية فحتى الآن لم نخترع بعد كل ما يمكن للكمبيوتر أن يفعله). لقد غير نظام النوافذ بيئة التشغيل بالنسبة لصانعي الكمبيوتر، لكن لهؤلاء الصناع أيضا تأثير مهم على طريقة ظهور وتطور نظم التشغيل.
من ناحية أخرى يقول جون ماكلنتوك، مدير البرمجيات بوحدة أجهزة الكمبيوتر المركزية المصنوعة وفقاً للمواصفات الصناعية المعيارية بشركة هيوليت - باكارد، في بالو آلتو بولاية كاليفورنيا: (لقد تمكنت شركة مايكروسوفت من تحديد المعايير وقيادة مسيرتها بسبب القبول الكبير الذي حظيت به منتجاتها، على عكس حال مجموعة يونيكس، المكونة من عدة شركات كبيرة منافسة.. لكن لابد أن نلاحظ أن إدارات تصنيع أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات قد أثرت أيضا على نظم التشغيل).
وأضاف ماكلنتوك أن بائعي أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات قد استعانوا بنظام النوافذ لدعم أشياء مثل التخزين بوساطة تقنية RAID حيث تكتب بيانات تشغيل أقراص متعددة في نفس الوقت ويمكن إعادة البيانات التي فقدت أو تلفت، وذاكرة RAID السريعة والأجهزة ذات الثمانية معالجات، كما أن سهولة تشغيل الأجهزة قد أعطت دفعة لنظام النوافذ.
وقال ماكلنتوك أيضا: (مع طرح أجهزة الكمبيوتر المركزية التي تعمل بنظم النوافذ، انتقلنا نقلة فجائية من الكمبيوترات المركزية المرتبطة بجهاز كمبيوتر واحد فقط إلى تلك المرتبطة بالعديد من الأجهزة.. وكان على مديري صناعات تكنولوجيا المعلومات التعامل مع هذا العدد الكبير من الكمبيوترات دون وجود عدد من الأشخاص يجلس كل منهم بالضرورة أمام كل جهاز منها. وصار على كل جهاز كمبيوتر أن يعني بشئونه وقد صار لأنظمة النوافذ الآن قدرات واسعة على إدارة الأمور، إذ يمكنها أن تخفض من استهلاك أجهزة الكمبيوتر للطاقة، بل وأن تجعلها تغلق نفسها لو زادت درجة حرارتها عن حد معين. ومع ظهور معالجات معقدة لتشغيل الكمبيوترات، مثل معالج HP's iLOالذي يتميز بقدرته على تشغيل الكمبيوتر عن بعد ، تكون أنظمة التشغيل قد قدمت لنا آلية للاتصال بمستخدم جهاز الكمبيوتر، حتى ولو كان نظام التشغيل في أدنى حالات قدرته). وهناك أيضا متطلبات وعوامل شكلية جديدة قادت نظام النوافذ في اتجاهات جديدة.
لقد أشار إلساسار الذي يعمل بشركة جيتواي إلى اندفاع الناس لاقتناء الأجهزة ذات القدرة على تجسيم ما تعرضه، وإلى تطوير أجهزة كمبيوتر شخصية متناهية الصغر، وهي أمثلة ترينا المدى الذي وصل إليه تطور أجهزة التشغيل لتناسب احتياجات صانعي أجهزة الكمبيوتر.
وقال ماكلنيتوك: إن هناك أيضا قانون مور، الذي ينص على أن أعداد شرائح الترانزيستور ستتضاعف كل عامين، مما أثر على نظم التشغيل. وأضاف: (هذا يعني المزيد من سعة الذاكرة، والقدرة على التخزين، وقدرة المعالجات). وكان لدى صانعي أجهزة الكمبيوتر طوال تاريخ نظام النوافذ الذي يبلغ العشرين عاما عدد من العلامات على طريق عملهم. وقد ظهرت العلامة الأولى في عام 1990، مع طرح نظام نوافذ 3 لسطح المكتب. وقد قدم هذا النظام مشترك مستخدم رسومات GUI قوي، وبدأ بالفعل في استغلال القوة الكامنة للمعالجات.
