يمثل التطرف والإرهاب الإلكتروني هاجساً يشغل بال الكثير من الحكومات والأنظمة، خصوصاً بعد أن أخذ الإرهابيون يستغلون التقنية في التخريب على نحو واسع.
حول التطرف الإلكتروني (رؤية تحليلية لاستخدامات شبكة الإنترنت في تجنيد الأتباع) أعد د. فايز بن عبدالله الشهري -مركز البحوث والدراسات- كلية الملك فهد الأمنية، ورقة عمل تناولت في مقدمتها لمحة تاريخية للتطرف الإلكتروني حيث جاء فيها:
منذ مطلع القرن العشرين الماضي ومع جماهيرية الحاسب والتوسع في توظيف شبكات المعلومات بات الحديث عن الإرهاب الإلكتروني واقعاً فرضته الحوادث اليومية التي كانت تقنيات الاتصال الحديثة طرفاً فيها أو ضحية لها.
وعلى الرغم من حقيقة أن التقنية لم تخترع الظواهر الإجرامية، إلا أن المجرمين والإرهابيين نجحوا في استثمار فرصها غير المحدودة، وتوظيفها لخدمة أغراضهم.
ومع وضوح هذه الصورة الجديدة للتطرف والإرهاب إلا أن هذا لا يعني أن الظاهرة الإرهابية التقليدية ومحفزاتها قد اختلفت كثيراً عن الإرهاب في عصر الإنترنت، فكلا النمطين يحركهما نفس الدافع ويسعيان -في الغالب- إلى تحقيق ذات الأهداف.
الجديد هنا هو توظيف وسائل الاتصال الحديثة والاستخدام السلبي للتقنية المتقدمة من قبل المتطرفين والإرهابيين للتجنيد والتهديد، أو تنفيذ، وتحقيق مكاسب مادية، أو معنوية بهدف التأثير على الخصوم.
وحين مُني المسلمون بفتنة تطرف بعض أبنائهم وغلوهم في دينهم وظهرت النتائج المدمرة لدائرة الفتنة والغلو، قام علماء الإسلام بتجريم هذه الأعمال وبيان شطط فكر من ارتكبوها متذرعين بخدمة الإسلام، وتبعاً لذلك اتخذت الدول الإسلامية وغيرها سلسلة من الإجراءات الأمنية والنظامية لقطع موارد ووسائل تعبئة وشحن الفكر المتطرف من خلال ضبط وسائل الإعلام والمناشط غير الرسمية مثل الشريط والمحاضرات والكتب غير المؤصلة، فكانت أن لجأ المتطرفون إلى شبكة الإنترنت هذه الوسيلة الحيوية الجديدة، موظفين خدماتها الحرة من الرقابة بشكل مكثف للوصول إلى أغراضهم.