استطلاع - وسيلة الحلبي
الأمن منظومة متكاملة لا يمكن فصل بعضها عن بعض، وإن مؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني والذي تنظمه الاستخبارات العامة لهو خطوة إيجابية تخطوها الاستخبارات وتهدف من ورائها إلى إعطاء فكرة صائبة عن أعمال هذا الجهاز ومدى ارتباطه بالمواطن وأمنه، وعن العلاقة الحقيقية التي يجب أن تكون بين المواطنين والأجهزة الأمنية في ظل المصلحة المتبادلة بين الطرفين والتي تصب في النهاية في مصلحة الوطن وأمنه الوطني.
ومن المؤكد أن للتقنية دورا كبيرا في الحفاظ على الأمن الوطني وفي معرفة كافة أنواع الجرائم ودورها أيضاً في تعزيز الأمن الاقتصادي والسياسي.. حول هذا المؤتمر وأهميته وكيفية دعم ومساندة تقنية المعلومات في عمل المرأة في سائر المجالات كان لمجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) هذه اللقاءات مع عدد من الأكاديميات والمسؤولات.
إثراء الجانب البحثي
الدكتورة منيرة العلي عضو هيئة التدريسي بجامعة الملك سعود قسم التاريخ قالت عن انعقاد هذا المؤتمر وأهميته: من الواضح أن الوطن يخطو خطوات واضحة وسريعة في ظل اهتمام الحكومة الرشيدة سعياً وراء التطور في مختلف المجالات والتي منها تقنية المعلومات وما لذلك من مردود إيجابي على الوطن وأمنه وتقدمه، ومن المؤكد أن التقنية الإلكترونية أداة فعالة ستساهم في ضمان القدرة على تخزين ومعالجة الحقائق وتبادل المعلومات لتنفيذ كل الوسائل التي تضمن الحفاظ على الأمن، ومن المؤكد أن هذا المؤتمر يهدف إلى توثيق التواصل المباشر مع الباحثين والخبراء والمهتمين بتقنية المعلومات الحديثة وإثراء الجانب البحثي والمعرفي في مجالات تقنية المعلومات والأمن الوطني بالإضافة إلى فئات المجتمع وإثراء الجانب المعرفي وزيادة الخبرات لدى منسوبي أجهزة الأمن الوطني وهذه خطوة رائدة تحسب لجهاز الاستخبارات، ومن المؤكد أن المؤتمر يهدف إلى رصد إيجابيات وسلبيات تقنية المعلومات والاتصالات في مجال الأمن الوطني. ولا بد أن أشير هنا إلى أن تقنية المعلومات تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الأمن الوطني وتشكيل الفكر والسلوك الاجتماعي وفي تعزيز الأمن الاقتصادي واستشراف المخاطر لحماية الاقتصاد الوطني، وفي الأمن السياسي وفي مجال الأمن الجنائي والتحقيق في الجرائم الإلكترونية وغيرها من الأدوار في تقنية المعلومات والاتصال.
توطين التقنية
الأستاذة وفاء مصباح شماء عضو ومديرة القسم النسائي للجنة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم- بكالوريوس علم اجتماع، قالت حول أهمية المؤتمر وأهدافه: لاشك أن هذا المؤتمر يفتح مجالاً كبيراً للتواصل المباشر مع المهتمين بتقنية المعلومات وسوف يثري هذا المؤتمر الجانب العلمي والبحثي في مجالات تقنية المعلومات والأمن الوطني وهي تحفز وتشجع الباحثين في مجالات التقنية الحديثة عبر توطين هذه التقنيات بما يخدم الأمن الوطني بمفهومه الشامل وسوف يزيد هذا المؤتمر من اطلاع العاملين في المؤسسات الأمنية على الابتكارات والتطورات الحديثة في مجال تقنية المعلومات الأمنية.
ومن المؤكد أن يظهر الدور الدقيق للاستخبارات الذي تقوم به وأنها تحاول من هذا المؤتمر قدر الإمكان تقديم المعلومة الصحيحة والسريعة لصانع القرار وأنها تفعل ذلك في كل ما يهم أمن الوطن والمواطن.
وهنا لا بد من تضافر الجهود الأخرى في الجهات الأخرى التي تتلقى المعلومة لكي تفعلها وتبرزها عملياً لكي يستفيد منها المواطن.
