إذا كنت تستخدم تكنولوجيا الاتصال السريع broadband عبر بالإنترنت، فلابد أن تدرك أن هذا النوع من الاتصال تسهل مهاجمته، وأن نظامك (أو أنظمتك) قد يكون عرضة للعديد من محاولات الاختراق، ولذلك لابد أن تتعلم كيفية الاستخدام الآمن للكمبيوتر، وكيفية تأمين اتصالك بالإنترنت، وكذلك كيفية تجنب حدوث فقدان أو تغيير لبياناتك وأنظمتك.
إن أعداداً متزايدة من مستخدمي الإنترنت، سواء في المنازل أو في المكاتب الصغيرة، يتحولون في الوقت الحالي إلى استخدام تقنيات الاتصال السريع التي تتميز ببقاء الخط مفتوحا مع الإنترنت على مدار أربع وعشرين ساعة -والتي تتمثل في وصلات DSL (Digital Subscriber Line) أو خط المشتركين الرقمي، ووصلات المودم الكابلي cable modem-، وتتميز هذه التقنيات بسرعتها الفائقة، لكنها أشبه بوصلات شبكية مفتوحة بالإنترنت بشكل يميزها تماما عن طرق الاتصال الهاتفي التقليدية بالإنترنت Dial-up connections.
وبسبب هذه المميزات، فإن مستخدمي هذه التقنيات يجب أن يتخذوا الاحتياطات الكافية لمواجهة محاولات اختراق أنظمتهم، أو أية مصادر تهديدات أمنية أو مشاكل محتملة بالنظر إلى ما سبق.
من الطبيعي أن نتساءل لماذا تعد وصلات الإنترنت التي تعمل بشكل أشبه بوصلات الشبكات أكثر عرضة للهجوم من تلك الوصلات التي تعمل كوصلات هاتفية وهنا قد تبرز بعض التفاصيل التي تميز وصلات DSL عن وصلات المودم، لكن هناك أيضاً بعض العناصر المشتركة بين هذين النوعين ولكي نبدأ في توضيح مصادر المشاكل المحتملة.
دعونا نبدأ بعنوانIP المرتبط باتصالك بالإنترنت، فكل اتصال بالإنترنت يتطلب وجود عنوان IP خاص لكي ينجح ويمكن اعتبار هذا العنوان وسيلة ليس فقط لتعريف حاسبك والبرامج التي يقوم بتشغيلها، وإنما أيضاً لتحديد الشبكة التي يتصل بها حاسبك وعندما تكون عناوين IP مرئية، بحيث يسهل على الآخرين من خارج الشبكة الوصول إليها، فإنها تكون بمثابة نقاط ضعف يمكن استغلالها من قبل ذوي النوايا الشريرة.
وبالنسبة لمستخدمي كل من وصلات المودم الكابلي ووصلات DSL، يتم توزيع أو تخصيص عناوين IP الخاصة بهم عن طريق خدمة يطلق عليها (Dynamic Host configu ration Protocol) أو DHCPبمعنى (بروتوكول تحديد الأجهزة المضيفة ديناميكيا)، وهذه هي نفس الطريقة التي يحصل بها مستخدمو الوصلات الهاتفية على عناوينهم عند الاتصال بالإنترنت.
ولكن، في الوقت الذي تحصل فيه الوصلات الهاتفية على عنوان IP جديد ومختلف في كل مرة يدخل فيها المستخدم إلى الإنترنت، فإن وصلات DSL ووصلات المودم الكابلي (المفتوحة دائما) تحتفظ بنفس العناوين لمدة قد تصل إلى أيام أو أسابيع في المرة الواحدة، وهذا هو ما يجعلها أكثر عرضة للهجمات، كما إن ترك الحاسب المتصل بالإنترنت عن طريق الوصلات السريعة مفتوحا، فإن محاولات الهجوم تتزايد في الساعات التي لا يكون مالكو الحاسبات في عاملين عليها، وبالتالي لا يدركون ما يدور حولهم.
وللإنصاف، فإن وصلات DSL والمودم الكابلي غالباً ما تستخدم نوعية خاصة من عناوين IP تعرف باسم عناوينIP ا لخاصة private IP addresses، وهذه العناوين يمكن استخدامها على أي شبكة خاصة لا تتصل مباشرة بالإنترنت، أو على شبكة تستخدم جهاز موجه(ROUTER) ، مهمته وصل هذه الشبكة بالإنترنت.
إلا أن المستخدمين الآخرين الذين يشتركون في نفس عنوان الشبكة يستطيعون في بعض الأحيان استطلاع عناوين بعضهم البعض على مستوى تلك الشبكة الفرعية، سواء كانت العناوين عامة أو خاصة وهنا يظهر الفرق بين وصلات DSL ووصلات المودم الكابلي فكل وصلة DSL تعمل كما لو كانت على شبكتها الخاصة -مما يعني أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التجسس على أية عناوين محلية أخرى ولكن، كل وصلة مودم كابلي تعمل كما لو كانت وصلة شبكة Ethernet، ولذلك، فإن كل مستخدمي وصلات المودم الكابلي المشتركين على نفس القطاع الكابلي CATV يستطيعون رؤية عناوين بعضهم البعض والتجسس عليها بمنتهى السهولة وهنا نسدي النصيحة لكل من مستخدمي وصلات DSL أو وصلات المودم الكابلي أو أية وسيلة أخرى باستخدام أنواع الحواجز وأدوات الحماية التي تقوم بإغلاق المنافذ المفتوحة.