بعد أمريكا جاء دور أوروبا
مايكروسوفت تخوض حروباً على كل الجبهات
|
باتت مايكروسوفت أقوى بكثير مما نتصوّر جميعا، وربما قيادة هذه الشركة فقط تعي أهمية المستوى الذي وصلته علاقاتها العالمية مع الشركات العابرة للقارات والتكتلات الاقتصادية والدول وقيادات الجيوش والمنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي. فهذه الشركة التي واجهت سابقا الولايات المتحدة قضائيا على مرحلتين، الأولى مع بعض الولايات والثانية مع الحكومة الفيدرالية، أصبحت اليوم تتمتع بخبرة كافية تؤهّلها لخوض معارك خارج (البيت الأميركي).
الترجمة العملية لهذه السياسة التقليدية المتبعة اتضحت في الأعوام الأولى للقرن الجديد عبر إصرار مايكروسوفت على تحدّي القوانين التجارية لبعض البلدان التي تعمل فيها وللأعراف التجارية التي تتبنّاها أسواقها.
وكل المشكلات التي أثارتها الشركة أتت تحت عنوان واحد هو خرق قواعد المنافسة وقوانين الاحتكار. فمن الولايات المتحدة وصولا إلى الاتحاد الأوروبي كان قانون الاحتكار والمنافسة هو العقبة الأولى أمام ابرز منتجاتها: (نظام التشغيل) Operating System ويندوز بإصداراته المختلفة.
الهرب إلى الأمام :
السبب الذي يضع مايكروسوفت دائما أمام اختبار قانون الاحتكار والمنافسة هو إصرارها على إدخال برامج شهيرة وناجحة من إنتاجها ضمن مجموعة برامج تؤلّف مجتمعة نظام ويندوز. ويضطر الزبائن الراغبون في استخدام برنامج واحد لشراء كل نظام ويندوز للحصول عليه. احد الأمثلة برنامج (اكسبلورر) وهو المتصفّح الرئيسي الذي تنتجه الشركة لتلبية مستخدمي الانترنت. هذا النمط من التعامل مع متطلبات الأسواق اعتبرته اكثر من محكمة تصرفا احتكاريا يقضي على المنافسة.
وصفة الاحتكار هذه لم تكتسبها الشركة فقط نتيجة تضمين برامج صغيرة ضمن ويندوز بل أيضا نتيجة التصرّف ببرامج اشترتها من شركات أخرى بطريقة نقضت فيها شروط الاستخدام. وتعددت الاتهامات الموجهة لمايكروسوفت نتيجة سياستها في الأسواق وتلقت ردود فعل قضائية عالمية تستنكر وتحاول ضبط إيقاع طاقة مايكروسوفت التي خرجت عن السيطرة في أحيان عديدة. مسرح آخر المواجهات التي خاضتها الشركة نتيجة سياستها كان في أوروبا وساحة المعركة كانت على ارض المفوضية الأوروبية. فبعد بحث طويل حزمت المفوضية أمرها وقررت تغريم مايكروسوفت نحو نصف مليار أورو (497 مليون يورو) بسبب ما اعتبرته (استغلالها لموقعها المهيمن في السوق الأوروبية وانتهاكها قواعد المنافسة المطبقة أوروبيا)، ومطالبة الشركة بتعديل (ممارساتها التي تعتبر منافية للمنافسة الحرة). واعتبرت المفوضية أن هذه الغرامة وهي اكبر عقوبة مالية تفرض على شركة واحدة لانتهاكها قواعد المنافسة الأوروبية، تبررها (التجاوزات الخطرة) التي قامت بها مايكروسوفت.
وأمهلت المفوضية مايكروسوفت 120 يوما لتوفير المعلومات الضرورية إلى منافسيها لتتمكن منتجاتهم من التعامل مع نظام التشغيل الرئيسي لدى مايكروسوفت (ويندوز). وطلبت من مايكروسوفت الاقتراح (في غضون تسعين يوما) على مصنعي أجهزة الكومبيوتر صيغة عن نظام ويندوز لا تتضمن برامج الدخول إلى الملفات السمعية والفيديو (ميديا بلاير) Media Player. كما أمرت المحكمة التي أصدرت الحُكم بأن تنتج الشركة نسختين من نظام تشغيلها، واحدة مزودة ببرنامج لعرض المواد المسموعة والمرئية Media Player وأخرى بدونه، كي تتيح للمستخدمين الاختيار، وبهذا يُتاح للمنافسين فرصة عادلة لتقديم منتجاتهم. وبهذا استنتجت جهات أوروبية الآتي: (قد يؤثر الحُكم الصادر على تصوّر الشركة للنسخ المقبلة من نظام التشغيل ويندوز في شكل كلي، لأنها ستخشى الملاحقة القانونية والغرامة مع كل تطبيق جديد تضيفه لنظام تشغيلها، الذي يعتبر مركز ثقلها الأهم). أما بروكسيل فاعتبرت أن مايكروسوفت عبر تضمينها نظام ويندوز، برنامج (ميديا بلاير) تقضي على منتجات منافسيها، وأضافت انه من دون تدخل المفوضية الأوروبية لكانت مايكروسوفت سيطرت في شكل نهائي على السوق.
مايكروسوفت تستمر في سياستها :
رغم أن أحدا لم يتوقع أن تغيّر مايكروسوفت من سياستها نتيجة الرأي الأوروبي الأخير، إلا أن المفاجأة كانت كبيرة لأن ما أعلنته الشركة في الأشهر الأخيرة يشكل ردا ليس فقط على المفوضية الأوروبية بل على كل العالم.
السياسة الحالية مستمرة والدليل في مجموعة معطيات أهمها الاستمرار في تضمين برامج تلقى طلبا في نظام التشغيل ويندوز. وأخيراً قالت مصادر صحافية متخصصة أن شركة مايكروسوفت ستطرح في تموز المقبل برنامجا جديدا يتيح للمستخدمين الذين يملكون كومبيوترات جيب لتحميل الموسيقى من شبكة الإنترنت، أن يدفعوا اشتراكا شهريا يقدر بـ10 دولارات في مقابل الاستماع إلى ما يريدون من موسيقى بدلا من شراء كل أغنية بدولار واحد وفق الطريقة التي تعمل بها الآن أجهزة آي بود iPod التي تنتجها شركة (آبل) Apple.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 