التهديد بالإرهاب جعل أنظمة التحديد بالقياس الحيوي تزدهر حول العالم
|
* إعداد عصمت نجيب:
يعرض المهندس جاي سكوت وبكل فخر غشاءً رماديا شفافا في حجم الطابع البريدي والذي يبدو كما لو كان من حطام أرضية غرفة مظلمة، من داخل معمله الصغير جداً في ركن بعيد من المركز الرئيسي لشركة (كروس ماتش للتقنيات). وهو يقول إنه قلب لآلة ستحدث ثورة في النظام المالي العالمي، وأنه سيوقف المليارات من عمليات سرقة الهوية، وكذلك سيجعل المراهقين يحسنون التصرف عند قيادة السيارات.
المهندس جاي مولود في نيوزيلاند، ويعرف جميع زملائه ومموليه أنه ماهر في عمله، وشركة كروس ماتش وهي شركة خاصة تخطط لإنتاج الجهاز الذي ابتكره سكوت والذي تم تسميته (المفوض) في الخريف القادم بسعر يقدر بحوالي10 دولارات للوحدة.
والغشاء الرمادي والذي هو عبارة عن قطعة سمكها (0.0001) من البوصة من السيراميك الصوتي والمغطى بطبقة من البلاستيك مصنوع من أجل بطانة اللمس الخاصة بجهاز (المفوض) والتي يتم تثبيتها في الهاتف الخلوي.
ولإجراء عملية بواسطة بطاقة الاعتماد يقوم المشتري بالضغط بإصبعه على بطانة اللمس فيحدث نبضا من الطاقة غير محسوس يؤدي إلى ذبذبة الغشاء، وينتج صورة فوق صوتية يتم تسجيلها كملف صورة رقمية تسمى (التحديد بالقياس الحيوي البيومتري)، وهي عبارة عن الشكل المادي الذي تم قياسه وتحويله إلى لغة الحاسب حتى يمكن مقارنته بقاعدة بيانات معينة، فإذا تمت مضاهاة البصمة يتم تشغيل بطاقة الائتمان والموافقة على عملية البيع وقبولها.
صناعة آخذة في الازدهار
يعتبر (المفوض) في مقدمة أدوات المستهلك التي يتم تطويرها في صناعة القياس الحيوي والتي تعتبر بعد سنين من الوعد بالنجاح على حافة التطور السريع.
ومع التهديد بالإرهاب والذي يعتبر قلقاً طويل الأمد، فإن أنظمة التحديد بالقياس الحيوي تزدهر حول العالم.
فلإيقاف الأشخاص السيئين مثلاً عند الحدود تباشر الولايات المتحدة برنامج يطلق عليه اسم (زيارة الولايات المتحدة) من أجل تقنية مؤشر حالة الزوار والمهاجرين لأمريكا وهذا البرنامج تمت موافقة الكونجرس عليه عام 2002، وتعتبر تقنيات القياس الحيوي هي أساس النظام الجديد والمتوقع أن يتكلف 10 بلايين دولار. وهذه التقنية ليست فقط من أجل اقتفاء أثر الزوار الأجانب، بل لو كنت ستغادر البلد فكن مستعداً لأخذ بصمة الوجه.
تقوم الولايات المتحدة بإعادة تنظيم عملية استخراج جوازات السفر، وبنهاية العام القادم ستقوم بإصدار جوازات سفر جديدة مثبت بها شريحة تحتوي على بيانات قياس حيوي وصورة حيوية للوجه، وسيمكن ذلك الحكومة من تحسين الأمن بدون اللجوء إلى بصمات الأصابع على جواز السفر والتي يمكن أن تزيد من مخاوف الأخ الأكبر (والمقصود به الأمن ومن يراقبونا من الجهات الحكومية).
طبقاً لمجموعة القياس الحيوي الدولية في نيويورك، ومع التطبيقات القادمة عبر شبكة الكومبيوتر فإن عائد صناعة القياس الحيوي العالمية بلغ عام 2003 مبلغ 719 مليون دولار، وسيصل إلى 4.6 بلايين دولار بحلول عام 2008، وتقول محللة تقنية الأمن بريانكا شوبرا من شركة فروست وسوليفان وهي شركة استشارات لتجارة السوق في مدينة نيويورك (إن برنامج زيارة الولايات المتحدة يعتبر أهم برنامج للأمن القومي في العالم الآن، وتنظر كل الدول إلى أمريكا الآن لترى ماذا يفعل البرنامج وما هي التقنيات التي سيتم استخدامها) ويتوقع شوبرا لصناعة القياس الحيوي العالمية أن تنمو بمعدل سنوي مجمع يصل إلى 35%.
