المنتديات الالكترونية.. ساحة للحوار أم لنشر الدمار؟! صفحات الإعلام المقروء بعيدة عن أعين الرقابة * إعداد: محمد شاهين:
|
لا تبدو ظاهرة المنتديات الإلكترونية والمواقع الحوارية في حد ذاتها جديدة على مجتمع الإنترنت ، ولكن ما يدعونا للحديث عنها هو ترديد ذكرها وصداها في أوساط الشباب من مستخدمي الإنترنت وغيرهم ممن ينظرون للإنترنت على أنه أداة من أدوات الترفيه ليس إلا.
وما يدعو لمناقشة الظاهرة أيضاً ما تتركه هذه المنتديات من أثر على المجتمع وعلى الشباب بل وعلى الحياة الاجتماعية والفكرية بشكل عام.
قبل فترة من الزمن كان الحديث محدوداً عن تلك القناة المفتوحة التي تمد المستخدمين بكل المعلومات بكافة تخصصاتها ومجالاتها.
وكانت تلك المعلومات متاحة للجميع عن طريق المواقع المتخصصة والتي تقدم معلومات موثقة إلى حد كبير ومؤكدة حتى يتسنى للمتصفح الاطلاع عليها والاستفادة منها.
بعد ذلك انتشر التعامل مع الشبكة في العالم ككل بما فيه العالم العربي بالطبع، ذلك الانتشار كان في بادئ الأمر مقصوراً على المحترفين والمثقفين والمتخصصين في مجالات العلوم الذين يجدون في تلك الشبكة مكتبة كبيرة تضم كافة المعلومات التي يحتاجون إليها.
ومع مرور الوقت بدأت الشبكة في تغيير طابعها آخذة بعين الاعتبار بل ومتجهة نحو الجوانب الترفيهية والأمور الحياتية الهامشية بشكل ملحوظ.
حيث بدأنا نشاهد مواقع على شبكة الإنترنت تختص بالبيع والشراء والجوانب التسويقية الأخرى، بالإضافة إلى المواقع الترفيهية ومواقع المسابقات وغير ذلك.
ساعد على ذلك قدرة الإنترنت على دخول البيوت بكل سهولة وبأقل التكاليف.
لا تبدو ظاهرة المنتديات الإلكترونية والمواقع الحوارية في حد ذاتها جديدة على مجتمع الإنترنت ، ولكن ما يدعونا للحديث عنها هو ترديد ذكرها وصداها في أوساط الشباب من مستخدمي الإنترنت وغيرهم ممن ينظرون للإنترنت على أنه أداة من أدوات الترفيه ليس إلا.
وما يدعو لمناقشة الظاهرة أيضاً ما تتركه هذه المنتديات من أثر على المجتمع وعلى الشباب بل وعلى الحياة الاجتماعية والفكرية بشكل عام.
قبل فترة من الزمن كان الحديث محدوداً عن تلك القناة المفتوحة التي تمد المستخدمين بكل المعلومات بكافة تخصصاتها ومجالاتها.
وكانت تلك المعلومات متاحة للجميع عن طريق المواقع المتخصصة والتي تقدم معلومات موثقة إلى حد كبير ومؤكدة حتى يتسنى للمتصفح الاطلاع عليها والاستفادة منها.
بعد ذلك انتشر التعامل مع الشبكة في العالم ككل بما فيه العالم العربي بالطبع، ذلك الانتشار كان في بادئ الأمر مقصوراً على المحترفين والمثقفين والمتخصصين في مجالات العلوم الذين يجدون في تلك الشبكة مكتبة كبيرة تضم كافة المعلومات التي يحتاجون إليها.
ومع مرور الوقت بدأت الشبكة في تغيير طابعها آخذة بعين الاعتبار بل ومتجهة نحو الجوانب الترفيهية والأمور الحياتية الهامشية بشكل ملحوظ.
حيث بدأنا نشاهد مواقع على شبكة الإنترنت تختص بالبيع والشراء والجوانب التسويقية الأخرى، بالإضافة إلى المواقع الترفيهية ومواقع المسابقات وغير ذلك.
