مستقبل الحكومة الإلكترونية هو عنوان الندوة التي احتضنتها القاهرة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات ICT، ضمت الندوة مجموعة كبيرة من المتخصصين العاملين في مشاريع الحكومة الإلكترونية على المستويين الإقليمي والدولي, وذلك لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة فيما يخص تنفيذ مبادرات الحكومة الإلكترونية بدءاً من مرحلة وضع التصور الخاص بهذه المشاريع وصولاً إلى مرحلة تقديم الخدمة.
وقد ألقى سالم الشاعر مدير الخدمات الإلكترونية بحكومة دبي الإلكترونية كلمة أمام المشاركين في الندوة استعرض فيها أحدث التطورات والإنجازات التي استطاعت دبي تحقيقها في مجال توفير الخدمات العامة عبر قنوات إلكترونية متعددة.
وأكد الشاعر في الجلسة أن مشروع الحكومة الإلكترونية سواءً في دبي أو في أي بلد في العالم سوف يساهم بشكل كبير في إثراء عنصر الشفافية وتكافؤ الفرص كما أن من شأنه القضاء على الفساد؛ لأن الإجراءات تكون واضحة للجميع والرسوم واضحة ومعروفة، ولا يوجد تعامل مباشر مع موظف قد يسيء استغلال سلطته أو يعرقل إجراءات المعاملات.
ولفت إلى أن الروتين والبيروقراطية تؤدي إلى تخوف المستثمرين العالميين وهروب الاستثمارات في بعض دول المنطقة. وحول تجربة حكومة دبي الإلكترونية قال سالم الشاعر، بدأنا منذ عام 2000 وها نحن اليوم وبعد ست سنوات قد ترسخ اسم حكومة دبي الإلكترونية في أذهان الناس ليس على المستوى الداخلي فقط، وإنما عبر الآفاق الإقليمية والعالمية.
وكان ذلك ثمرة جهود منسقة ومستدامة ومدروسة اعتمادا على الجودة والمصداقية والتطوير واستيعاب التجارب واكتساب الخبرات الجديدة وتعزيز الأنظمة، وبفضل الله نقف اليوم على أرضية صلبة، حيث نجحنا حتى الآن في تحويل 90% من الخدمات إلى النمط الإلكتروني فلدينا أكثر من 1800 خدمة الكترونية تُقدم للجمهور من واقع 2250 خدمة تقدمها دوائر دبي.
فوائد وايجابيات وعن مردود الحكومة الإلكترونية على اقتصاديات مدينة دبي، يقول الشاعر: بالطبع كانت لها العديد من الفوائد والإيجابيات، حيث إن ميكنة الإجراءات الحكومية على صعيد كافة المعاملات في دبي كان لها أكبر الأثر في اجتذاب الاستثمارات والشركات العالمية إلى دبي مما جعلها مدينة عالمية بالمعايير كافة، حيث لم تجد هذه الشركات صعوبة في التعامل مع الجهاز الحكومي، ووجدت بيئة تنافسية وسهولة في الإجراءات، فقد أصبحت إجراءات تراخيص الشركات تتم بشكل الكتروني، الأمر الذي عزز من عملية دمج اقتصاد الإمارات في الاقتصاد العالمي. وفيما يتعلق بالمعايير المحددة للجودة التي تطبق في خدمات الحكومة الالكترونية، أوضح الشاعر: في هذه الفترة نركز على صورة الخدمات، فكون الخدمة موجودة ومتوفرة للجمهور فهذا لا يعني بأنها بالضرورة متميزة، ولذا نعمل جاهدين للرقابة والتقييم على تقديم الخدمة من خلال مجموعة من الاستبيانات للجمهور لمعرفة مدى رضاهم عن هذه الخدمات، وبهذا يقوم الفريق بالتأكد من سلامة تلك الخدمات وانسجامها مع معايير الخدمات الإلكترونية التي وضعها خبراؤنا، وألفت هنا إلى أنه لا يكفي أن تكون لدينا خدمات متميزة بل لابد أن يعلم عنها الجمهور.
وعن المعوقات التي تواجه تطبيق التعاملات الالكترونية يقول الشاعر: أرى أن الحاجز الوحيد بين تعامل الجمهور مع الحكومة الالكترونية هي كلمة ال E أو Electronic، فهناك الكثير من الناس تخشى استخدام التقنية أو أن التقنية ليست متوفرة لها في صورة سهلة، وبالتالي فيجب على الحكومات أن تركز على الefficiency وعلى عنصر الEasy بمعنى سهولة التعامل مع الحكومة الالكترونية كما أن الحكومة مطالبة بضرورة توفير خدماتها بعدة وسائل سواء من خلال الهاتف العادي أو الهاتف النقال أو أي وسيلة أخرى.
وعن أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الحكومات الالكترونية الأخرى يقول الشاعر: الكثير من الحكومات تشابهت في نفس الأخطاء وأهم هذه المشكلات أن المسئول عن تنفيذ كل برنامج في كل دولة كان دائماً ما يتغير ويأتي مسئول غيره باتجاه وأفكار أخرى ويلغي ما سبقه من خطوات ليبدأ تجربة جديدة وهذا تسبب في هدر الكثير من الأموال التي أنفقت.
