النقال بين مؤيد ومعارض! نهضة قوية لإعلانات الشركات عبر الهاتف النقال
|
يعتبر التسويق وما يتضمنه من إعلانات تجارية تنبئ المستخدم بأحدث منتجات السوق من أهم واعقد المجالات في سوق يعتمد في نجاحه على روح التنافس والقوة والسبق في جلب واستحداث وسائل جديدة للإعلان وترويج السلع التقنية.
وفي خطوة جديدة ومستحدثة في السوق التقني الأمريكي استحدثت الشركات بكافة أنواعها وسيلة جديدة للإعلان عن منتجاتها الحديثة وذلك عبر رسائل الجوال القصيرة لأجهزة المستهلكين وهي وسيلة جديدة للإعلان في السوق الأمريكية. وتنص هذه الرسائل في مجملها إعلان عن آخر المنتجات ومميزات مختصرة لها أو شعار المنتج الدعائي والذي ينقل عبر خدمة الوسائط المتعددة (MMS) كما تقوم شركات متعددة بعرض عدد من النغمات التجارية للمستخدم من أجل تحميلها من موقع الشركة أو شراء لعبة جديدة أو الإخبار عن نزول نسخة مستحدثة لأحد البرامج.
وكما هو معلوم فإن الهواتف النقالة شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية واصبحت ذات قاعدة معلوماتية قيمة لا تختلف كثيراً عن تلك في أجهزة الكمبيوتر حيث إن برامج الهواتف النقالة أصبحت تتضمن برامج تشغيل شبيهة بتلك الموجودة في أجهزة الكمبيوتر مما وسع الأفق الدعائي للشركات الدعائية في إرسال العروض الدعائية الملونة عبر خدمات مختلفة توفر إمكانيات هائلة في إيصال العروض بألوان زاهية لشاشة هاتف المستهلك. ويبدو أن صغر شاشة الجوال لا تسمح للمعلنين بالتفنن وتمييز إعلاناتهم إلا أنها أوجدت وسائل متنوعة أخرى في اختصار الإعلانات التي تجذب المستهلك لاكتشاف غموضها.
وتوفر هذه الخدمة زبائن بأعداد ضخمة من صغار السن والذين تبلغ أعمارهم ما بين 17 إلى 23 عاماً وهي الشريحة الكبرى من المستهلكين التي تسعى كافة الشركات التقنية لكسبها. وفي آخر مسح قامت به منظمة الإعلان الأمريكية وجدت بأن صغار السن بدأوا بالتخلي عن وسائل الاتصال السلكية وبدأوا يفضلون الوسائل اللاسلكية المستحدثة كالهواتف النقالة والكمبيوتر المحمول وغيرها من التقنيات الحديثة.
وبلغة الأرقام فإن المسح الذي شمل العديد من المدارس الثانوية الأمريكية وجد بأن 69% من طلاب المدارس المراهقين يملكون هواتف نقالة وهو ما دفع شركات عديدة منها شركات إنتاج الموسيقى والأفلام السينمائية لاستخدام هذه الوسيلة لجذب اهتمام هولاء الفتية الذين يعدون الشريحة الأكبر من زبائنهم.
سلاح ذو حدين!
وعلى الرغم من النجاح المبدئي لهذه الوسيلة الجديدة في الإعلان إلا أن نتائجها قد تصبح وخيمة على الشركات المعلنة وقد تهدد مبيعاتها حيث لا يزال هناك عدد كبير من المستهلكين لا يفضلون هذا التحول الجديد في الإعلان عن المنتجات والذي قد يتأذى منه صاحب الهاتف لكثرة ما يرسل إليه من منتجات جديدة. وكثير من المواطنين الأمريكيين يعتبرون هذه الخطوة شبيهة إلى حد كبير برسائل البريد غير المرغوبة (Spams).
ولعل هذا السبب وغيره من الأسباب الأخرى هو الذي دعى أصحاب الشركات في التخفيف من رسائلهم الإعلانية خوفاً من فقد المصداقية بينهم وبين مستهلكيهم. وفي مسح محلي لإحدى المدن الأمريكية المشتهرة بتوفر شركات تقنية كبيرة بها تمارس هذا النوع أو الاتجاه الجديد في الإعلان عن منتجاتها وجد الباحثون بأن واحداً فقط من كل خمسة يتقبل هذا التوجه الإعلاني المستحدث بينما يرفض البقية هذا التوجه والذي على حسب قولهم فيه اختراق لخصوصية المستخدمين. ويقول الخبراء في عالم الإعلان إن التوجه أصبح الآن غير شمولي بمعنى أنه لن يكون هناك رسائل عشوائية للمستخدمين حيث سترتبط الرسائل مستقبلاً بجغرافية ومواقع الشركات العالمية حيث سيستقبل المستهلك رسائل على جواله في حال صادف مروره لمكان محدد قريب من موقع الشركة المرسلة، وسيعتمد هذا التوجه على تحديد مواقع المستهلكين عبر الأقمار الإصطناعية مما يحد من عشوائية الإرسال، وستتضمن هذه الرسائل ملفات فيديو وصوراً دعائية للشركة المرسلة. ويعزو الكثير من الخبراء أن سبب إعتراض البعض على هذا التوجه الجديد للخبرة الضئيلة وعدم وجود وعي لدى مستخدمي الهاتف الجوال عن الإمكانيات التي تتمتع بها الأجهزة والتي تتيح وتفتح لهم وسائل راحة متعددة وتمكنهم من التبضع من خلال الرسائل المستقبلة.
مستخدمو الجوال يطالبون بالحظر:
ويبدو أن هذا الاتجاه الذي اتخذته الشركات العالمية الكبيرة سيواجه باعتراض شديد من قبل مستخدمي الهاتف النقال حيث طالب الكثير منهم بإيجاد وسائل حظر وفلترة لهذه الرسائل غير المرغوب بها كما هو موجود في البريد الإلكتروني. وأكد الخبراء أن الوقت ما زال مبكراً على حدوث تعارض كبير من قبل المستخدمين حيث يؤكدون بأن هذه المشكلة قد تظهر في الأعوام المقبلة ولا يمكن ظهورها في هذا الوقت المبكر.
وقد أكدت العديد من الشركات أن أعداد المعارضين لهذه الوسيلة الإعلانية قليل جداً ولا يمكن مقارنتهم بالمؤيدين لهذه الخدمة حيث أكدت إحصائية قامت بها عدة شركات منها إن بوكيت (Enpocket)، وماتريكس (Matrix Mobile Marketing) أكدت بأن نسبة زبائنهم الذين يتفاعلون مع إعلاناتهم من رسائل الهاتف النقال بلغ 15% وهو ضعف رقم المستهلكين الذين يتجاوبون من خلال الرسائل البريدية. وتدفع هذه الشركات مبالغ ضخمة لشركات الاتصالات المتعاونة معها في تنفيذ هذه الخدمة حيث إن الرسالة الواحدة تكلف ما بين 10 سنتات وحتى 35 سنتاً وهي نسبة تعتبر أعلى من الإعلانات التلفزيونية والإذاعية بنسبة بلغت ما بين 25 إلى 50 % ويتوقع المدير التنفيذي لشركة بي بي دي أو (BBDO) ،المتخصصة في الدعاية والإعلان والتي تعتبر ثالث أكبر شركة دعاية في العالم، بأن تصبح الهواتف النقالة أكبر وأفضل قطاع للإعلان في غضون السنوات القليلة المقبلة ولكنها ستواجه تحدياً صعباً مع الإعلانات التلفزيونية التي تبلغ حصتها من مجموع وسائل الإعلان 85%.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|