ساعد على ذلك قدرة الإنترنت على دخول البيوت بكل سهولة وبأقل التكاليف.
المواقع الحوارية
ومن بين المواقع التي بدأنا نسمع عنها مؤخراً المواقع الحوارية والتفاعلية بين المستخدمين في كل مكان ومن كل البلدان وأحياناً في نفس الوقت، يلتقون فيها ويدلي كل منهم بدلوه، ويعرض كل بضاعته للآخر. فهي حقيقة أشبه بالسوق الذي يدخل فيه كل الناس باختلاف هوياتهم وأهوائهم ودياناتهم وعقولهم ونواياهم أيضاً. وربما يأتي موضوع اليوم حول هذه النوعية بالذات وما جلبته إلينا من فوائد ومساوي. لقد قرأنا وسمعنا كثيراً عن برامج الحوارات التفاعلية أو ما يسمى بالـ (CHAT)، وبينما لا يزال الكثير يموج في بحوره، نجد آخرين قد انصرفوا إلى نوع جديد من الحوارات والندوات وهي برامج المنتديات، تلك البرامج التي تحمل بين روابطها الكثير من المشكلات والقضايا إلى جانب بعض الفوائد.
المواقع الشخصية والمنتديات
مع زيادة ارتباط المجتمع بالإنترنت وزيادة المعرفة والدراية بإمكانياته بدأ يظهر على صفحات الإنترنت ما يسمى بالمواقع الشخصية وهي تلك المواقع التي ينشئها أفراد ربما ينتمون لشركات أو بهدف تسويق منتجاتهم الخاصة أو حتى أفكارهم الخاصة. ويبدو أن المشكلة قد انطلقت من هنا، حيث أصبح بإمكان أي شخص وبمقومات مادية قليلة أن يمتلك مساحة خاصة به على شبكة الإنترنت يزودها بما يشاء من أفكار ومواد وما إلى ذلك. كما يمكن لهذه المساحة الخاصة أن تتحول لبرامج المنتديات الحوارية. وتتلخص فكرة المنتدى في كونه موقعا لتبادل الرسائل والحوارات بين المشتركين في هذا المنتدى، وعادة ما تقسم هذه المنتديات إلى عدة أقسام بهدف تصنيف المجالات التي يدور فيها الحوار. وكثيراً ما اشتهرت هذه المنتديات باحتوائها على أقسام تخصص لمجال الكمبيوتر والمعلومات والتقنيات بحيث تحوي موضوعات متنوعة عن البرامج الجديدة والأجهزة وشرح طريقة تشغيلها، وكل هذه الموضوعات مما جادت به قريحة المشتركين في المنتدى ومن خبراتهم التي مروا بها في تعاملهم مع تلك البرامج. فهي في النهاية من المستخدمين وإليهم عبر هذه القناة الجديدة تحل مشاكلهم وتطلعهم على ما هو جديد دائماً حتى المشكلات التي قد تظهر على الشبكة العنكبوتية من فيروسات أو إخفاقات في أحد المواقع الشهيرة مثلاً وطريقة تجنبها أو التغلب عليها. وإنصافاً لهذه الظاهرة يجب أن نذكر أن كثيراً من شبابنا قد تعرف على الكثير من البرامج والأجهزة بفضل هذه المنتديات، فإننا نجد بعض المواقع تعرض شروحا لبعض البرامج الصعبة وكيفية التعامل معها والاستفادة منها، لدرجة أن بعض المستخدمين قد أصبحوا محترفين في مجالاتهم بل ونجدهم قد بدؤوا يعملون بما يدر عليهم الربح الكثير، كل ذلك بفضل هذه المواقع.
فلا يجب أن ننسى أن العمل من خلال الشبكة العنكبوتية وعن طريقها يعد من الطرق الحديثة للحصول على الكسب المادي والذي فرضته تقنيات العصر الحديث. ولعل هذا في حد ذاته يعتبر أمراً مفيداً خاصة إذا نظرنا إلى رفع مستوى الثقافة الإلكترونية وزيادة المستوى المعرفي حول مجال التقنيات والمعلومات بشكل عام.
