التعليم الإلكتروني في مدارس وجامعات المملكة
|
* إعداد: عبد الخالق جهاد الفرا
يعتبر عالم اليوم بمثابة قرية مترابطة بالغة الصغر تكتظ بالمعلومات، عن كل شيء وعن كل فرد، إلى درجة أننا بدأنا نشعر بأن هذا العالم أصبح يتقلص تحت أقدامنا، فقد تجاوزت تقنية الإنترنت عامل الزمن وواقع المكان أو الموقع في كل جانب من جوانب حياتنا البشرية، ولم تشهد الحضارة الإنسانية في تاريخها أبداً مثل هذا الترابط والانفتاح في مجال المعلومات، والعامل الأكثر إثارة وتأثيراً في الازدهار المعلوماتي الذي بدأ في القرن الماضي وأخذ يتعمق خلال هذا القرن هو عامل الإنترنت.. هذه الشبكة التي نجحت في ربط العالم بشكل غير مسبوق فأثرت بذلك في حياتنا بمختلف جوانبها واتجاهاتها، وأدت إلى تغيير أساليب حياتنا بشكل لم نكن نحسب له حساباً من قبل، ويعد حقل التعليم أحد الحقول الأكثر تأثراً بهذا التحول على الإطلاق، وفي حين تعتبر المدارس والجامعات نقطة انطلاق مثالية نحو إعداد الأجيال الشابة لمواجهة تحديات المستقبل، فإن مبادرات التعليم الإلكتروني تمثّل دليلاً على مدى جدية الهيئات المعنية في المملكة في مجال نشر الوعي التقني بين مختلف قطاعات المجتمع في المملكة.
تعريف التعليم الإلكتروني
حتى نستوعب الموضوع بشكل جيد، فالتعليم الإلكتروني هو تقديم البرامج التدريبية والتعليمية عبر وسائط إلكترونية متنوّعة تشمل الأقراص وشبكة الإنترنت بأسلوب متزامن، أو غير متزامن وباعتماد مبدأ التعلم الذاتي أو التعلم بمساعدة مدرس، أو بشكل آخر، فهو نظام تعليمي غير تقليدي يمكّن الدارس من التحصيل العلمي والاستفادة من العملية التعليمية بكافة جوانبها دون الانتقال إلى موقع الدراسة، ويمكن المحاضرين من إيصال معلومات ومناقشاته للمتلقين دون الانتقال إليهم، كما أنه يسمح للدارس أن يختار برنامجه التعليمي بما يتفق مع ظروف عمله والتدريب المناسب والمتاح لديه للتعليم دون الحاجة إلى الانقطاع عن العمل أو التخلي عن الارتباطات الاجتماعية.
توقعت دراسة حديثة نُشرت مؤخراً، أن يتزايد حجم سوق التعليم الإلكتروني في المملكة بحلول العام 2008م. ويُعزى هذا النمو المطرد إلى تبني المملكة، التي تخصص جانباً كبيراً من ميزانيتها لقطاع التعليم والتدريب المهني، للعديد من المبادرات الطموحة التي ستجعل منها أحد أكبر أسواق التعليم الإلكتروني في المنطقة.
وباستعراض أهداف التعليم الإلكتروني نجد أنها تدور حول: سد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض المجالات، كما يعمل على تلاشي ضعف الإمكانات، جعل التدريب أكثر مرونة وتحريره من القيود المعقدة، حيث تتم الدراسة دون وجود عوائق زمانية ومكانية كالاضطرار إلى السفر لمراكز الجامعات ومعاهد التدريب، تحقيق العدالة في فرص التدريب، وجعل التدريب حقاً مشاعاً للجميع، خفض كلفة التدريب وجعله في متناول كل فرد من أفراد المجتمع بما يتناسب وقدراته ويتماشى مع استعداداته، الإسهام في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع، العمل على التدريب والتعليم المستمر. العمل على توفير مصادر تعليمية متنوّعة ومتعددة مما يساعد على تقليل الفروق الفردية بين المتدربين، وذلك من خلال دعم المؤسسات التدريبية بوسائط وتقنيات تعليم متنوّعة وتفاعلية.
