تمثل تقنية المعلومات والأمن السياسي محورا مهما ضمن برامج وفعاليات المؤتمر، وفي هذا الإطار، أعدت الأميرة موضي عبد الله آل سعود أخصائية معلومات مركز الأبحاث الوطني. وأ. موضي عبد المحسن الخميس باحثة في مركز الأبحاث الوطني، ورقة عمل مشتركة، تحدثت عن الثورة المعلوماتية التي أعقبت الحرب الباردة، وجاء في الورقة: أن تلك الثورة أدت إلى ظهور مفاهيم سياسية وتطورات اقتصادية واجتماعية وقضايا حديثة بالغة الأثر في حياة الإنسان والأمم مثل النظام العالمي الجديد، العولمة، المحلية، التحول إلى اقتصاد الخدمات والسوق العالمية الواحدة، واتفاقية التجارة العالمية، والصراع بين الحضارات، والحرب المعلوماتية والإعلامية، بالإضافة إلى حرب السيطرة، كما أن تطور استخدام الحاسب الآلي أدى إلى ظهور تقنيات حديثة قادرة على تخزين المعلومات بقدرات فائقة وسرعات عالية سواء في الإدخال أو المعالجة أو الاسترجاع، وما يتبع ذلك من وقوع تلك التقنيات في متناول جميع أفراد المجتمع، والمخاطر والتحديات التي تواجه أمن تلك المعلومات في هذا المجال ولاسيما حينما يتعلق الأمر بمعلومات سرية أو شخصية أو محدودة التداول، فضلاً عن المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها المعلومات في المصالح والمؤسسات والوزارات السيادية مثل (الدفاع، الداخلية، الخارجية، الاستخبارات... إلخ.). ونظراً لوجود ارتباط وثيق بين طريقة استخدامات التقنية الحديثة والحالة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن ذلك يجعل متخذي القرار وصانعيه أمام مسؤوليات كبيرة للإفادة من تلك التقنيات التي يجب أن تكون متوافرة لدى مراكز المعلومات التي يفترض أن تلعب دوراً هاماً في دعم القرار السياسي، إضافة إلى التوظيف الجيد لتلك المعلومات بالصورة التي تدعم الأمن السياسي عن طريق الاهتمام بتهيئة العناصر البشرية القادرة على التعامل مع تقنيات المعلومات من جهة، ودعم نشر الوعي حول ايجابيات وسلبيات التعامل من خلال (شبكة المعلومات العالمية - الانترنت) داخل المجتمع من جهة أخرى، وكذلك لفت أنظار المسؤولين إلى بعض الثغرات الأمنية التي يمكن أن تحتوي عليها تلك التقنيات أو برامج القرصنة الالكترونية التي يمكن أن تشكل خطورة على الأمن السياسي.