إعداد - سمير صبري
تشير بعض التقارير إلى أن قراصنة روساً نجحوا في تحميل برامجهم المدمرة بصورة مختصرة على الموقع الرسمي للقنصلية الأمريكية في بطرسبرج في روسيا، وذلك كجزء من هجوم واسع النطاق.
وبطرسبرج مدينة جميلة ومعروفة بفنونها وفنون العمارة والثقافة والتجارة ولصوص الكمبيوتر أيضا، ذلك إذا اعتبرنا أن قرب المكان بالنسبة إلى قراصنة الكمبيوتر والجريمة المنظمة عامل مساعد على الاستيلاء على المواقع، وهو أمر ليس محتملاً بصفة دائمة لأن تكون القضية في هذا العالم الذي تكثر فيه الهجمات الموزعة من كل مكان.
وفي تقرير عن هذا الحدث قدمته شركة أيه في (AV)، تم تعريفه على أنه جزء من حملة موسعة للهجوم على الخوادم التي توجد أساساً في روسيا، حيث إن قراصنة الكمبيوتر كانوا قادرين على تحميل شفرات خبيثة على موقع القنصلية لفترة زمنية غير محددة قبل أن يكتشف أحدهم المشكلة ويقوم بإصلاحها.
وتقول شركة صوفس إن فحص النسخ الخاصة بموقع القنصلية أوضح أن بعض مجرمي الكمبيوتر قد زرعوا برنامجاً خبيثاً على بعض الموقع، وبعد ذلك حاولوا بشكل تتابعي أن يقوموا بتحميل برامج خبيثة من خادم بعيد باستخدام هذا البرنامج. وقد تضمن هذا الهجوم، طبقاً لبعض التقارير، قطعة أخرى إضافية من برنامج خبيث في محاولة لاستغلال العديد من متصفحات الإنترنت من أجل تثبيت (حصان طروادة) على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بزائري هذا الموقع، بغرض استخدامه فيما بعد في عمليات السرقة.
وبشكل إجمالي، فإن أكثر من 400 صفحة إنترنت عالمية قد تم الهجوم عليها بالأسلوب والطريقة نفسيهما خلال الأسبوع الماضي فقط، وهذا طبقاً لتقديرات صوفس. ويلاحظ رون براين، الباحث والمحلل بشركة صوفس أن الوكالات الحكومية تتعرض لخطر الهجوم على أسس متكررة هذه الأيام، حيث يشير البحث إلى تعرض عدة منظمات ووكالات حكومية لهجوم بالغ من جانب مرتكبي الجرائم الإلكترونية خلال الأسابيع الماضية. ولا شك أن تكرار هذه الأنواع من الهجوم شيء مزعج، ويشير إلى أن أية منظمة - بغض النظر عن بنائها أو حجمها - يمكن أن يكون هدفاً لقراصنة الكمبيوتر وأنشطة البرامج الخبيثة.
وبعد شيوع قصص ديفيد دراب، الذي يعمل في أمن شركة زيروكس، وهي قصص عاشها أثناء عمله مع المباحث الفيدرالية الأمركية في أوروبا الشرقية خلال فترة التسعينيات، وتدفق المئات من مواهب قرصنة الكمبيوتر، وانتقالهم من وكالة الاستخبارات الروسية ووكالات المخابرات السوفييتية القديمة، فليس ليس من الغريب أن تتحول المنطقة إلى مرتع للجريمة، ولكن بطرسبرج تقوم بحفر اسمها كعاصمة لمثل هذا النوع من الأنشطة.
والشيء الجدير بالملاحظة هو أن المنطقة أصبحت معروفة على أنها موطن شبكات الأعمال الروسية الصناعية، وهي مجموعة من قراصنة الكمبيوتر الروس يعملون في بناية خاصة تجمعهم أشبه ما تكون بشركة قانونية لها مقرها وموظفوها ولوائحها.
ويعتقد أن مجموعة آر بي إن (RBN) مسؤولة عن إنشاء مثل هذه الشبكات، أو على الأقل عن انتشارها السريع، وانتشار برامجها الخبيثة، حيث أصبحت هذه البرامج مجموعة من الأدوات التي تستخدم على نطاق واسع في عمليات السطو على الأسواق. ويرى بعض الباحثين أن بعض هذه البرامج استخدمت مؤخرا في السطو على البنوك ومواقعها في كل من الهند، وأكثر من 10 آلاف موقع إنترنت إيطالي، والذي يشير إليه المحللون في أبحاثهم باسم (العملية الإيطالية).
والأمل معقود في أن يجد موظفو القنصلية الأمريكية طريقة لمنع مثل هذا الهجوم على موقعهم الرسمي على الإنترنت في المستقبل، ولكن الأهم هو مساهمة الجميع في إيقاف عصابة (آر بي إن) وغيرها من عصابات الجرائم الإلكترونية الأخرى في بطرسبرج من أن يتحكموا في العالم.