الروح التنافسية
لقد أصبحت هناك شريحة كبيرة من المجتمع تنتمي لمثل هذه المواقع لكي تستفيد منها، والأكثر من ذلك أن هناك روحا تنافسية بدأت تظهر بين فئات متنوعة من المجتمع تسعى هي الأخرى إلى تغذية المنتديات بما لديها من خبرات ومعلومات مما يثري الوسط بما يعود بالنفع على كافة المستخدمين. وهناك مشكلة حول هذه القضية لا يجب أن ننساها وهي أنه بالإضافة إلى شرح البرامج وتقريبها إلى عقول المستخدمين نجد أن المسألة قد امتدت إلى أبعد من ذلك وهو وضع الروابط (Links) لتحميل نسخ من البرامج أيضاً وطبعاً يمكن لأي متصفح للموقع أن يحصل على نسخة من البرنامج. وهكذا تدخل المسألة في مجال حقوق البيع والشراء وحقوق الملكية الفكرية وهنا تظهر واحدة من علامات الاستفهام الكبيرة والكثيرة التي نجدها عند مناقشة هذا الموضوع. وما يؤكد ذلك هو أن أصحاب البرامج يتداولون عبر هذه المساحة الأرقام السرية للبرامج وأرقام التشفير (Crack) والتي لا يحصل عليها غير من قام بشرائها بصورة سليمة. كما يذهب البعض إلى تحديد رسوم للاشتراك في موقعه إذا شعر أن ذلك الموقع عليه كثير من الإقبال.
الخبرة والاستخدام السيئ
الحقيقة أن استخدامات هذه المنتديات متعددة بشكل كبير ولعل إتاحة المجال لكافة أنواع المستخدمين للتعامل مع هذا الوسط يعتبر سلاحاً ذا حدين، ذلك أن المستخدمين يختلفون ما بين مثقف وشخص عادي كما يختلفون في طريقة تفكيرهم ما بين تفكير مثمر وغير مثمر. إنه اختلاف الخير والشر في نهاية الأمر. كما إنه اختلاف نلاحظه، بل وتناولناه كثيراً، وهو أن التكنولوجيا مثلها في ذلك مثل كافة الأشياء تبقى في النهاية مجرد أداة يمكن لنا أن نحسن أو نسيء استخدامها. ويمكن للمتتبع لهذه المواقع أن يجد الكثير من مظاهر الاستخدام السيئ ظاهراً وسهلاً ومتاحاً، ذلك إلى جانب مظاهر الاستخدامات الحسنة والمفيدة. ولكن ما يلفت النظر هنا ليس فقط تعدي المحظور رقابياً رغم خطورته وأضراره، ولكن الأكبر من هذا هو اختراق بعض الأنظمة التي تعمل على ترتيب وتسيير طريقة التعامل مع الشبكة بطريقة أو بأخرى. ولنأخذ مثالاً على ذلك وهو ما يسمى بالوكيل أو الشفرة أو البروكسي (Proxy) والذي عن طريقه يتم الاتصال بالشبكة العالمية. ازدادت منذ فترة كبيرة مسألة تداول هذه الشفرات بين رواد المواقع وبين الشباب عموماً، كما أصبحت هناك مواقع كثيرة محلية وأجنبية تنشر على صفحاتها مثل هذه الشفرات لكي يتناولها الشباب مما يتيح لهم تصفح الإنترنت دون قيد أو شرط. وعليه فإن أي مشترك في المنتديات يمكنه وبسهولة توزيع هذه الشفرات أو الحصول عليها دون أية مشكلة.والنتيجة معروفة سلفاًومثلما يحاول أصحاب الخبرات في البرامج نقل هذه الخبرة لكافة المستخدمين وتعليمهم بما يعود عليهم بالنفع نجد أن هناك أصحاب خبرات أيضاً ولكن من نوع مختلف ينقلون خبراتهم وطرقهم التي تساعدهم على التغلب أو التسلل من فوق أسوار الرقابة إلى المستخدمين أيضاً.
