بأيدي طالبات كلية الحاسب الآلي نظام جديد تصممه كلية طب الأسنان Dental College Request System مشروع التخرج يخدم عملاء المستشفى
|
* إعداد: منال آل عثمان
كم كنت أتمنى إيجاد لجنة أو هيئة مهمتها التنسيق بين المؤسسات والدوائر الحكومية وبين الجامعات كي تغطي متطلبات هذه المؤسسات من الأنظمة والمشروعات عن طريق تنفيذها على أيدي طلبة الجامعات، تبعاً لتخصصاتهم لتربط الطلاب والطالبات بسوق العمل وتجعلهم مؤهلين للعمل بدلاً من عدم الاستفادة من هذا الكم الهائل من المشروعات المبدعة من الطلاب والطالبات التي لا يستفيد منها أحد. ولأنه من الواجب على أي طالب أن ينفذ مجموعة من المشروعات حتى يستطيع إتمام المرحلة الأكاديمية فلماذا لا يسخر هذا الجهد لصالح الوطن.
تتمثل فكرة المشروع في بناء برنامج جديد يعمل إلى جانب النظام الحالي ويتم تبادل البيانات والمعلومات بينهما بطريقة آلية لا يشعر بها المستخدم على أن يقوم النظام الجديد بسد الثغرات وتنفيذ العمليات المفقودة في النظام القديم حتى يتم التخلص من استخدام الطريقة اليدوية والرفع من كفاءة وسرعة سير العمل.
ولإلقاء الضوء على المشروع كان لمجلة العالم الرقمي هذا الحوار مع صاحبة فكرة الاستعانة بطالبات الحاسب الآلي بجامعة الملك سعود د. ابتسام محمد الماضي، الأستاذ المساعد بقسم إصلاح الأسنان بجامعة الملك سعود.
* هل بإمكانك إعطائي فكرة موجزة عن المشروع؟
- لعلني أوجز فكرة هذا البرنامج في أنه يهدف لتحسين النظام المعمول به حالياً لتقديم المزيد من فرص الرعاية والعلاج للمرضى والتنسيق مع الأقسام ذات التخصصات المختلفة لتوفير الحالات العلاجية اللازمة في كل تخصص وتصنيفها حسب حاجاتها العلاجية ومن ثم توزيعها على أعضاء هيئة التدريس والاستشاريين والأطباء والطلبة حسب بيانات مسبقة ترد من الأقسام ذات العلاقة موضحاً فيها عدد ونوع الحالات المطلوبة.
كما أن البرنامج يساعد على تسريع العودة لملفات المرضى التي تحتوي على المعلومات الشخصية والمرضية والعلاجية لكل مريض على حده. الأمر الذي من شأنه أن يساعد في معرفة مرحلة العلاج التي وصلها المريض ومتابعته أولاً بأول.
* الطلب لعمل نظام لعيادات كلية طب الأسنان؛ جامعة الملك سعود كان المبادرة منكم فلماذا رشحتم الطالبات لعمل هذا المشروع الرائد؟
- من هنا ارتأت إدارة عيادات كلية طب الأسنان بالملز البحث عن برنامج حاسوبي يصمم طبقاً للمتطلبات العامة لاحتياجات
عيادات الكلية بالمواصفات الإدارية والتنظيمية الخاصة بها, لذا كان التوجه المنطقي هو لكلية الحاسب الآلي وبالتحديد لمكتب سعادة الدكتورة/ نادية الغريميل رئيسة قسم تقنية المعلومات - كلية علوم الحاسب والمعلومات - جامعة الملك سعود- لطرح الفكرة على سعادتها وبحث إمكانية دعم القسم لديها بالخبرات الأكاديمية والعملية لهذا البرنامج وتنفيذه وفق المنهجية العلمية التي يرتكزون عليها والتي تكون مدعومة بخبراتهم المتخصصة في هذا المجال. وفعلاً وجدت كل الترحيب والتفهم والاهتمام من الدكتورة الغريميل بل والتشجيع أيضاً كون هذه الفكرة تصب بالتحديد في مجال تخصص القسم لديهم ويعتبر مثل ذلك إحدى الفقرات التعليمية التي تعتمد عليها كلية الحاسب الآلي في تطبيق المواد الحاسوبية على أرض الواقع عن طريق ما يسمى مشروعات التخرج الحاسوبية.