هناك بعض المؤسسات التعليمية في المملكة تقدم خدمات التعليم الإلكتروني بشكل متكامل وللوقوف على هذه التجربة نستعرض فيما يلي بعضاً منها:
جامعة الملك عبدالعزيز
تعتزم جامعة الملك عبد العزيز بجدة ممثلة بعمادة التعليم عن بعد توفير أحدث نظم إدارة التعليم الإلكترونية عن بعد LMS Learning Management System . ومن وظائف هذا النظام تقديم المادة العلمية للطالب عن طريق الإنترنت، وتقديم المحاضرات عن بعد بوساطة الفصول الإلكترونية، والنقاش عن بعد بين الأستاذ والطلاب، وتنفيذ منتدى النقاش الإلكتروني بين الطلاب وتوزيع الواجبات واستلام الحلول، وتقديم الاختبارات عن بعد سواء للتجريب أو للاختبار الفعلي بعد توافر الضمانات لسلامة العملية، وكذلك فإن بإمكان الطلاب تقديم العروض عن المشاريع والأبحاث التي يقومون بتنفيذها عن بعد بحضور أستاذ المادة والطلاب، وللراغبين الحصول على معلومات تفصيلية عن طريق عمل النظام يمكنهم تحميل مادة توضيحية من موقع العمادة على شبكة الإنترنت. (المصدر: موقع عمادة التعليم عن بعد في جامعة الملك عبد العزيز على الإنترنت: http://emes.kau.edu.sa/ddlcourses
جامعة المدينة العالمية
تعتبر جامعة المدينة العالمية وموقعها المدينة المنورة مؤسسة تعليمية تربوية، غير ربحية (تحت التأسيس)، تعنى بتدريس العلوم المختلفة، عبر الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)، ويتولى الإشراف عليها نخبة من الأساتذة المختصين في شتى العلوم، وإن هذه الجامعة في ظل ما توصلت إليه التقنيات الحديثة من تطور غير مسبوق في شتى مجالات الحياة وبخاصة في مجال الحاسوب فإنها أخذت على عاتقها مسؤولية الإفادة من تلك التقنيات وتسخيرها في مجال التعليم عن بعد، في نظام تعليمي يواكب التطورات في مجال تقنية نقل المعلومات، ومن مميزاتها أيضاً، عدم ارتباط القبول بحدود جغرافية بحيث يتمكن الطالب من الالتحاق بهذه الجامعة من أي بلد كان، بالإضافة إلى عدم التقيد بزمن محدد لاستماع المحاضرات، مع التسهيل الكبير في شروط الالتحاق وتوفير الكثير من النفقات المالية على الدارس.
ولتلقي الدروس بهذه الجامعة: يتعين على الطالب الاستماع لكامل المحاضرة بشكل جيد ودقيق، وبشكل متسلسل محاضرة بعد أخرى حتى اكتمال جميع محاضرات المادة. بإمكان الطالب السؤال أو الاستفسار عن الأمور التي تشكل عليه عن طريق نافذة الأسئلة والاستفسارات، حيث يُتاح له سؤال أستاذ المادة عما أشكل عليه، وذلك بوساطة البريد المحدد لأستاذ المادة، وسيتولى أستاذ المادة أو أحد مساعديه الإجابة عن ذلك السؤال ومن ثم تعميم الإجابة على جميع الطلبة المسجلين في المادة، ويجب على الطالب دخول امتحان تم وضعه عند كل محاضرة، ويتم الدخول لمرة واحدة لذلك الامتحان، على أن تتم الإجابة عن الأسئلة خلال الوقت المحدد.
كما تعمل الجامعة على توفير مكتبة رقمية إلكترونية تحتوي على المراجع والمصادر اللازمة في جميع الفنون الشرعية والعلوم المساندة لها، بحيث يتمكن الطالب من خلالها من الاطلاع على المؤلفات المدونة في العلوم التي يدرسها بكل يسر وسهولة. موقع الجامعة على الإنترنت: www.mediu.org
مدارس الشيخ عبد الرحمن فقيه النموذجية
تعتبر مدارس الشيخ عبد الرحمن فقيه بمكة المكرمة مدارس نموذجية إلكترونية تهدف إلى تخريج جيل متسلح بسلاح العلم والتقنية ليستطيع التفاعل مع عالم اصبحت التقنية جزءاً لا يتجزأ منه، وقد روعي في تصميم المدارس أن تكون شاملة غنية يستطيع الطالب التزوّد فيها بشتى وسائل المعرفة والمعلوماتية من أجهزة حاسوبية، وبرامج مفيدة، ومناهج إلكترونية، ومعامل حديثة، ومكتبة إلكترونية مزوّدة بكتب إلكترونية وترتبط بالشبكة الدولية (الإنترنت) للاطلاع على كل ما هو جديد ومفيد.