المجموعات البريدية
تأتي فكرة المجموعات البريدية كوجه آخر لنفس العملة التي نحن بصددها الآن وهي المنتديات. والمجموعات البريدية هي فكرة متاحة على شبكة الإنترنت تقدمها بعض المواقع الشهيرة وتهدف لتداول الرسائل فيما بين المشتركين في نفس المجموعة على الإنترنت بحيث تصل إلى المستخدم عن طريق بريده الإلكتروني كافة المعلومات والرسائل التي يريد مسئولو المجموعة إيصالها إلى باقي المستخدمين وطبعاً في كثير من الأحيان يمكن أن تبث مختلف المواد المحملة بالأفكار السيئة داخل هذه الرسائل، حتى المواد المخلة بالآداب، لدرجة أن البعض يعتبرها مصدراً أساسياً للحصول على مثل تلك المواد في ظل سيطرة الرقابة على بعض المواقع. وبعيداً عن مثل هذه المواد المخلة بالآداب هناك مالا يقل خطراً عن ذلك وهو ما تبثه تلك المجموعات والمنتديات من أفكار خاطئة ومعتقدات يمكن أن تنحرف بفكر المستخدمين لها دون أن يشعروا، خاصة إذا كانوا لا يتمتعون بعقلية واعية مثقفة يمكنها أن تناقش بوعي ما يتلى عليها من خلال هذه القنوات. كلنا نعلم أن هناك أعداء كثيرين للإسلام والمسلمين يحاولون أن ينالوا منا، ولذلك كان الخوف من أن تحمل مثل هذه القنوات ما يسيء لنا ولديننا سواء من الداخل أو الخارج.
دور الرقيب
والحقيقة أن هناك من أصحاب المنتديات من يهدفون من خلال مواقعهم إلى تقديم خدمات مفيده. إلا أن أصحاب تلك المنتديات أنفسهم قد فوجئوا في كثير من الأحيان بأعضاء ينتسبون إلى هذه المنتديات وينخرون فيها كالسوس من الداخل لمجرد أنه من أعضاء المنتدى. وإذا كان كل صاحب منتدى يتمتع بالحق الكامل بطرح أفكاره وتصوراته من خلال القناة التي خصصها لنفسه، فلا بد أن يظهر سؤال مهم لا يجب أن نتعداه دون حوار. والسؤال بسيط: (من أنت يا من تكتب؟) إن المرتاد لهذه المنتديات الإلكترونية سيلاحظ الكثير من الكتاب والأسماء والاستعارات والمقالات التي تزدحم بها الصفحات، ولكنه في نفس الوقت لن يتمكن من التوصل إلى واحد من كتاب هذه المقالات وواضعي تلك الأفكار، أو بالأحرى فإن أكثر ما يمكنه التوصل إليه هو بعض الأسماء المستعارة التي يكتب تحتها هذا الكاتب أو ذاك دون أن يكشف لنا عن نفسه أو هويته. عودتنا صحافتنا والصحافةفي العالم أجمع أن يقرأ المرء الجريدة لأن هناك مقالاًللكاتب الفلاني يريد ان يطلع عليه أو ان شخصاً اقتنى الكتاب الفلاني أو المجلة الفلانية لأنها تضم كتّاباً معروفين ومشهورين. إن ما نحتاج إليه بالفعل هو نوع من الرقابة على هذه القنوات لفلترة ما يبث للمجتمع من أفكار مختلطة ومبهمة ومغيبة في بعض الأحيان. والأغرب من هذا كله أن بعض الكتاب يعتبرون الكتابة عن طريق المنتديات أسلوباً للوصول إلى الشهرة وتحقيق سمعة جيدة في وسط المثقفين ومجتمع الكتاب المشهورين. ولا أتصور أن كاتباً يمكنه أن يعيش تحت اسم مستعار حتى إن القارئ لا يمكنه من معرفة ما إذا كان رجلاً أم امرأة صغيراً أم كبيراً شاباً أم كهلاً.
