رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) لمؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني الذي تنظمه رئاسة الاستخبارات العامة تؤكد إدراك القيادة في بلادنا للدور المهم الذي تلعبه تقنية المعلومات في تعزيز الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي واستشرافها لحتمية تطويع تلك التقنية كأحد المتطلبات الرئيسة للتطور والنمو والازدهار لأي دولة.
وتواجد مثل هذه النخبة المميزة من العلماء والباحثين في مجال تقنية المعلومات من داخل المملكة وخارجها في هذا المؤتمر يضفي عليه صبغة عالمية وسيحقق -بمشيئة الله- فوائد جمة من تبادل الأفكار والخبرات والرؤى بين العاملين في هذا المجال التقني.
ولا بد من الإشارة هنا إلى الكلمة الوافية التي وجهها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة للصحفيين بمناسبة تدشين موقع مؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني على شبكة الإنترنت؛ حيث أكد أن تقنية المعلومات أصبحت (تمثل عصب الحياة في المجتمعات المعاصرة، ويجب أن تستخدم لسعادة البشرية ورفاهيتها)، فمثل هذا التصريح يثلج صدور كافة العاملين في حقل تقنية المعلومات في بلادنا، ويوضح -بما لا يدع مجالاً للشك- أن المملكة لم ولن تدخر جهداً لمواكبة ركب التطور المعلوماتي والتقني، وفي نفس الوقت يلقي على كاهل العاملين في حقل المعلوماتية بالمملكة عبئاً كبيراً لمضاعفة الجهد وضرورة الأخذ بالتطورات السريعة والمتلاحقة في هذا المجال ومحاولة توظيفها بما يخدم الصالح العام.
ولقد عادت بي الذاكرة مع استضافة الاستخبارات العامة لهذا المؤتمر إلى صورة احتضان الحرس الوطني قبل نحو عشرين عاماً لمهرجان الجنادرية الذي أصبح من المناسبات الوطنية التي نترقبها كل عام بشوق ولهفة، واكتسب شهرة عربية وعالمية.
ونأمل أن نرى الشيء نفسه مع مؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني بأن يصبح حدثاً عالمياً للتحاور وتلاقح الأفكار والرؤى فيما يتعلق بعالم المعلوماتية الواسع؛ فالمملكة بالنظر إلى مكانتها الدينية والاقتصادية والسياسية في حاجة -ربما أكثر من غيرها- إلى توظيف تقنية المعلومات والاتصالات لخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين من ضيوف الرحمن وغيرهم من الزائرين والباحثين عن فرص عمل، والذين يفدون إليها باستمرار، وبالتأكيد فإن استخدام التقنية في هذا المجال سوف يجعل أمر خدمة ومتابعة زوار بيت الله وغيرهم من الزائرين أكثر سهولة.
وأقسام الحاسب الآلي ومراكز المعلومات التي انتشرت في كافة أرجاء المملكة سواء في الوزارات والمطارات والمدارس والمستشفيات.. الخ، تعمل بمثابة الجهاز العصبي في الجسم، وأي خلل أو عطل يصيبها سيؤدي إلى تعطل الجسد عن أداء وظائفه، ومثل هذا المؤتمر سيفيد بالتأكيد كافة تلك الجهات للتعرف على أحدث ما توصلت إليه تقنية المعلومات في الدول المتطورة والاستفادة منها لرفد حركة التطور والنمو التي تشهدها المملكة.
ويتطلع العاملون في مجال تقنية المعلومات إلى أن يتم تنظيم مثل هذا المؤتمر العالمي المهم لتقنية المعلومات بشكل سنوي، وأن تنبثق عنه لجان متخصصة تسبر وتتابع تنفيذ ما يخرج عنه من نتائج ومقترحات وتوصيات بما يخدم بلادنا ويسهم في تطورها.