ويمكن تلخيص أهداف المدرسة الإلكترونية في: التحرر من تقليدية التعليم من حيث الطرق والوسائل التعليمية والأنشطة التربوية، وتنمية مهارات وقدرات الطلاب وبناء شخصياتهم ليصبحوا قادرين على التفاعل مع دينهم ومجتمعهم بعيداً عن أساليب التلقين المباشر، وتحقيق التواصل بين الطالب والمعلم وفق أحدث أساليب الاتصال والتقنية. إعداد جيل قادر على التعامل مع متطلبات العمل في العصر الحديث من تطبيقات التقنية الحديثة في شتى المجالات، وقد تم تجهيز المدرسة بحيث تتم جميع معاملاتها الكترونياً سواء على المستوى التعليمي أو الإداري، وفيما يلي بعض من أهم المزايا التي سيستفيد منها الطالب أو المعلم أو ولي الأمر:
1- الدخول إلى شبكة (الإنترانت - الاكسترانت) الخاصة بالمدرسة من أي مكان سواء أكان داخل المملكة أم خارجها، واستعراض الواجبات المكلف بها الطالب وحلها وإرسالها للمعلم لتصحيحها.
2- التواصل مع المعلمين لطرح الأسئلة والاستفسارات.
3- الدخول في نقاشات مع المعلمين والطلاب من خلال برنامج المحادثة الحيَّة الخاص بالمدارس.
4- مشاهدة الحصص اليومية كاملة (مسجلة)، وبإمكان ولي الأمر الدخول إلى موقع المدارس ومشاهدة الحصص التي حضرها ابنه مسجلة في نفس اليوم، (وسيكون بإمكانهم مشاهدة الحصة في نفس اللحظة في المرحلة القادمة).
5- الدخول إلى برنامج المكتبة على موقع المدارس والبحث عن الكتب أو المواد واستعراضها وطلب الاستعارة أو مشاهدة الملف وتشغيله إذا كان عبارة عن صورة أو ملف فيديو.
6- يستطيع ولي الأمر الدخول إلى البرنامج المالي واستعراض كشف الحساب الخاص بابنه (وسيتم في مرحلة لاحقة منح كل طالب بطاقة تشبه بطاقة الصراف يمكن عن طريقها الشراء من المقصف المدرسي والخصم من رصيده).
7- التواصل مع أولياء الأمور عن طريق البريد الإلكتروني ورسائل الجوال عن طريق برامج مخصصة لذلك.
8- لكل طالب بريد إلكتروني خاص به، ورقم فاكس إلكتروني، ويمكنه إرسال الفاكسات عن طريق موقع المدارس واستقبالها.
9- جميع الاتصالات الهاتفية أو رسائل الجوال أو رسائل البريد الإلكتروني التي تتم بين الطلاب أو الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور يتم تسجيلها وتوثيقها في برنامج مخصص لإدارة العلاقات.
موقع المدارس على شبكة الإنترنت http://a.jgedu.gov.sa/Index.aspx
تعتبر الإنترنت وليدة التطور التقني الحالي، وهي وسيلة الربط الأكثر تطوراً التي عرفها الإنسان على الإطلاق، وبفضلها أصبح العالم أشبه بالقرية الصغيرة، ويظن الكثير من الناس أن المقصود بالتعلم الإلكتروني هو تعليم الناس عن بعد ولكن التعلم الإلكتروني في حقيقة الأمر هو عبارة عن وسيلة تتيح للناس التعلم دون الحاجة إلى التواجد داخل قاعات الدراسة مهما تباعدت مسافاتهم، وبجانب رفضه اجتماعياً يواجه التعليم الإلكتروني بهذه الصفة العديد من العقبات تتمثّل ببساطة في تخوف الناس من أن يفقد التعليم بشكله التقليدي جوهره وسماته المميزة باعتبار أن التعليم الإلكتروني يستصحب معه مفاهيم مختلفة عن التعلم، كما أن التعليم الإلكتروني في المملكة ما زال في بداية الطريق على الرغم عن المحاولات الجادة التي تبذلها بعض الجهات التعليمية.
.....
الرجوع
.....
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|