اختلاط الحابل بالنابل
ومع ذلك هناك من كتاب المنتديات من يقدم الكثير من المعلومات المفيدة والجديدة أيضاً، ومن الممكن أن يكون سبقاً مهماً يحسب لصاحبه بلغة عالم الصحافة، ومنهم من يستغل منصبه أو موقعه في إحدى الجهات المسؤولة حتى يستقي منها المعلومات والأخبار ويثري بها المنتدى الذي ينتمي إليه، إلا أن مسألة التوثيق للأخبار تبقى العائق الأكبر في طريق تصديق القارئ لما يقدمه الكاتب من أخبار، فهو لم يكشف عن هويته في النهاية. من ناحية أخرى أتاحت هذه الفرصة لتناقل الأخبار مساحة ليست بالهينة لبعض ضعاف النفوس ومحبي ترويج الشائعات لتناقل الكثير من الإشاعات والأخبار الاجتماعية المكذوبة وغير الدقيقة والتي تتحلى بالعبارات الرنانة والمانشتات المدوية التي تندرج تحت ما يسمى الصحافة الصفراء. وكلنا نعلم ما تحمله لنا هذه الصحف من الإشاعات والأخبار المكذوبة أو الأخبار التي تتحلى بالقليل من الصحة وذات التوجهات المخالفة. إن التأكد من هوية الكاتب أمر مهم وجوهري حتى يتسنى لنا معرفة هوية من يغذي أفكارنا ومن يهدمها، فحتى الكتابة في الدين لا يجب أن تقبل من أي شخص إلا أن نعرف توجهاته الفكرية.
المنتديات والجريمة
فبالإضافة إلى أن هناك من المنتديات من يهتم بالمحافظة على الإسلام والتوعية به كدين سماحة وتعقل، نجد بعض المنتديات الأخرى، والتي تُعرف بين المستخدمين على أنها مواقع إسلامية مع الأسف، تنشر فوق صفحاتها ومن خلال كتابها الفكر المنحرف الهدام. بل وتنشر توثيقا للأعمال الإرهابية من مواد مصورة وصوتية مسجلة بأصوات المجرمين من دعاة الفكر المنحل. وبعد ذلك تنتشر هذه المواد عبر ساحات الإنترنت الحوارية حيث تناقش من قبل مشاهديها الذين تعجبهم تارة ويبغضونها تارة مثلما حدث مع مسلسل قتل الرهائن في العراق. من ناحية أخرى يستغل بعض الكتاب هذه الساحات فرصة للتعبير عن آرائهم الشخصية وغير المعتدلة في كثير من الأحيان . وعندما تتطور هذه المشكلة وتنتشر بين الرواد يتحول الأمر إلى مجرد سباب وشتائم وفي بعض الأحيان تحقير للآخر بطريقة لا ترقى للحوار المنطقي الواعي والمثمر.
جرائم صغرى
ليس القصد أنها جرائم غير ذات أهمية كبيرة ، لكن المسألة ليست بذلك القدر من الخطر الذي يضر بالمجتمع ككل، غير أنها قد تلحق الضرر الكبير على المستوى الاجتماعي بالأخص حيث يتسبب كثير من المنتديات إما بترويج الإشاعات والأخبار المكذوبة، وإما بالتشهير بشخص معين بقصد الإساءة إليه، المهم أن أخبار التشهير والتعرض للشخصيات العامة والمعروفة قد أصبحت من سمات المنتديات في أغلبها. وقد تحمل هذه الصفحات بين طياتها بعض الحقائق أيضاً، وهو ما يكسبها المصداقية لدى متصفحيها إلى حد ما، ولكن حتى وإن كان ما تتناقله من أخبار، مثل بعض أخبار الجرائم والحوادث التي تطفو على سطح المجتمع أحياناً، فإننا نرى إبرازاً لها وتضخيماً لأحداثها يجعلها تعلق في الأذهان حتى يهلك أصحابها في بحر الأضواء التي تُسلط على خصوصياتهم. ولا يمكن للبعض أن يعتبر النشر والحديث عن واقعة ما من حقه ككاتب طالما أن المسألة حدثت بالفعل حيث إن هناك فرقا بين تقرير واقع والتشدق به من خلال القنوات الناشرة ليجذب به مزيداً من القراء لموقعه أو منتداه، ناهيك عن أن هذه القناة لم تندرج بعد تحت تصنيف القنوات الإعلامية أو الصحفية المعتمدة والمعروفة.
