وسط تزايد التخزين أمر يثير الذعر في أوساط التقنيين فقدان المعلومات من الكومبيوتر
|
عندما انهار برجا نيويورك عام 2001 انهارت معهما شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، مع أن موظفيها لم يتعرضوا لأذى. لقد اختفت هذه الشركات لأن كل مستنداتها كانت مخزّنة على الكومبيوترات وسائر الوسائط الرقمية.
هذا الحادث وحوادث اخرى مشابهة دفعت بصناعة التخزين إلى دائرة الارتباك الذي ضرب أوساط مسؤولي المعلوماتية في الشركات.
وبين القلق من فقدان المعلومات والانزعاج من تكاليف التخزين العالية والتنبه لاحتمالات غزو الفيروسات، ارتفعت شكوى الخبراء والاستشاريين من الوضع الخاطئ للتخزين في العديد من المؤسسات الكبرى.
***
يُعدد الخبراء المعلوماتيون مجموعة الاسباب التي تقف خلف قلق الشركات والهواجس المعلوماتية، فيذكرون احتمالات عدم تلاؤم الاجهزة المتوافرة مع انظمة التخزين الجديدة، ومتطلبات ادارة المحتوى المتزايد في وسائط التخزين، وتكاليف الانظمة الجديدة، واحتمالات اختراقها واحتمالات تعرّض وسائط التخزين للتوقف في اوقات حرجة.
وتؤكد نتائج دراسات عديدة هذه الفرضيات وتشير إلى ان القلق المتعلق بالامن هو السبب الاكبر في الضغط على مديري تقنية المعلومات، محتلا بذلك المرتبة الاولى في لائحة مصادر القلق.
وتضيف بعض مراكز الدراسات مثلIDC ان القلق الامني هو نتيجة الموجة الجديدة من هجوم الفيروسات والتوقف عن الخدمة التي حصلت اخيرا بالاضافة إلى نمو استخدام الشبكات اللاسلكية التي تعرض الشركات لأخطار جديدة خصوصاً نتيجة نشاط قراصنة الكومبيوتر.
وفي السياق نفسه تبقى مخاوف توقف انظمة التخزين في اوقات حرجة سببا يدفع مديري التقنية في الشركات إلى السهر قبالة شاشات كومبيوتراتهم ليالي عديدة. في المقابل، فإن المشكلات المتعلقة بالموازنة تبقى سببا لاثارة قلق عدد من مديري تقنية المعلومات الذين يريدون تحقيق وضع آمن لشبكاتهم لكي لا يصلوا إلى مرحلة تصبح فيه الامور خارجة عن السيطرة. كذلك من مشكلات التخزين الحالية التي تسبب القلق ارتفاع حجم البيانات والضغوط المتعلقة بالالتزام بالتشريعات والقوانين المحلية.
أما حاليا فإن القلق المترافق مع تخفيض تكاليف التخزين قد بدأ الزوال نتيجة انخفاض اسعار العديد من المنتجات المعنية.
على مستوى الافراد الهواجس التي يثيرها مديرو الاقسام التقنية لم تصل بعد إلى المستخدمين الافراد في المنازل مع ان الوضع ليس مطمئنا على الاطلاق.
وهذا الوضع يعتبر مستجدا لان العقد الماضي لم يعرف على المستوى المعلوماتي وسائط تخزين تتخطى قدرتها 20 جيغابايت، اما حاليا فتصل قدرة تخزين الكومبيوترات المنزلية إلى نحو 100 جيغابايت. وتخزين اعلى يعني بطبيعة الحال اخطارا اكثر. وتزايد فقدان المعلومات سيؤدي منطقيا إلى ارتفاع نسبة القلق لدى المستخدمين خصوصا مع ارتفاع متطلبات التخزين نتيجة انتشار ملفات الوسائط المتعددة مثل الفيديو الرقمي والاغاني الرقمية والصور وغيرها.
لكن هذه الصورة المتشائمة لا تمثل المشهد الكامل لقطاع التخزين في العالم لأن تطور تكنولوجيا المعلومات يعد بظهور ادوات تخزين اكثر امنا.
ولذا، الابواب تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|