تشكل منظومة مجتمع المعرفة ودورها في تحقيق الحكم الراشد والأمن الشامل أهمية خاصة - كأحد العناصر المهمة ضمن ركائز الأمن الوطني الذي يبحث فيه هذا المؤتمر. حول أبعاد هذا المفهوم وعلاقاته، قدم أ.د. عوض حاج أحمد مدير الجهاز المركزي للإحصاء - السودان، ورقة عمل هدفت إلى تقديم نموذج معلوماتي لمجتمع المعرفة يبنى على تعريف اليونسكو لمجتمع المعرفة ومبادئ القيمة العالمية للمعلوماتية وواضعا في الاعتبار الخصوصيات الثقافية والسلوكية للمجتمعات والتي أقرها المؤتمر العالمي الأخير باسطنبول عن مؤشرات قياس التقدم في المجتمعات. وحاولت الورقة الربط بين التنمية والرفاهية والقيم خصوصا قيمة العدل باعتبارها أساساً للحكم الراشد الذي يقود إلى الأمن الاجتماعي الشامل. وتعطي الورقة قيمه السلوك وزناً أساسياً لا نجده في مقاييس التقدم في المجتمعات الغربية ما يعطي ميزة للمجتمع على كثير من المجتمعات. وعرفت الورقة مجتمع المعرفة بأنه مجتمع الذين يعرفون والذي يعرف هو الذي يعرف ماذا يريد، ويعرف كيف يصل إلى ما يريد أو يحقق ما يريد ويعرف كيف يؤمن بعد ذلك ما حقق مما يريد.

وبينت الورقة أن الأهداف الإستراتيجية ليست آمالاً بل هي تقديرات علمية تبنى على بيانات واقعية وأولويات فكرية وفلسفية. وأشارت إلى أن تقانات المعلوماتية التي تشمل تقانات الاتصال والبرمجيات وأجهزة الحواسيب ومهارات الاستخدام تمثل جميعاً بنية تحتية لا مناص منها حتى تمكن كل تلك البيانات لتحقيق أغراضها من التخطيط الإستراتيجي الشامل.