وبالفعل قامت الدكتورة نادية بتوجيه طالباتها في قسم نظم المعلوماتية لعمل الدراسات الأولية للبرنامج وقامت بالإشراف الفعلي على الخطوات اللازمة لتصميم هذا البرنامج كما هو متبع عندهم.
* ما هي تكلفة النظام لو عمل خارج جامعة الملك سعود؟
* هل النظام ساعد على التقليل من التكاليف على المستشفى؟
- أي برنامج حاسوبي موجود على أرفف البيع في محلات الكمبيوتر قد لا يستطيع تقديم كل احتياجات المنشأة التي تريد تطبيقه ولا يعني بالضرورة أنه ناقص أو معيب ولكن قد يتطلب نظام العمل في هذه المنشأه برنامجاً مختلفاً يساعد في تحقيق أهداف هذه المنشأة. ولذلك تعمل بعض المراكز العلاجية على تصميم البرامج الخاصة بها لتحقيق متطلباتها التنظيمية أو الإدارية أو التعليمية ومن هنا لابد لهذه البرامج الجديدة أن تكون مفصلة لتتكيف مع طبيعة العمل وهذا بطبيعة الحال يحتاج للكثير من التفهم لنوع العمل في المنشأة المعنية والتفهم أيضاً للبرامج المصاحبة والموجودة أساساً في المنشأة وطريقة عملها قبل البدء في تأسيس وتصميم هذه البرامج مما يعني أنه يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد في التشغيل والتعديل المتلاحق حتى يضمن العمل به كما هو محدد له.
* سمعت أن الطالبات كانوا على مستوى من الإبداع هل كانوا على المستوى المطلوب من التعاون والالتزام معكم؟
- كما أسلفت أنه لكي نقوم بتصميم برنامج خاص بالمنشأة يتطلب تفهم لطبيعة العمل والمتابعة المستمرة وكذلك الاطلاع على البرامج الموجودة لكي يتم الإلمام بجوانب العمل وبالتالي معرفة الأهداف التي من الممكن أن يحققها البرنامج الجديد عند تصميمه.
والحقيقة أن الطالبات اللواتي تم اختيارهن للقيام بتصميم هذا البرنامج كن من الملتزمات بالحضور بشكل دوري في كلية طب الأسنان وهن على اتصال مباشر بالمسؤولات لدى الكلية عن ملفات المرضى وأجهزة الحاسوب التي تحوي المعلومات الأولية في مكاتب تسجيل المرضى وتنظيم المواعيد وكل ذلك لتفهم طبيعة العمل في هذه الكلية والطرق الطبية والإدارية المتخذة لتصنيف المرضى وأرشفة المعلومات الطبية والشخصية عنهم (المعلومات الأولية) وبالتالي الإلمام الشامل بكل خطوات المراحل العلاجية ومراحل المتابعة لكل مريض بعد ذلك. باختصار كنَّ مثالاً يحتذى به للمثابرة والإخلاص والصبر وحب العمل.
* هل واجهتكم صعوبات أو مشكلات في المشروع مع الطالبات؟
- في الحقيقة كانت الدكتورة نادية الغريميل معنا في كل مرحلة من مراحل تصميم البرنامج, فمنذ أن طرحنا عليها فكرة البرنامج حتى بداية تنفيذ المتابعة الميدانية لطالباتها في كلية طب الأسنان وحتى انتهاء المسودة الأولى وصولاً إلى البرنامج النهائي ولقد كان لمتابعتها وتوجيهاتها ودعمها المستمر الأثر الكبير في تذليل الصعوبات والعقبات التي قد تطرأ على تنفيذ هذا البرنامج. علماً بأن إدارة كلية طب الأسنان ممثلة في سعادة عميد الكلية ومدير العيادات بالملز كانوا المعين بعد الله والمحفز الكبير لمثل هذا العمل فلم تكن هناك صعوبات تذكر بل وجدنا منهم كل الدعم والتشجيع.