الشفافية والمعلومة الصحيحة
الأستاذة العنود بنت ماجد الخثيلة مديرة مدارس النخيل لذوي الاحتياجات الخاصة قالت: إن هذا المؤتمر مهم جداً خاصة في هذه الظروف التي نحتاج فيها إلى الشفافية والمعلومات الصحيحة التي تفيدنا في الأمن الوطني، فبلادنا -حفظها الله- تخطو في الطريق الصحيح والواضح.. وأصبحت تقنية المعلومات الآن مهمة جداً في جميع مناحي الحياة فهي مهمة في الأمن الوطني، والأمن الاقتصادي، والأمن المائي، وتخدم قطاع الطيران عن طريق توفر موقع الإنترنت وإمكانية الحجز والدفع بشكل إلكتروني وتوفير خدمة إصدار بطاقات صعود الطائرة آلياً، وتوفير التذاكر الإلكترونية بمميزاتها المعروفة، وإن أبجديات التقنية مهمة جداً ولا بد أن يعرفها الجميع، لذلك أصبح إنشاء مركز متخصص للمعلومات والإحصاء والتوثيق مهم جداً في كل منشأة لكي يساعد على تحقيق الأهداف والوصول إلى الطموحات؛ فالتقنية لها دور كبير في عملية صنع القرار والتخطيط المستقبلي ورسم السياسات وإعداد البرامج ورصد التقدم المنجز في مجالات التنمية المختلفة.
وفي تحديد أحجام الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والوقوف على أسبابها ومن ثم وضع العلاج لسلبياتها فهذا المؤتمر مهم جداً وهذه خطوة رائعة تخطوها الاستخبارات في ظهور هذا المؤتمر للوجود.
الوريد النابض لحياتنا
أما الدكتورة سلمى بنت عبدالرحمن الدوسري أستاذ مشارك تنظيم المجتمع- كلية الخدمة الاجتماعية للبنات بالرياض فقالت عن المؤتمر: إذا أمعنا النظر بصفة عامة في تاريخ تقدم الأمم والبشرية منذ عصورها الأولى ترى أن هناك علامات واضحة على طريق هذا التقدم تشير إلى تطورات مهمة كانت لها أكبر الأثر في دفع عجلة التقدم والازدهار وقد لا نكون مبالغين إذا قلنا إن الاكتشافات الحديثة في العلوم وعلوم الإلكترونيات هي من أهم هذه الاكتشافات التي أخذت تتوالى وتتشعب في تطبيقاتها حتى شملت نواحي كثيرة من حياتنا اليومية سواء فيما يتعلق بالعمل والإنتاج وضروب الثقافة والفكر الإنساني ومجالات الطب والعلاج ووسائل اللهو والترفيه، ناهيك بمجالها من استخدامات سلبية أو خطيرة، فقد أدى هذا التقدم إلى تقدم الوسائل الدفاعية في المجتمعات والأسلحة ووسائل التدمير في الحروب وغيرها. ومع ظهور هذه الثورة العلمية والتكنولوجية والتقنية ومع اكتشاف هذه الإلكترونيات أصبحت الأجهزة الإلكترونية في عصرنا جزءاً لا يتجزأ، بل تعتبر بمثابة الوريد النابض والعصب الوثيق في جميع أمور ومناشط حياتنا المعاصرة.
لذا فقد اهتمت الكثير من الدول والهيئات العلمية بهذا العلم (تقنيات
المعلومات) وعقد المؤتمرات والندوات بشأن تبادل الرأي والخبرات من أجل حفظ مقدرات المجتمع والاستفادة منها في مختلف المجالات الحياتية وتطويعها لخدمة أفراد المجتمع.
التقنية سهلت أسلوب الهيئات
وقد ساعدت المخترعات الإلكترونية التي اخترعها الإنسان على اختراع الكثير من الآلات والتقنيات التي سهلت عليه أسلوب الحياة، فاخترع الراديو والتلفزيون... الخ، مما ساعده على فتح آفاق واسعة أمامه وأبصر دقائق الأشياء، وتبادل الآراء والسماع لما يحدث في الكثير من أنحاء العالم وهو بعيد عنها، كما ساعدته في تقصي الحقائق والبحث عن وسائل جديدة تساعد عقله في حل أصعب المشاكل والقيام بالعديد من الأعمال الروتينية المتراكمة بأقل جهد إلى جانب تخزين المعلومات التي يمكن استرجاعها بصورة سريعة وبدون انتظار، وسعى إلى صنع آلات جديدة تسهم في حل أصعب المعضلات وتقوم بالعمل في ثوان معدودة، وكان لها أكبر الأثر في جميع جوانب الحياة الإنسانية السلمية، والحربية، وكان لاستخدامها الكثير من الجوانب الإيجابية؛ حيث أسهمت في دقة تشخيص الأمراض وإدارة المصانع عن طريق الإدارات الإلكترونية والقيام بأصعب الأعمال الإحصائية في الإدارات الحكومية وفي المصارف والشركات، بالإضافة إلى الكثير من الخدمات.
ويكفي القول إن آلة واحدة يمكنها القيام بأعمال عديدة تحتاج إلى جهود العديد من السواعد القوية إلى جانب الوقت الذي يهدر لإتمامها، كما أنها تغير أرشيف لمعلومات مجتمعية وعلمية تعجز عن حفظها مئات المجلدات وأجهزة تقنيات المعلومات على اختلاف أنواعها والتي لا تخفى عن أي إنسان، حيث إن لها قدرة جبارة على حفظ هذه المعلومات.
