أربع طالبات سعوديات موهوبات شاركن في بناء لغة برمجية للرجل الآلي في ثلاثة أشهر وهن المبرمجة منال حسين العساف رسامة تشكيلية ومصورة فوتوغرافية ومصمصة شاركت في معارض وحازت على جوائز، والمبرمجة سناء محمد الأزوري مبرمجة متخصصة لصفحات الإنترنت، والمبرمجة ابتهال عبدالملك قوقندي تهوى التصميم والصور ومدربة وحازت على المركز الأول لفئة الطلاب الجامعين في مسابقة نادي قادة التقنية السعودي للتصاميم. والمبرمجة بشرى بخيت المطرفي. وقد كان لمجلة الاتصالات والعالم الرقمي حوار معهن حول ابتكاراهن:
* لكل ابتكار بداية، كيف كانت بدايتكن؟
كانت البداية فكرة مشروع طرحت من قِبل أحد الأساتذة الأفاضل في جامعة الطائف. بعد ذلك استخرنا الله ثم أقدمنا على تسجيل أسمائنا في هذا المشروع، أحببنا أن نخوض التحدي ونصقل قدراتنا البرمجية خاصة أننا سنتخرج مبرمجات، فوقع الاختيار على مشروع بناء لغة برمجة خاصة ببرمجة الرجل الآلي مع مترجم خاص لهذه اللغة.
* ما فائدة لغة البرمجة التي قمتن بتصميمها؟ وكيف تعمل؟
إن أي مشروع صناعة Robot ينقسم إلى قسمين فيزيائي وآخر برمجي. فالقسم الفيزيائي يعتمد على تركيب مواد صلبة لبناء وهيكلة الروبوت أما القسم البرمجي فهو بناء شيفرات برمجية تعمل على تحريك هذه المكونات وبصورة أوضح ان لغة البرمجة هي روح الروبوت. ولغة البرمجة BESM وتشير إلى الأحرف الأولى من أسماء الفتيات الأربع) اعتمدنا فيها على استخدام كلمات يسهل على الإنسان تذكرها حيث إنها مستخدمة من واقع حياتنا مثال Move-Backward-Read بمعنى تحرك أو ارجع للخلف أو اقرأ)، في حين يتم ترجمة هذه الكلمات إلى لغة يفهمها الحاسب. فعند كتابة برنامج بسيط بهذه اللغة يتم ترجمته، وعند تنفيذ الناتج يتم إرسال البيانات الخاصة بتحريك الروبوت إلى ما يسمّى parallel port منفذ الطابعة في جهاز الحاسوب) أو يتم إرسالها لاسلكياً إلى الروبوت نفسه. فالروبوت يعمل بطرق عديدة، ويتم تحريكه بواسطة اللغة المصممة له عن طريق محركات خاصة بعد توصيله بالحاسب بمنفذ الطابعة أو لاسلكياً.
* بعد تخرجكن من الجامعة ما هو مصير البرنامج هل تم تطويره أو الاستفادة منه؟
اقتصرت الفائدة من البرنامج على أنفسنا ويرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود جهات متخصصة بمجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات تحديداً كي نسعى لتطوير نسخ من برنامجنا موافقة لمتطلبات البحوث العلمية أو سوق العمل مثلاً. أما بالنسبة لنا فلم نتوقف عند ابتكار واحد فبعد أن أنجزنا هذه اللغة وبهذا الشكل المشرف، وضعنا لأنفسنا أهدافاً أخرى ونسعى لتحقيقها في الحياة.
* يمر أي مشروع بصعوبات ومشكلات كيف ذللتن تلك الصعوبات؟
أول عقبة تواجه أي طالب متخرج في مشروع التخرج هي اختيار لغة البرمجة نظراً لتعدد اللغات التي يدرسها في الجامعة. فكنا نساند ونتعلم من بعضنا. هذا بالإضافة إلى التوجه للدراسة غير الجامعية في المعاهد المتخصصة في البرمجة مثل شركة مايكروسوفت مصر. كل ذلك حتى نستعد لإنجاز هذا المشروع في مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
* هل حصلتن على دعم من شركة ميكروسوفت ولماذا لجأتن لها؟ وكيف تواصلتن معها، وما هو نوع الدعم المقدم لكن من قبلها؟
بعد الانتهاء من المشروع مباشرة راسلنا شركة ميكروسوفت، فدعمتنا معنوياً وأرسلت الهدايا القيمة لكل واحدة منا تقديراً لعملنا، كما اتصل أحد مبرمجيهم واستفسر عن فكرة توظيف XML كوسط لنقل البيانات والتي تعتمدها الشركة كبنية تحتية في بيئة net الأحدث عالمياً اليوم!
* بعد خوضكن تجربة تطوير لغة برمجة، كيف ينظر مجتمعنا للمبرمجات أو عملهن؟
سناء: من وجهة نظري أرى أن المرأة تستطيع أن تنجز عملها باحتراف مثلها مثل الرجل أو ربما أفضل والمرأة المبرمجة تستطيع أن تفعل تماماً ما يفعله المبرمج بل وأكثر إتقاناً وتنسيقاً للشيفرة البرمجية، لكن للأسف يتم التفكير ألف مرة قبل أن يوكل للمرأة أي عمل برمجي معتمد في نطاق عملها رغم تلك القدرة!