*وأخيراً دكتورة ابتسام لو وجدت مشروعات تقنية لكلية الطب في جامعة الملك سعود أو مستشفى الملك خالد -بإذن الله- هل ترشحون طالبات جامعة الملك سعود للعمل معكم؟
- عطفاً على ما سبق أنا من أشد المؤيدات بل والمشجعات لأن تكون بداية أي برنامج حاسوبي يخص الجامعة أو إحدى منشآتها على أيدي هؤلاء الطالبات في كلية الحاسب الآلي بجامعة الملك سعود.
من ناحية أخرى كان لنا لقاء مع إحدى الطالبات الذين قاموا بالمشروع: نوره بنت عبدالله الخليفي كلية الحاسب الآلي - تقنية المعلومات
* نورة ما مدى استفادتك من المشروع وبخاصة في كونك طالبة على أبواب التخرج؟
- غالباً ما تكون المشروعات الموجهة لمستخدم موجود وواقع حقيقي هي الأصعب وذلك لكونها لابد أن تكون موافقة للواقع وللنظام الذي اعتاد المستخدم عليه حتى لا يكون هناك أي تغييرات جذرية تسبب رفض المستخدم للمشروع.
لكن في الحقيقة أو على الأقل من وجهة نظري المتواضعة هذه المشروعات هي الأكثر متعة وذلك لأنها تمثل تحدي حقيقي للذات ومنها يستطيع الفرد قياس قدراته، ومتى استطاع تحقيقها فهو بذلك استطاع تحقيق ذاته وهنا تكمن المتعة الحقيقية. ولذلك كانت استفادتي من المشروع كبيرة - ولله الحمد- بحيث استطعنا كفريق تنفيذ نظام متكامل وواقعي بكل ما يحويه من صعوبات عن طريق البحث عن كل الوسائل الممكنة، بالإضافة إلى أنني استطعت أن أطبق الكثير مما تعلمته في سنوات دراستي في الجامعة بشكل عملي، واكتسبت الكثير من المهارات ونميتها في كيفية التعامل
مع الأفراد أو ما يعرف بمهارات الاتصال وذلك لأننا قابلنا الكثير من النماذج وكان من المهم معرفة ما يفكر به المستخدم مع كون محال عمله مختلف تماماً، وعرفت كيف أتعامل مع فريق العمل الذي كان معي في المشروع والعمل كيدٍ واحدة مما يصب في مصلحة المشروع.
* ما هي الصعوبات التي واجهتك أنت وزميلاتك في إنجاز المشروع؟
- أغلب الصعوبات التي واجهتنا كانت تكمن في محاولة فهم النظام الحالي ومتطلبات كلية طب الأسنان الواجب توفرها في النظام الجديد، كما أن عملية استيعاب نظام معتمد بالكلية على مجال طبي بحت وترجمته إلى صورة تدخل ضمن عالمنا الرقمي ليست بالأمر السهل، فشتان بين المصطلحات الحاسوبية والمصطلحات الطبية.
كما إن الوقت المخصص لإتمام المشروع وهو فصل دراسي واحد ضيق جداً مقارنة بالعمليات التي يجب تنفيذها كان من أحد الأمور التي تسبب الإرباك، ولكن الحمد لله استطعنا تجاوزها.
* هل هناك تسهيلات حصلتم عليها من قبل كلية طب الأسنان؟
- الحمد لله قوبلنا بوجه طلق من جميع منسوبي كلية طب الأسنان وقدموا لنا الكثير من وقتهم وجهدهم والحقيقة يشكرون على ذلك وعلى مساعدتهم لنا بكل ما يستطيعون، مع إن بعض الإجراءات الروتينية حالت دون وصولنا إلى بعض البيانات ولكن هذا أمر طبيعي جداً.
* كلمة أخيرة أخت نورة توجهينها؟
- من الواجب الثقة بمهارات الشاب والفتاة السعوديين ومواهبهم، لأنهما بحق فئة ذات فكر متفتح ومطلع وقادر على التحدي والمواجهة، ومتى ما أتيحت لهم الفرصة والإمكانات فإنهما قادرين على خلق المعجزات بما يخدم المجتمع والوطن.
***
الطالبات المشاركات في البرنامج : نورة الخليفي - أروى الحسين - ملاك باقيس - منار باقيس - نورة السويدان
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|