اعتاد الناس عند سماعهم بالحراج الاعتقاد بأنه مصدر ثروات لجامعي الأشياء النادرة والمستعملة وصائدي الصفقات، ويذهب الناس إليه مبكرا حتى أوقات معروفة عندها ينتهي الحراج.. ولكن هل تتصور أن يكون هناك حراج مفتوح 24 ساعة، بل يربط لك عمليات البيع والشراء على مستوى العالم في مكان واحد!! تتابعه في أي وقت تشاء وأنت في بيتك؟ هذا ما قام به مهندس سعودي حيث أنشأ أول حراج عربي على الشبكة العنكبوتية، إنه حراج الإنترنت العربي (مستعمل) ينقل أشهر مواقع البيع والعرض، وهذا بشهادة مواقع عالمية منها موقع أليكسا العالمي.
(الاتصالات والعالم الرقمي) التقت المهندس خالد مبارك الدوسري مدير ومشرف الموقع - تخصص هندسة كمبيوتر من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - ليحدثنا عن هذا الموقع وأبعاده الاقتصادية والحركة التجارية، وكذلك الصفقات التي تتم عبر هذا الموقع خلال العام حيث يلاقي الموقع رواجاً من الزوار ورجال الأعمال.
أسباب نجاح الموقع
عن بداية فكرة الموقع قال المهندس خالد الدوسري: انطلقنا رسمياً على الشبكة في شهر يناير 2002م، وهي فكرة عملية عكسية لما تعارفنا من خلال تعاملنا مع الإنترنت، فقد تعودنا على الوجود في عالمنا الحقيقي، ومن ثم الانتقال إلى العالم الافتراضي للتوسع وتقديم خدمات أوسع، ولكن ما حدث معنا هو العكس، والهدف من ذلك إدارة الموقع بعد تسجيله بوثائق رسمية واستقبال الإعلانات، والاستفادة منه في تسويق البضائع المعروضة في الموقع الافتراضي كمركز لبيع وشراء المستعمل، مع إتاحة ورشة للصيانة. والحمد لله استطعنا كسب ثقة الأعضاء بالموقع.
وأضاف يقول تميز الموقع بطريقة تصميم بسيطة وعملية تسهل تصفحه؛ إذ تعتبر الفكرة من أساسيات تصميم الموقع وضمن خطوطه العريضة التي ساهمت في نجاحه واعتماده على خمسة محاور رئيسية هي: تقديم خدمة عربية مميزة ومتخصصة وسريعة وسهلة التصفح ومجانية؛ لذلك تجد أغلبية المواقع العربية تعتمد اللغة الإنجليزية لأنها أسهل بحكم أدوات التصميم المتوافرة فيقدمون خدمة عربية، ولكن باللغة الإنجليزية، وبالتالي فإن الخدمة وإن كانت جيدة فسوف تفقد جودتها لأنها ليست بالعربية.. وتبلغ التكاليف التشغيلية لموقع مستعمل ما بين 100 و120 ألف ريال سنوياً، وله إدارة مستقلة تتابع كل جديد على الموقع وإشراف بمعدل 3 أشخاص على مدار الساعة.
المركبات والعقارات الأكثر تداولاً
وعن عدد الأعضاء وحجم البضائع المعروضة والأموال المتداولة على الموقع يقول: يتجاوز عدد الأعضاء عشرات الآلاف، فيما يتجاوز عدد السلع المعروضة آنياً الآلاف، وحتى أحافظ على مصداقية الموقع فإن البضائع التي يمر عليها شهر من دون تحديث أو رد يتم حذفها، ويتم إشعار المعلن على بريده الإلكتروني قبل حذفها بالمدة المتبقية للإعلان ليتمكن من تحديثه، كما يمكن للمعلن حذف الإعلان بمجرد إتمام عملية البيع، وبالنسبة إلى المحاولات الهزلية تظهر أحيانا ونسبتها لا تتعدى 1 في المائة، لكن ترد من قبل الأعضاء.
وأضاف يقول: قد لا يخطر على البال أن التركيز الأول في الحراج على المركبات والعقارات، وقد قمت بعمل دراسة حول المطلوب والمعروض في الموقع قبل فترة وظهرت النتائج التالية: يشكل التركيز على المركبات 24.3 في المائة، والعقارات 20.75 في المائة، والإلكترونيات 18.26 في المائة، والكمبيوتر 15.11 في المائة، فيما تتقاسم الأقسام الأخرى النسبة المتبقية.
وأشار الدوسري إلى أن مواقع الأسهم تأخذ نصيب الأسد هذه الأيام، ولكن - ولله الحمد - فإن موقع مستعمل منافس بقوة لكبار المواقع العربية على الخريطة العالمية للشبكة العنكبوتية، فموقع مستعمل يقدم خدمة بسيطة ولكنها مهمة في نفس الوقت لأي مواطن عربي.
الدورة الإعلانية
وهنا يتحدث مدير الموقع أيضا عن عدد الإعلانات التي تضاف إلى موقع مستعمل؛ إذ يقول: يدخل في موقع مستعمل شهرياً حوالي سبعة آلاف إعلان جديد غير مكرر، وتستمر هذه الإعلانات منشورة ما دام صاحبها يتابعها ويمدد فترة نشرها، وتحذف آلياً خلال فترة لا تتجاوز الشهر إذا ما أهملها صاحبها لأي سبب، والإعلانات التي تحذف (سواء حذفها صاحبها أو حذفت آلياً) تقدر بحوالي سبعة آلاف أيضاً، وهذا يدل على حيوية الدورة الإعلانية في موقع مستعمل وتجدد الإعلانات دائماً.
