البرمجيات لها القدرة على التحقيق في حالات الموت المشتبه فيها
* إعداد طارق راشد:
|
قام مهندسو البرمجيات ببرمجة جهاز كمبيوتر للتحقيق في حالات الموت المشتبه فيها، وهذا الكمبيوتر له القدرة على مساعدة المحققين في التفرقة بين حالات الموت إثر القتل، أو إثر واقعة انتحار، أو إثر حادث، أو نتيجة لأسباب طبيعية.
ولقد تم تصميم هذا البرنامج بحيث يساعد المحققين على حل القضايا المعقدة بواسطة حثهم على استكشاف جوانب من التحقيقات خلاف تلك التي تتجلى لهم واضحة.
ويعلق جين كيبينز أحد مطوري هذا البرنامج والذي يعمل بمركز جوزيف بيل للإحصاءات الجنائية والحجج القانونية بإدنبرج، المملكة المتحدة قائلاً: «إن البرنامج يعمل على إلقاء نظرة عامة على كافة الأدلة المتاحة ثم يخمن الأحداث التي قد تكون وقعت بالفعل».
ويضيف كيبينز إن الفكرة القائم عليها البرنامج هي مساعدة المحققين في الاضطلاع بالمهمة الشاقة التي تتمثل في تدبر عدة أنساق مختلفة للجريمة.
إن المحققين الآن، على حد قول كيبينز، يميلون إلى محاولة تأكيد فرضية وحيدة تتراءى لهم على أنها الأرجح. وهذا الأسلوب قد يؤدي بهم إلى استجواب الشهود بأسئلة موجهة، مثل: «هل تعرف أي شخص كان يناصب هذا الرجل العداء بالقدر الذي يدفعه لقتله؟». ونتيجة لذلك، يخفقون في طرح غير ذلك من الأسئلة ذات الصلة على سبيل المثال: «هل كان القتيل عرضة لنوبات إغماء؟»، الأمر الذي قد يوحي بحالة قصور في القلب سالفة الوجود.
قاعدة المعرفة
ويحتوي هذا البرنامج في مركزه على ما يعرف ب«قاعدة المعرفة» التي تحتوي على تقسيم ضخم للطرق المختلفة التي قد تسبب الموت والأشكال المختلفة للأدلة والحقائق المرتبطة بها مثل أقوال شهود العيان، والتحليلات الطبية، والأدلة الجنائية التي يتم استقاؤها من مسرح الجريمة. وما على المحقق إلا أن يقوم بإدراج أدلة بسيطة فيحاول البرنامج أن يستنتج كيفية الربط بين هذه الأدلة وبالتالي يخلق عدة سيناريوهات للجريمة.
كما أن البرنامج يعمل أيضا على حساب أرجحية كل من هذه السيناريوهات مستخدما في ذلك مقياسا للاحتمالات. على سبيل المثال، إذا كان الدليل الطبي يشير إلى علة الموت على أنها نزيف داخلي سيبحث البرنامج عن كافة الأسباب المؤدية إلى النزيف الداخلي في قاعدته المعرفية.
ويضيف كيبين بقوله «قد تكون الوفاة من جراء حادث أو بسبب إدمان الخمر، وفي حالة كبار السن والأطفال قد يكون السبب السقوط أو قد يتسبب في هذا النوع من الوفيات ضربة على الرأس». من الممكن استكشاف كافة هذه السيناريوهات من خلال فحص الدليل الآخر.
الحفاظ على الحقيقة
إن ما يميز هذا النظام عن غيره من الأنظمة السابقة أنه لا يعتمد على معرفة مبرمجه للتوصل إلى الاستنتاجات والاستنباطات، إنه يتفكر في كافة السيناريوهات المحتملة في نفس الوقت، بما في ذلك تلك التي قد تتداخل. على سبيل المثال، إذا كان الميت رجلاً مسناً ومعاقراً للخمر في نفس الوقت، فسيعتبر القتل أيضا أحد أسباب الوفاة.
وحتى يصادق البرنامج على أن كل سيناريو يتسم بالمنطقية ويتأكد من ذلك، يستخدم النظام برنامج «الحفاظ على الحقيقة».
وهذا البرنامج يرجع إلى القاعدة المعرفية، ويفحص العلاقات العرضية بين كل دليل ويقيم ما إذا كان السيناريو محل الدراسة كان من الممكن أن يحدث بالفعل أم لا.
ويعلق ديفيد هولمز، مدير مجموعة البحث الجنائي بجامعة مانشستر ميتروبوليتان بإنجلترا بقوله «إن مصدر قلقي هو الحجم الكلي للمعلومات التي من المتوقع أن يدرجها المرء».
ولكنه يقول ان الشرطة ربما من الواجب أن تستخدم شيئا من هذا القبيل، بعد أن أعلن كيبينز عن اكتشافاته في المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي والقانون بجامعة إدنبرج في الأسبوع الماضي، قال ان مثل هذا النظام من شأنه الحيلولة دون حالات إخفاق العدالة، ولكن البرنامج لازال نموذجا أولياً ولن يكون جاهزا لتجربته على حالات حقيقية لمدة تبلغ العامين.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 