قال كورت جونز، مدير تخزين البرمجيات لمجموعة ISS لشركة هيوليت- باكارد في هيوستون: (لقد أعرب الناس عن دهشتهم البالغة عندما رأوه. وقال إلساسار الذي يعمل بشركة جيتواي أن مشترك مستخدم الرسومات GUI وفر بيئة تشغيل لا تحتاج إلى الكثير من التفكير، وهذا زاد من إقبال المستهلكين على اقتناء أجهزة الكمبيوتر التي زادت من ثقتهم في قدرتهم على تعلم كيفية استخدامها.
وأضاف: (لم يكن ممكنا أن يجلس إنسان تنقصه الدربة أمام جهاز كمبيوتر يعمل بنظام DOS وينجح في العمل عليه فورا حيث كان مقدرا له أن يفشل لو لم يستعن بشخص يدربه. أما لو جلس مثل هذا الشخص أمام كمبيوتر يعمل بنظام النوافذ فلديه فرصة أكبر في النجاح في العمل عليه).
كما أن الملامح البسيطة، مثل زر التحكم في ارتفاع الصوت الذي يشبه مفتاح أي جهاز من أجهزة الراديو قد غذى هذا الشعور، فكما قال إلساسار: (ستنظر إليه وتقول: (أنا اعرف ما هذا، لقد رأيت مثله من قبل، وسبق أن نجحت في استخدامه، ويمكنني أن أعيد الكرة مع هذا وأنجح). أما براون، الذي يعمل بشركة آي بي إم في آرمونك بنيويورك فقال إن طرح نظام نوافذ NT 3.5 للكمبيوترات المركزية ومحطات التشغيل في 1993، ونوافذ 2000 بعد ذلك بسبع سنوات قد أدى إلى حدوث طفرات كبيرة في الاستثمار في مجال أجهزة الكمبيوتر.
فقد أدخل صانعو الأجهزة (مجموعة من التغيرات الأساسية) ساعدت على نمو نظم النوافذ من نظام لتشغيل أجهزة الكمبيوتر الشخصية إلى نظام قوي لتشغيل الكمبيوترات المركزية، بما في ذلك القدرة على دعم الأجهزة ذات الأربع معالجات.
كما أن كل واحد من نظم النوافذ الكبرى التي طرحت في الأسواق كان يعني وقوع الكثير من الضغوط على صانعي أجهزة الكمبيوتر وزيادة أعباء العمل الملقاة على عاتقهم حتى الوصول إلى تاريخ بدء طرح نظام التشغيل الجديد، لا سيما أن مواعيد بدء طرح النظم الجديدة كانت تتغير أحيانا في اللحظة الأخيرة. يقول إلساسار: إنه ما زال يتذكر الشهور التي سبقت طرح نظام نوافذ إكس.بي.في أكتوبر 2001، وكان وقتها يعمل لحساب شركة إي. ماشينز eMachines، التي اشترتها شركة جيتواي في العام الماضي.
كانت شركة إي. ماشينز تبيع منتجاتها من أجهزة الكمبيوتر في متاجر البيع بالقطاعي، وكانت تسير دورة عملها على أساس أن تبيع كل ما أنتجته من أجهزة خلال ربع واحد من أرباع السنة المالية، ثم تنتج غيرها لبيعها لتجار القطاعي في الربع التالي من السنة المالية.
وتصادف طرح نظام إكس. بي مع بداية فصل الإجازات الذي تنشط فيه حركة البيع، وهو وقت حاسم من أوقات العام يعول عليه تجار أجهزة الكمبيوتر. كان الوقت قد تأخر على طرح الأقراص المحملة بنظام إكس. بي لصانعي أجهزة الكمبيوتر، وكانت شركة إي. ماشينز تناضل للحصول على الأقراص لتبدأ في تحميل نظام إكس. بي على الأجهزة التي ستطرحها للبيع في وقت الإجازة، فأرسلت طائرة هيليكوبتر إلى مقر شركة مايكروسوفت في ريدموند بواشنطون لإحضار الأقراص.