أسئلة الامتحانات
في نهاية العام الدراسي الأخير فاجأني أحد الأصدقاء بطلبه أن أساعده في الحصول على أسئلة الامتحانات من (على الإنترنت) على حد قوله، كما أضاف: هناك مواقع تعرض أسئلة الامتحانات يوم بيوم، ولعلمي أن هذا من ضروب المستحيل قلت له أن هذا لا يمكن أبداً لأن هذه المسائل تكون محاطة بسرية تامة وفي أيد أمينة حتى تخرج للطالب في بداية زمن الامتحان. إلا أن صديقي ذلك ذكر لي بعض المواقع التي اشتهرت في تلك الفترة بترويجها لأسئلة الامتحانات وبعد أن أنهيت حديثي معه ذهبت لأدخل على هذه المواقع لأجد فيها مفاجأة بالفعل وهي أن بعض أقسام المنتديات قد خُصصت بالفعل لعرض أسئلة الامتحانات ومعها بعض التعليقات التي يكتبها من طرح الأسئلة على الشبكة والتي تشير إلى أنها أسئلة مؤكدة ومن مصدر موثوق به وما إلى ذلك. أما المفارقة فكانت أن أحد أصحاب الأسئلة كتب عبارة مفادها أن هذه هي الأسئلة (والعهدة على الراوي). إن هذه الواقعة لا تعتبر فقط ترويجاً للشائعات بين المستخدمين لهذه المنتديات والمحافل الحوارية وإنما تعتبر أيضاً غشاً وابتزازاً للمتصفحين من الطلبة والطالبات الذين أحياناً تغريهم مثل هذه المسائل وتجعلهم يلهثون وراءها مدفوعين بخوف من الفشل أو بمحاولة للتخلص من رعب مخيم على عقولهم.
جيل بثقافة جديدة
إذا كانت مشكلة كتاب الساحات تعود في المقام الأول إلى عدم التوثيق فإن هناك مشكلة أكبر من هذا على المدى البعيد، ألا وهي مشكلة الجيل الجديد. إن انتشار هذه الظاهرة بما فيها من مخاطر سوف يكون له أكبر الأثر على الأجيال القادمة ممن هم في عمر الأطفال الآن ومن سيصبحون رجال الغد وشبابه. نعلم جيداً ما لهذا العنكبوت الطاغي وأقصد الشبكة العنكبوتية من محاسن تجذب المستخدمين لها من كافة الأعمار ومن كل الطبقات. والآن مع ظهور نوع جديدة من الثقافة ونوع جديد من الحوار هم له أقرب من نوع الحوار الذي تعودنا ونشأنا عليه سوف يكون الخطر محدقاً بالأجيال القادمة إذ سوف تؤثر فيهم مثل هذه الثقافات المفتقدة للأساس، وبالتالي لن يصبح لصياغتهم الفكرية وتكوينهم النفسي أي أساس، ففاقد الشيئ لا يعطيه في نهاية الأمر. وهنا اعتقد أنه من الواجب أن أشير إلى الحوار المنزلي بين أفراد الأسرة ولا أقول الرقابة المنزلية. فبإمكان الشاب أو الطفل في الأسرة أن يتلقى الأفكار والنقاشات عن طريق الإنترنت ولكن وجود الحوار في الأسرة يعمل عمل المرشح والمنقي لهذه الأفكار التي تلقاها الطفل فيثبِت ما يثبِت ويزيل ما يراه غير ملائم. لقد وصل العالم إلى مرحلة لا يمكننا معها أن نمنع أولادنا من مزاولة أنشطتهم الإلكترونية أو أن نحملهم على كره هذه التقنية الجديدة أو الخوف والبعد عنها، وإنما علينا أن ننشرها بينهم بأيدينا وتحت أعيننا بدلاً من أن تنتشر بينهم بالطرق الخاطئة والأساليب المنحرفة فهو في النهاية النور الجديد والذي لم يعد بإمكاننا إغلاق أعيننا عنه.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|