في النصف الأخير من عام 2007م برز توجه قوي نحو التخلص من الأسلاك، وهو توجه محمود على كل حال، لكن المشكلة هنا هو هذا الحمل الثقيل الذي أضافه هذا التوجه على الاتصال اللا سلكي، وملايين الأجهزة التي أصبحت تضمها شبكة الاتصالات اللا سلكية، ومعدلات التزايد العالية لهذه الأجهزة في السنوات الأخيرة، وما يترتب على ذلك كله من تداخل، فمنذ بدء استخدام أجهزة الجوال تحولت شبكات الاتصالات إلى نوع من الفوضى.. وكل من يتذكر عصر الاتصالات عن طريق أجهزة الجوال التماثلية قبل دخول العصر الرقمي الحالي يعرف جيداً كيف كان الاتصال واضحاً ودرجة اعتمادية الشبكة عالية.

ومن المبادرات المهمة المتعلقة بالاتصالات اللا سلكية فصل الأسلاك عن الطابعات والميكروفونات وشاشات أجهزة التلفاز.. وكان من المفترض أن يؤدي البلوتوث هذه المهمة، لكن يبدو أنه تقلص إلى تقنية خاصة بالجوالات.. كذلك كان من المفترض أن توكل هذه المهمة إلى أجهزة النطاق العريض، لكن يبدو أنها أيضاً لم تعمل أيضاً بالطريقة المرجوة.

وتقول الوكالة الأوروبية إنها لا تستطيع أن تسمح لكل دولة داخل المجموعة الأوروبية بالعمل بطريقتها الخاصة فيما يتعلق ببث القنوات التلفزيونية على أجهزة الجوال، ولذلك فقد تبنت المعيار DVB-H وطلبت من كل الدول الأعضاء اعتماده فوراً.. ويعني هذا استبعاد عدد من المعايير الأخرى الجيدة باعتبار أنها غير مناسبة لأداء تلك المهمة.. وأنا شخصياً لا أفهم لماذا لا تستطيع تلك الجوالات استقبال القنوات التلفزيونية؟.. ربما يعود ذلك إلى أنها مصممة لتمرير الإشارات عبر أجهزة الاتصال بحيث يلزم المستفيد من خدمات النقل التلفزيوني دفع مبالغ نظير تلك الخدمات.