وعادت الهيليكوبتر بالأقراص إلى مصانع شركة إي. ماشينز، حيث ظل موظفوها يعملون ليلا ونهارا لاستخدام هذه الأقراص في ابتكار صور يحملونها على أجهزة الكمبيوتر التي تصنعها الشركة. كما أرسلت الشركة أيضا بعض موظفيها بالطائرات إلى آسيا لمراقبة جدول شحن الأجهزة في هذه المنطقة.
قال إلساسار: (كنا شركة أو اثنتين فقط من الشركات التجارية التي أعدت أجهزتها للبيع بالقطاعي في اليوم الذي طرح فيه نظام (إكس. بي). إنه لمشروع عظيم أن تصل شركة إلى أحد هذه التجديدات (الكبرى).
نجاح الأنظمة.. عائق أمام التطوير
والحقيقة أن كثيرا من المحللين يرون أن نجاح أنظمة الويندوز خلال الفترات الماضية بدأ يمثل مشكلة حقيقية أمام إدارة المؤسسة وخطتها التطويرية للأنظمة.
ويرجع السبب في ذلك أن معظم المستخدمين لا يرغبون في تغيير نظم التشغيل لديهم اعترافاً منهم بأن الأنظمة مهما كانت قديمة فهي تفي باحتياجاتهم ومن ثم لا يرون الحاجة الملحة لتغيير أنظمة التشغيل على أجهزتهم لمجرد التغيير.
وفي ذلك يقول عدد من مسؤولي شركة مايكروسوفت: (إن من أصعب التحديات التي تواجه الاستمرار في توسع الشركة في العمل في نظام النوافذ أن بعض الأفراد من مستخدمي نظمها يظنون أن النسخ الأقدم من نظام النوافذ ما زالت تفي بأغراضهم. من أمثلة هؤلاء مستخدمو نظام نوافذ 95 الذي سيتم عامه العاشر قريباً). ولو رجعنا إلى أي من الملتقيات التي تجمع مؤيدي نظم النوافذ سيتضح لنا أنها تضم الكثيرين من المصرين على استخدام نظام النوافذ 95.
يقول آل جيلين، مدير البحوث في الشركة القومية للبيانات: (إننا لو تحدثنا بلغة الأرقام الواقعية، لوجدنا أن نظام نوافذ 95 يشكل ما لا يزيد على 1% من إجمالي نظم النوافذ المستخدمة الآن والتي أدخلتها شركة مايكروسوفت لتشغيل أجهزة الكمبيوتر، وأضاف: (لقد هبط عدد مستخدمي نظام نوافذ 95 هبوطا سريعا في العامين الماضيين). لكن ما زال هناك من يستخدمون نظام نوافذ 95، وهم يكافحون للاستمرار في العمل بأنظمتهم العتيقة. لكن البعض الآخر راضون بإصلاح ودفع نظام النوافذ العتيق الذي يعملون به منذ عشر سنوات ليستمر في خدمتهم حتى مستقبل قريب. بل إن هناك شريحة من المستخدمين حول العالم يرون أن نظامهم العتيق مريح في التعامل بالنسبة لهم وبمعنى أدق فهم يرون أنه يفي باحتياجاتهم البسيطة).
إن هذا الفهم لنظام النوافذ القديم من أكبر العقبات التي ستواجهها شركة مايكروسوفت عندما تطرح نظام نوافذ فيستا في عام 2006، وهو نظام يشبهه منفذوه بنظام نوافذ 95، من حيث أهميته للعملاء، ولمستقبل مايكروسوفت وشركائها.