الثروة العلمية
وفي عصرنا الحالي لا يمكن للإنسان الاستغناء عن هذه التقنية (الثروة العلمية) فعن طريقها دخل الإنسان عصر الفضاء، وأجريت العمليات الطبية عبر القنوات الفضائية العلمية، وأقيمت المعاهد العلمية التي تبث التعليم عن بعد ولا يمكن قصر آثارها على مواقع أو مجالات محددة وإنما في مجالات كبيرة ومتعددة، ثم جاءت ثورة المعلومات (الشبكة العنكبوتية) بكل ما يتمنى الإنسان، وقد كان لإنجازات هذه التقنية في عصرنا أكبر الأثر والفائدة والتي لا يمكن إنكارها؛ إذ تم استغلالها الاستغلال الأمثل، علماً أن هذه الشبكة ليست حكراً على أحد بل يقوم على التحكم بها أعداد هائلة من الأفراد والمجتمعات والشركات والهيئات وبالتالي فإن من يحكم هذه التقنية لا بد له أن يستخدمها بأسلوب موجه حتى لا تكون سبباً من أسباب ظهور الكثير من المشكلات والتي يمكن ذكر بعض منها مثل مشكلات الإرهاب والجرائم الإلكترونية، فعن طريقها يمكن تغيير الاتجاهات للأفراد، وعن طريقها يمكن التأثير في المعتقدات، وعن طريقها يمكن بث روح العداء بين أفراد المجتمع وجماعاته، (هذا من الجانب السلبي).
استخدامات متعددة
أما النواحي الإيجابية فإن استخدامها يأخذ عدة أساليب في الجوانب الطبية والعلاجية والتعليمية والتثقيفية.. الخ، وتأخذ أشكالاً وأساليب عدة عند استخدامها منها: البريد الإلكتروني والبرامج الموجودة بها والمعلومات والبيانات والتمتع بالبرامج الترفيهية والمناقشات والحوارات، ثم التسوق ويمكن القول إن تقنية المعلومات تعني في مفهومها الواسع جمع المعلومات وتخزينها ومعالجتها وتوزيعها والاستفادة منها، وهي ليست قاصرة على دراسة الأجهزة والنظم والبرامج بل تأخذ في اعتبارها أهمية الإنسان في هذه العملية المتكاملة، وإن لم يحسن استخدامها فقد تكون سبباً من أسباب إشعال الحروب النووية الشاملة التي تؤثر على البشرية. والمرأة هي أحد أفراد المجتمع وهي ليست بمعزل عن هذه التقنية فهي تستخدمها بتسهيل جميع أمور حياتها العلمية والعملية قال تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}(13) سورة الزخرف.
مبادرة مباركة
وأبارك للاستخبارات هذه الخطوة في القيام بهذا المؤتمر المهم الذي سيلقي الضوء على العديد من المحاور المهمة التي تنصب على دور المعلومات في تعزيز الأمن الوطني، والأمن الاجتماعي، ودورها في رصد الظواهر الإجرامية في المجتمع، والأمن الاقتصادي، والأمن السياسي وبخاصة أنه أول مؤتمر عام تنظمه منذ تأسيسها حتى الآن.
دعم عمل المرأة
الأستاذة نورة الدهمشي أستاذة الحاسب الآلي بكالوريوس حاسب آلي قالت: نحن بحاجة إلى مثل هذه المؤتمرات خاصة في مجال تقنية المعلومات، وأرى أن مملكتنا أصبحت مقراً مهماً للمؤتمرات الدولية له أهمية كبيرة من الناحية الأمنية والاجتماعية والسياسية وفي صقل فكر أفراد المجتمع.
وعن مساعدة التقنية في دعم عمل المرأة في سائر المجالات قالت الأستاذة نورة الدهمشي إن تقنية المعلومات يمكنها أن تسهم بشكل كبير في توفير فرص عمل جديدة للمرأة وذلك من خلال تحسين المهارات الأساسية لها، خصوصاً أن من أهم العوائق التي تواجه المرأة في الحصول على وظيفة ضعف مهارات تقنية المعلومات، في ظل بيئة لا تولد فرص عمل لجميع فئات المجتمع.
وتقول الأستاذة العنود الخثيلة إن تقنية المعلومات تدعم المرأة في شتى مجالات عملها واختصاصاتها واهتماماتها وتسهل أمورها بشكل كبير.
أما الأستاذة وفاء شما فأكدت أن تقنية المعلومات تعتبر مجالاً كبيراً شاملاً لعمل المرأة في سائر المجالات سواء كانت إعلامية أو فكرية تتعلق بأمن الوطن كما أنها تفيد الباحثات بشكل كبير.
وأدلت الدكتورة منيرة العلي بدلوها فقالت إن بوابة العالم وليس البوابة العربية فقط، وإنما البوابة العالمية أصبحت الآن مفتوحة ومهيأة للمرأة للوصول إلى كل جديد في أسرع وقت، وهذا قد وفر على المرأة الوقت والجهد في سائر المجالات، وأخص هنا الأثر الإيجابي لهذه التقنية الإلكترونية في تطوير البحث وسهولة الاتصال.