تقنية أمريكية جديدة للتأكد من هوية الزائرين
|
يستعدّ المسؤولون الأمريكيون لإطلاق تكنولوجيا جديدة لتعقّب الزوار أثناء دخولهم إلى الولايات المتحدة وخروجهم منها، عبر التحقّق من هويتهم بواسطة أجهزة مسح إلكترونية تعاين البصمات وبيانات أخرى تتعلق بالبيولوجيا الإحصائية.
وتهدف هذه التكنولوجيا التي تتضمن قراءة بيانات تأشيرات سفر وكشف التزوير لقاعدة الأسماء والبصمات والصور، إلى التحقق من الهوية وتسجيل وصول ورحيل أكثر من 400 مليون شخص يزورون الولايات المتحدة سنويا، الأمر الذي سيؤدي إلى إنشاء شبكة محكمة لا يستطيع عبورها ممن تعتبرهم أمريكا من الإرهابيين والأشخاص الذين يسعون إلى دخول البلاد خلسة.
وتعرف هذه التكنولوجيا الجديدة ب «تكنولوجيا مؤشر وضع الزوار والمهاجرين إلى الولايات المتحدة» وسيتم تطبيقها أولاً في المرافئ الجوية والبحرية التي استقبلت حوالي 82 مليون مسافر أجنبي عام 2002.
مراقبة 7 ملايين حالة
ومن المنتظر أن يدخل النظام التقني الجديد في الخدمة في 26 أكتوبر 2004، وقد كلف المشروع وزارة الأمن الوطني الأمريكية نحو 362 مليون دولار، كما وسيتم تخصيص 330 مليون دولار إضافي له في عام 2004. إلا أن مراقبة قدوم ورحيل أكثر من 360 مليون زائر يصلون براً كل عام إلى
الولايات المتحدة، تحتاج إلى بنية تحتية جديدة.
وعن هذا الموضوع يقول وكيل وزارة الأمن الوطني لشؤون أمن الحدود والمواصلات، آزا هوتشنسون أن «التمويل يشكل معضلة دائمة».
ومن المرتقب أن يبدأ العمل بهذا النظام الجديد في 211 مركزاً أمريكياً يصدر تأشيرات سفر، وذلك قبل 26 أكتوبر 2004، على أن تؤخذ البصمات والصور من حوالي 7 ملايين شخص يتقدمون بطلب التأشيرة سنوياً.
وتبلغ كلفة ماسح البصمات، وهي عبارة عن علبة بيضاء متوسطة الحجم مع نافذة صغيرة في الأعلى، حوالي 500 دولار، توضع في القنصليات عند
الشباك حيث يسأل طالبو التأشيرات عن الأسباب التي تدفعهم لزيارة الولايات المتحدة.
وعندما يضع طالب التأشيرة إصبعه على النافذة، تُخزّن صورة رقمية عن بصمة الإصبع مع صورة شمسية والمعلومات الأخرى الواردة في الطلب، في قاعدة البيانات القنصلية الخاصة بوزارة الدفاع.
وعن ذلك يوضح مساعد وزير الخارجية لشؤون القنصليات، جانيس
ل. جايكوبس أنه «إجراء سهل جداً، يستغرق 20 إلى 30 ثانية» ويتم تحديث قاعدة البيانات القنصلية باستمرار، وتضم معلومات عن 70 مليون حامل تأشيرة أمريكية.
معدات غير مواكبة
واعتباراً من يناير الجاري، تاريخ بدء تطبيق التكنولوجيا الجديدة، ستتوافر تلك المعلومات للمسؤولين في وزارة الأمن الوطني، وسيقارن الكمبيوتر بين بصمة الزائر وبصمة طالب التأشيرة، وفي حال لم يتطابقا، فسيخضع الزائر لمزيد من المقابلات وقد يتم التحقق من هويته بطريقة أخرى.
إلا أن هذا الأمر يثير أسئلة مهمة عن تطبيق النظام الجديد، فقد قالت نانسي كينغسبري من مكتب المحاسبة العامة أمام هيئة تابعة للكونغرس في مارس الماضي أن «معدات التعرف على البصمات غير مجهّزة لمواكبة تكنولوجيات بهذا الحجم تتطلب تخزيناً ومقارنة مع مائة مليون إلى 240 مليون سجل».
ويقول المسؤولون إن برامج الكمبيوتر التي يستعملونها تقلّص هامش الخطأ، لكنهم يخططون للتخفيف من حدة التأخير والانتظار في صفوف طويلة عند حصول خلل ما. وأشارت كنغسبري إلى أن «زيادة مدة التفتيش من شأنها أن تسبب المزيد من التأخير
للمسافرين وتؤدي بالتالي إلى انخفاض عدد زوار الولايات المتحدة أو إلى خسارة الاستثمارات».
ويتساءل البعض عن فاعلية النظام نظراً إلى أنه لن يغطي المنافذ البرية أو ملايين الأجانب القادمين من 27 دولة أوروبية والذين يدخلون الولايات المتحدة بموجب ما يعرف ببرنامج الإعفاء من تأشيرة السفر، فعلى غرار الكنديين، لا يحتاج مواطنو هذه الدول إلى تأشيرات سفر.
ويأمل المسؤولون أن يسدوا هذه الثغرة عبر الإصرار بأن تكون جوازات السفر التي تصدر في الدول التي تشملها الخطة، قابلة للقراءة بواسطة الآلة وأن تكون بيانات البيولوجيا الإحصائية الواردة فيها مطابقة لبيانات تأشيرة السفر.
ويعلق هوتشنسون قائلا: «بدون جوازات سفر تقرأها الآلات وبيانات عن البيولوجيا الإحصائية، نحن أمام ثغرة كبيرة».
لكن ربما كان السؤال الأهم هو عن شعور المسافرين لدى أخذ بصماتهم عند وصولهم إلى البلاد، وفي هذا الإطار يقول المسؤولون إنهم يعملون بجهد لتخطي أي إشكالية ثقافية للمشروع وقد استخدموا لهذه الغاية شركة فليشمن هيلارد للعلاقات العامة، بهدف تنظيم حملة دعائية عن البرنامج.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|