كانت مايكروسوفت قد طرحت في 24 أغسطس 1995 نظام نوافذ 95، ومستكشف الإنترنت من طراز إنترنت إكسبلورر IE) 1.0 والدورة الأولى من نظام MSN. ومنذ ذلك الحين، طرحت الشركة على الأقل ستة نظم جديدة من نظم النوافذ لعملائها، تشمل نوافذ 98، والإصدار الثاني من نوافذ 98، ونوافذ 2000 لسطح المكتب (ويندوز 2000 ديسكتوب)، بل قد يكون ما طرحته أكثر من ستة نظم، لو حسبنا النظم المؤقتة التي كانت تصدر ما بين نظامين كتحديث للنظام الأقدم، مثل نوافذ 95 أو. إس. آر. تو Windows 95 OSR2، وإصدار الألفية من النوافذ (إم. إي ME)، ونوافذ إكس بي سيرفيس باك تو. كما طرحت أيضاً عدداً كبيراً من تحديثات إنترنت إكسبلورار IE، طرحت بعضها وحدها، والبعض الآخر كأحد مكونات حزمة نظام التشغيل.
كما غيرت صياغة نظام إم. إس. إن، فبعد أن كان بالأساس خدمة للدخول على الإنترنت عن طريق الاتصال عبر خط تليفوني، تحول إلى عائلة كاملة من خدمات تبادل الرسائل السريعة عبر الإنترنت، والموسيقى، والإعلانات، وتخزين البيانات، والبحث عن معلومات في الإنترنت.
وقد بلغت مبيعات نظام نوافذ 95 بعد شهرين من طرحه أكثر من مليون نسخة، وفقا لتقديرات شركة مايكروسوفت.
وقال بيتر أوكلي، أحد قدامى المحللين العاملين بمجموعة بيرتون: إن قسمي التسويق والتطوير بالشركة اتخذا موقفين متباينين من نظام نوافذ 95، فبينما انطلق قسم التسويق بأقصى قدرته لإقناع من لم تكن لديهم فكرة عن ما هو نظام التشغيل بشراء نوافذ 95، إلى حد أن العملاء وقفوا في صفوف في منتصف الليل ليتمكنوا من شرائه، كان لقسم التطوير بعض التحفظات.
قال أوكلي: (لم يكن مقدرا لنظام النوافذ أن يوجد، فقبل ظهور برنامج نوافذ 2000 بفترة طويلة كان مفترضا أن يكون نظام إن. تي NT هو نظام التشغيل السائد.. وكما علق النقاد في بايت Byte في وقت طرح نظام نوافذ 95، فقد كان هذا النظام (شيئا أنيقا) كخطة طارئة، رفعت مستوى شركة مايكروسوفت عما كان عليه بتقوية مبيعات نظم النوافذ لتصمد حتى يتم إنتاج نظام نوافذ إكس. بي XP بعد حوالي 13 عاما من بدء العمل بنظام إن تي، إذ إن نوافذ إكس بي هو النظام الذي ينقل الرؤية الأصلية لنظام إن تي).
وفي النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين، حسم محبو التجديد من مستهلكي نظم التشغيل، وبالذات في مجالات الأعمال، أمر نظام نوافذ 95، إذ حقق على أيديهم أعلى مبيعات نظم التشغيل. أما الآن، فهؤلاء المستخدمون هم الذين يشعرون بعدم الحاجة إلى التجديد، ويتمسكون بنظام نوافذ 95 من أمثلة هؤلاء المستخدمين روث ميبيشان، التي قالت: إن نظام النوافذ مع مجموعة النوافذ المكتبية للمتخصصين (ويندوز أوفيس بروفيشنال) يناسبها كما كان يناسب زوجها (على أفضل ما يرام).
وأضافت ميبيشان: (لقد تمكنت من تصميم الكثير من قواعد البيانات المعقدة والجداول، وكنا على اتصال بشبكة الإنترنت عبر خط تليفوني. لقد كان بطيئا بعض الشيء، لكن هذا لم يكن مشكلة في إطار احتياجاتنا للكمبيوتر في البيت).
