قدر لي الاطلاع على الفعالية التي أقيمت مؤخراً في جامعة الملك سعود، والتي أطلقها معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان لصالح تطوير موقع الجامعة. لقد كان توجيه معاليه بإقامة مسابقة عامة ذات جوائز مالية قيمة ذا أبعاد عدة يعكس مدى ثقافته واستيعابه لأهمية إظهار الموقع بشكل يليق بجامعة سعودية بوجه العموم وبجامعة الملك سعود بشكل خاص، كما يشجع على العمل التقني الشخصي والجماعي لتكون النتائج من عمل منسوبي الجامعة دون تدخل خارجي صريح لتدور الدائرة وتعود الفائدة في النهاية إلى منسوبيها، سواء من الناحية العملية أو المادية.
المتصفح لموقع الجامعة اليوم يرى مدى التطور الكبير الذي طرأ عليه؛ فقد تحول من صورته النمطية التي تغلب على مواقع الجامعات السعودية إلى موقع ذي صفحة رئيسية متناسقة ومبوبة بشكل يتناغم مع حركة العين واليد في التصفح، كما أن الدرجات اللونية تظهر ذائقة راقية وسلسلة. ولم يقتصر التنافس على كليات الجامعة فقط بل يشمل كل أقسامه وتضاف إلى ذلك صفحات أعضاء هيئة التدريس الخاصة.
يتضح مدى جدية المسابقة في قيمة الجوائز التي بلغ أعلاها نصف مليون ريال كجائزة أولى لأفضل موقع لكلية منتسبة. ولهذا يمكننا أن نلمس مدى الجدية المعاكسة لكل جهة تتطلع إلى الفوز بتلك الجوائز في وقت ما زالت ترقد فيه بعض الجامعات في سبات عميق وتحمل في صفحاتها جداول الأعوام الماضية دون تحديث.
من الضروري إدراك أن المواقع الإلكترونية للجهات الحكومية والخاصة لم تعد تمثل دورها القديم في كونها ملحقات كمالية لا تؤدي دوراً مهماً؛ لأن العالم الآن لا يتحدث إلا بلغة رقمية لابد من تعلمها بسرعة في محاولة للحاق بالركب!
