قرأت ما نشرته مجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) في صفحة (رزنامة الأسبوع) بعنوان: (رومانيا: القرصنة خدمت الإبداع). وجاء في حيثيات الخبر أن الرئيس الروماني أبلغ مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس أن برامج الشركة المنسوخة ساعدت رومانيا في بناء صناعة تكنولوجيا قوية.

والخبر كان طريفاً ويستحق الوقوف عنده، فعندما يقر رئيس دولة بأن البرامج (المنسوخة) كانت سبباً في بناء تكنولوجيا قوية، فهذا اعتراف بحقائق واقعية لا يمكن نكرانها. فالبرامج المنسوخة -رغم مخالفتها للأنظمة الدولية- ظلت تساعد الكثيرين في الحصول على معطيات الحاسوب دون مشقة مالية كبيرة، وهذه البرامج تقدم خدمات للبشرية جمعاء وكان من الواجب أن تتبناها الحكومات مادياً لتكون متاحة للجميع مجاناً أو بأسعار زهيدة. والحقيقة أن الكثير من البرامج مرتفعة التكلفة، وقد ساعد ذلك في انتشار مافيا الاستنساخ في كل الدنيا، وخصوصاً في العالم الثالث، وهو عالم يحتاج أكثر من غيره لتسريع النماء، حيث إن الغرب قد سبقه كثيراً، والفجوة تزداد بينه وبين العالم المتقدم في كل ساعة من ساعات اليوم.

إن مثل هذا الإقرار من الرئيس الروماني هو تعبير صريح وعلني عن واقع نعيشه ونراه، وفيه إشارة ذكية جداً إلى أن برامج الكمبيوتر وعطاءاته المتنوعة بحاجة إلى إعادة نظر في التعامل معها، حيث إنها عطاء بشري يسهم في رخاء الإنسان وتقدمه أينما كان، وبالتالي فإن هناك حاجة لإتاحة هذه التقنيات للجميع دون مشقة، وهذا ما يجب تدارسه على الصعيد الدولي بحيث لا يتضرر أصحاب الابتكارات، وبحيث لا يفوت قطار النماء أولئك القابعين في العالم الثالث أو أولئك الذين تقف ظروفهم المادية دون الحصول على هذه التقنيات. شكراً للرئيس الروماني على لفتته، وشكراً لمجلة الاتصالات والعالم الرقمي التي تابعت الخبر ونقلته لقرائها.