ويتفق معها أحد أكثر المتخصصين أهمية في شركة مايكروسوفت، ممن تخصصوا في نظم النوافذ، هو مارك د. ستوتزر، الذي قال: (من هم الذين ما زالوا يستخدمون هذه النظم العتيقة لتشغيل أجهزة الكمبيوتر؟ إنهم مستخدمو الكمبيوتر في المنازل أو صغار رجال الأعمال ممن لا يستطيعون أو لا يريدون تحديث النظم التي يعملون بها.. فلو كانت احتياجاتك تنحصر في استخدام البريد الإلكتروني، وشبكة الإنترنت، وكتابة نصوص ببرنامج وورد، فكل ما ستحتاجه نظام نوافذ Win3.x أو أعلى، ومستكشف مايكروسوفت للإنترنت معه برنامج أوتلوك وبرنامج وورد 6 أو أعلى). لكن ستوتزر يحذر من وجود مشكلتين رئيسيتين في نظم النوافذ الأقدم، مثل نوافذ 95.
فمن جهة أجهزة الكمبيوتر لا توجد إمكانية لتركيب الأجهزة التي تتصل بالكمبيوتر بواسطة نظام يو إس بي USB. ومن جهة البرمجيات (لم يعد هناك من يكتب برامج أو يعد محركات اسطوانات تعمل على هذه النظم القديمة.
فمن يقرأ متطلبات نظام تشغيل التطبيقات أو أجهزة الكمبيوتر الجديدة أو المجددة سيلاحظ أنها تشترط عادة وجود نظام نوافذ 98 أو أعلى).
وقال جويل دياموند، الشريك في إنشاء موقع ووجنيت Wugnet (وهو موقع للمجموعات المهتمة بنظم النوافذ وتوفيرها لمن يرغبها) ونائب رئيس تطوير أعمال هذا الموقع: إن من لا زالوا يستخدمون نظام نوافذ 95 هم (من لا يملكون القدرة المالية على تحديث أجهزة الكمبيوتر التي يملكونها بما هو ضروري لها للتعامل مع نوافذ 98-إم. إي 98-ME). وأضاف أن مستخدمي نوافذ 95 هم الذين لديهم أجهزة كمبيوتر محمولة ومكتبية قديمة، وأن (شركة مايكروسوفت لا تضع هؤلاء في حسبانها وهي تخطط لإنتاج نظام فيستا).
وأضاف دياموند: (ما زال بعض أصحاب الأعمال الصغيرة جدا يستخدمون نظام نوافذ 95، فمعظم من يدخلون على الإنترنت عن طريق خط تليفوني بطريقة dialup-56K لا لزوم لأن يقلقوا من الفيروسات، ومن يبحثون عن معلومات في الإنترنت.. ما زالوا يستخدمون نظام نوافذ 95 القديم الذي لديهم لأنهم يجدونه صالحا لجعل جهاز الكمبيوتر يؤدي مهمة أو مهمتين، كتشغيل جهاز فاكس، وجهاز مسح ضوئي، ومعالجة الكلمات).
حقا، لقد أدى القلق المتزايد في السنوات العشر الماضية من فيروسات نظم النوافذ، وبرامج الإعلانات، وغيرها من الهموم المتعلقة بالاستخدام الآمن للكمبيوتر إلى دفع الكثير من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر لتحديث أجهزتهم لتعمل بنظم تشغيل جديدة.
ولو راجعنا ما حدث لنظم النوافذ خلال هذا العقد الماضي لوجدنا الكثير من الهجمات التي استهدفت هذه النظم، وما لانهاية له من عمليات الإصلاح لعلاجها. لكن مراقبي الشركة يقولون: إن مراجعتنا لأحوال نظم النوافذ في العقد الأخير ترينا أنها لم تكن بمثل هذا السوء.
فقد قال دياموند الذي يعمل بموقع وونجيت: (إني حين أنظر للسنوات العشر التي مضت منذ بدء ظهور نظام نوافذ 95، ثم تقديم أدوات البحث في الإنترنت، وانتشار تقنية ISP access، والكمية الكبيرة من تطبيقات الإنترنت، سواء في مجال الأعمال أم لغير ذلك من المستخدمين، أجد أن ما تحقق فيها يضارع ما فعله (دان) بريكلين و(بوب) فرانكستون في ثمانينيات القرن العشرين عندما قدما طريقة كتابة جداول الحسابات على الكمبيوتر، وأثر ما قدماه على قبول الأفراد وأصحاب الأعمال لأجهزة الكمبيوتر الشخصية في عقد الثمانينيات).