آلية الدفع من أكبر العقبات
وأردف يقول: يبلغ حجم التداول المالي على الموقع ملايين الريالات، ففي موسم الحج الماضي عرضت عقارات في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة بملايين الريالات، وفي الرياض سوق كبير للعقارات (أراض وبلكات وقصور) تتم الصفقات عليها من دلالي العقار الذين يجدون الموقع طريقة سهلة لعرض السلعة وانتشارها، وهناك أشخاص يذهبون إلى أصحاب مكاتب العقارات الذين ليس لديهم معرفة بالإنترنت وعرض عقاراتهم لدينا ويحصلون على نسبتهم من عمليات البيع كوسطاء، فيما هنالك معروضات على مستوى الدولة.
وفي الحقيقة أنا لا أستطيع القيام بشيء تجاه ذلك الإجراء؛ لأنني في حال إقرار رسوم على المعروضات يجب تعميمها على الجميع، وهذا به إجحاف على الذين يعرضون أجهزة بمئات الريالات إذا ما قورنت بتلك العقارات؛ لذلك تركتها مجانية للكل وليس لدي حل، وقلت إذا أخذت ريالا واحدا على كل عملية تتم فإن هذه القيمة لا تمثل شيئا بالنسبة للمعلن، ولكن المشكلة والعائق في كيفية دفع هذه القيمة الرمزية، وكانت آلية الدفع من أكبر العقبات لفكرتي الأساسية، خصوصا أن مجتمعنا لم تنتشر فيه بطاقات الائتمان بالشكل الكافي ولا سيما مستخدمي الإنترنت، أضف إلى ذلك استعمالها الذي يعتريه الحذر، ومن هنا بدأت لدي الفكرة في أن أجعل الخدمة مجانية خصوصا المستخدم النهائي وأن يكون الربح في المستقبل من خلال الشهرة وانتشار الموقع، وسأقدم خدمات إضافية مدفوعة التكاليف مقابل التميز كالإعلانات التجارية والإعلانات المميزة دون التأثير على الخدمات المجانية، ولهذا فدورنا هو دور المشاهد فقط، ولا نتدخل في عملية البيع، بل أحيانا لا نعلم هل تمت الصفقة أم لا؟ ولكن هناك مؤشر بمجرد اختفاء الإعلان بأنها تمت.
بعيدون عن دوامة الوساطة
* كيف تتم عملية البيع والشراء عبر الإنترنت في موقعكم وما الدور الذي تقومون به في حال الاتفاق على المبايعة؟
كما ذكرت سابقا كثير من الصفقات تتم دون علمنا، وليس لنا أي دور، فكلها تتم عبر الموقع والمفاوضات، إما عن طريق منتدى الموقع حيث يتم التحاور بين الأعضاء بالموقع أو الاتصالات بينهم لأخذ الرأي حول سعر ومواصفات المعروضات؛ ما يولد الترابط والثقة بينهم، ولا نريد الدخول في دوامة الوسطاء.
تحديثات مستمرة
وعن أبرز التحديثات التي حدثت بالموقع قال: انطلق موقع مستعمل في عالم الإنترنت، قبل حوالي 6 سنوات، وقد أطلقنا قبل حوالي الشهرين نسخة جديدة من الموقع، اشتملت على عدة تطويرات تتمثل جمالاً في الشكل ومميزات في المضمون، ومن أهم المميزات الجديدة:
- بريد داخلي بين الأعضاء.
- إمكانية تخصيص الموقع لكل عضو أو زائر، حيث يختار العضو أو الزائر حجم الخط والتوقيت وعدد الإعلانات في الصفحة الواحدة، وغير ذلك.
- زيادة في سرعة الموقع، حيث يعد موقع مستعمل من أسرع المواقع تصفحاً.
طموحاتنا الأول عربياً
واختتم المهندس الدوسري قائلاً: نحن نشهد في هذه البلاد قفزة اقتصادية نشطة جداً تحتاج منا مواكبة هذا التطورات، ومن ثم اللحاق بركب التطور السريع في التقنيات الإلكترونية التي تساهم في دفع عجلة التقدم الاقتصادي ببلادنا على الرغم من أن التسوق على الإنترنت لا يزال في بدايته، ولكنه في تحسن ملحوظ - ولله الحمد - فعدد الزيارات اليومية لموقع مستعمل في العام الماضي كان في حدود الخمسين ألفا، أما هذه السنة فإنه يصل إلى مائة وخمسين ألفا يومياً.
لذا أطمح إلى أن يحصل موقعي على المركز الأول عربياً في هذا المجال، وأعتقد أنه وصل إلى هذا الطموح في السعودية، هذا - ولله الحمد - بشهادة الجميع ومنهم موقع أليكسا العالمي حسب هذا الرابط:
www.alexa.com/browse - general? AND CategoryID=914587 AND mode=g eneral AND Start= AND SortBy=Popularity AND R= AND Path=