من واقع دراسة لبعض دول آسيا
توظيف مدهش للتكنولوجيا المتقدمة
|
يُنظر للتكنولوجيا عادة في الغرب على أنها وسيلة لتسهيل حياتنا اليومية وللترفيه الاستمتاع والارتقاء بواقع المجتمع، ولكن الباحثين اكتشفوا تباينات ثقافية شديدة بين الشرق والغرب فيما يتعلق بأسلوب استغلال الناس فعليا لأجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة.
تقول خبيرة الأنثروبولوجيا الوصفية جينيفيف بيل: لقد صارت التكنولوجيا في العديد من الدول الآسيوية أداة للتعلم، وللدين، و للسياسة.
لقد أمضت بيل العامين السابقين مرتحلة في أقطار آسيا، متمعنة في أسلوب تبنّي الناس للتكنولوجيا بحيث تتوافق واحتياجاتهم وأولوياتهم. وتعلق الدكتورة بيل بقولها «إننا نشهد كافة ضروب إعادة ابتكار التكنولوجيا على الصعيد المحلي، ما إذا كان الشعب الصيني يستخدم الهواتف النقالة للحصول على التقويم القمري أو يستخدمون النسخة الرقمية من قسم الزواج بجريدة Times Of India للبحث عن شريك ا لحياة».
وتضيف بيل أن مثل هذا النوع من الأبحاث على قدر عال من الأهمية حيث انه يساعد شركات التكنولوجيا على الإلمام بالتوجهات الاجتماعية والتأثير على نوعية المنتجات التي يقدمونها للعملاء.
دروس مستفادة من الهواتف النقالة
وحتى تستطيع بيل إمعان النظر في كيفية تطويع الناس للتكنولوجيا، فقد قامت بزيارة 80 بيتا في دول مختلفة أمثال الهند وماليزيا وكوريا الجنوبية والصين. و لقد تبين لها أن الهاتف النقال في العديد من هذه الدول قد أصبح شكلا مهيمنا على التكنولوجيا الحديثة، فالصين وحدها يبلغ عدد المشتركين في خدمة الهاتف الجوال لديها 200 مليون مشترك.
وفي ماليزيا لا يختلف الأمر كثيرا حيث يملك ثلث عدد السكان، والذي يبلغ إجماله 24 مليون نسمة، هواتف نقالة والنسبة أعلى في بلاد مثل كوريا الجنوبية.
وصرحت د. بيل لBBC News Online قائلة «نستطيع أن نتعلم دروسا من أسباب نجاح الهاتف النقال في آسيا، فهو فعال إلى حد كبير، وصغير الحجم نسبيا، ولا يحتاج إلى مكتب، ولا يتعين على المرء أن يكون موجودا في مكان معين، وليس بالضرورة أن يكو ن المرء متعلما أو يتكلم الإنجليزية حتى يستخدمه. إن هذه كلها قيود يواجهها الفرد عند التعامل مع الكمبيوتر».
الحياة الروحانية
والأهم من ذلك أن تكنولوجيا الهاتف النقال تم تطويعها بحيث تعكس الأولويات الثقافية لكل شعب، مثل عقيدتهم الدينية.
ففي ماليزيا يستطيع المرء الحصول على هواتف نقالة مزودة بباحث عن اتجاه القبلة لمساعدة المسلمين على الصلاة في اتجاه مكة.
وتضيف د. بيل قائلة «إنه أسلوب رائع ينطوي على تخيل إمكانات جديدة للتكنولوجيا غير متوقعة منها، فبدلا من قصورها على كونها أداة للعمل، أصبحت أداة لإخلاص المرء لدينه، لقد أصبح هذا الجهاز الذي استخدمه للتواصل مع عائلتي وأصدقائي وسيلة للتواصل مع حياة المرء الروحانية».
من المتوقع أن تنهي د. بيل بحثها لصالح شركة إنتيل القائمة على تصنيع الرقائق في نهاية هذا العام، بيد أن اكتشافاتها المبدئية توحي بأننا بدأنا لتونا في استكشاف استخدامات جديدة للتكنولوجيا.
«إن هذه الأجهزة متاحة للجميع والاستخدامات المستقبلية لها متباينة تمام التباين ويصعب توقعها».
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 