ويتفق معه جيمس فيشر، أحد أهم الإخصائيين العاملين بشركة مايكروسوفت والمتخصص في مسائل الShell-User، إذ قال: (أعتقد أن نظم النوافذ قد عملت جيدا في العقد الماضي). لكن فيشر يأسف لشيء واحد، عبر عنه قائلا: (أعتقد أنه كان يجب طرح نسخة (منزلية) من نظام نوافذ 2000 كنت آمل أن تصمد شركة مايكروسوفت لمدة أطول من هذا وتطور نظاما منزليا جيدا ثابتا بدلا من نظام إم. إي الذي ثبت ضعفه. أعتقد أن نظام نوافذ إم. إي قد أضر بسمعة شركة مايكروسوفت بعض الشيء في وقت ظهوره).
وقال فيشر إنه يعتبر أن نظام نوافذ إكس. بي. الذي طرحته شركة مايكروسوفت في عام 2001 (أفضل نظام نوافذ ظهر حتى الآن بلا شك).
ويعرب فيشر عن آماله العريضة في نظام نوافذ فيستا، رغم أنه يحذر العملاء من الوقوف صفوفا في منتصف الليل في العام القادم عندما يسطع نجم المنتج الجديد.
وأضاف: (سيلزم لمن يريد التمتع بكامل (خبرة) التعامل بنظام نوافذ فيستا اقتناء أجهزة كمبيوتر أقوى من معظم الأجهزة الموجودة حاليا التي تستخدم نظام تشغيل نوافذ إكس. بي. وربما كان من الأفضل أن ينتظر المرء عاما ثم يقتني جهاز كمبيوتر جديد مركب عليه نظام تشغيل فيستا. هذا ما أنويه أنا، وما أنصح به غيري من مستخدمي الكمبيوتر في منازلهم. والشركات التي تنتج أجهزة تعمل بنظام نوافذ 2000 يجب أن تبدأ من الآن في التفكير في تحديث منتجاتها بحيث تعمل بنظام نوافذ فيستا وتنشر بعض نظم الاختبار).
في النهاية، تحتاج شركة مايكروسوفت أن تثبت لمستخدمي نظام نوافذ 95 وغيره من نظم النوافذ القديمة أن نظام نوافذ فيستا يقدم ملامح لا يمكن مقاومتها تجعل من عملية تحديث المرء لجهاز الكمبيوتر الخاص به أمرا يستحق العناء المبذول فيه. معظم هؤلاء المستخدمين ليست لديهم احتياجات كثيرة من الكمبيوتر. كل ما يريدونه أن تعمل أجهزتهم بأحد أنظمة النوافذ.
قال بيرني لافليوار، أحد المستهلكين الذين اعتادوا على استخدام نظام النوافذ منذ أكثر من عشر سنوات: (هناك الكثير من المسائل التي يمكن تحسينها، مثل الصراع بين الأجهزة المتصلة بجهاز الكمبيوتر، واضطرار المستخدم لإغلاق بعض البرامج. وربما نتمكن من الانتقال من نظام تشغيل نوافذ إلى نظام لا يستخدم النوافذ ثم العودة إلى النوافذ بضغطة واحدة دون إعادة تشغيل جهاز الكمبيوتر أو إعادة الدخول على الإنترنت كمستخدم جديد). ربما يتمكن مستخدمو أجهزة الكمبيوتر من فعل هذا وأكثر منه.
سنعرف في القريب العاجل، حيث إن الشركة تعد لطرح نظام تشغيل فيستا للمرة الأولى في العام المقبل، بعد 11 عاما من طرح نظام نوافذ 95 في السوق.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|