وتقوم بعض الوكالات الأمريكية بذلك الآن مثل وكالة حماية الجمارك والحدود (CBP) والتي بدأت حديثاً أخذ بصمات الأصابع لكل الزائرين القادمين في المطارات والموانيء والحاصلين على تأشيرات وبصفة أساسية مواطنين الدول النامية.
وقد اختارت وكالة حماية الجمارك والحدود ماسحات ضوئية لبصمات الأصابع من شركة كروس ماتش من أجل نشرها في نقاط التفتيش على الحدود في 115 مطارا و 14 ميناء في الولايات المتحدة وهذا بعقد قيمته الأولية 1.8 مليون دولار فقط.
استخدام إلزامي للتقنية الجديدة
هناك صفقات واتفاقات ما زالت تحت الإعداد وستكون المنافسة قوية للغاية، ومن ضمن المنافسين المتقدمين لوكهيد مارتين، وشركة اكسنتور أند كومبيوتر ساينس، وبحلول 31 ديسمبر القادم فإنه مطلوب بحكم القانون من وكالة حماية الجمارك والحدود (CBP) أخذ بصمات الأصابع لكل الزائرين الحاصلين على تأشيرات في خمسين من أكثر نقاط مرور الحدود ازدحاماً وذلك على طول الحدود مع كندا والمكسيك، أما باقي نقاط مرور الحدود المائة فيجب شملها على نهاية عام 2005.
في هذا العام يجب على 211 من مكاتب القنصليات التابعة للولايات المتحدة أن تكون قادرة على أخذ بصمات كل المتقدمين للحصول على تأشيرة دخول، وأن تضاف على كل تأشيرات الدخول للولايات المتحدة شفرة أعمدة bar code تحتوي على بصمة رقمية للمسافر وصورته ومعلومات عن سيرة حياته.
سيتم الاستعانة بتقنية القياس الحيوي للتعرف على الوجه هذا العام، فبداية من 26 أكتوبر فإن الزوار القادمين من 27 دولة لا تطالب أمريكا مواطنيها بتأشيرة الدخول وهي معظم الدول الأوروبية وأستراليا واليابان وسنغافورة وبروناي سيكون مطلوب منهم تقديم جوازات سفر مثبت بها شفرة أعمدة يمكن قراءتها آلياً وتحتوي على قياس حيوي للوجه يقوم الحاسب بمقارنتها بصورة رقمية تم أخذها عند الدخول.
وقد قامت بعض الحكومات فعلاً بهذه التنظيمات الانتقالية، فإيطاليا قامت بإصدار بطاقة هوية شخصية تشتمل على بصمة الأصابع والقياس الحيوي للوجه، وكذلك هناك عدة دول تدرس استخدام القياس الحيوي في بطاقات الهوية المحلية وفي السيطرة على الحدود، وتقوم مصلحة جوازات السفر البريطانية باختبار برنامج للتعرف على الوجه وأخذ بصمة الأصابع بالقياس الحيوي.
كما زادت عدد الوكالات الفيدرالية والمحلية الأخرى، فسيكون على مجال القياس الحيوي عمل الشيء نفسه والارتقاء، وسيكون على الصناعة والتي تتكون حالياً من عدة مئات من شركات القياس الحيوي أن تندمج سوياً، هذا ما يقوله بريان روتنبور وهو محلل أبحاث بشركة مورجان كيجان وشركاه بممفيس بولاية تينيسي.
لقد تم دمج ثلاث شركات ليتم تكوين شركة ايدانتيكس Identix ومقرها في مينيابوليس ولكون لديها مصدر دخل يساوي 92 مليون دولار، فهي بذلك تعتبر الشركة الرائدة في مجال الأمن بالقياس الحيوي على مستوي العالم ولا ينافسها في الولايات المتحدة إلا شركة كروس ماتش من أجل مبيعات آلات ذات دقة عالية وخاصية شرعية باستخدام ماسحات فورية والتي تلتقط بصمات الأصابع بتقنية الماسح الضوئي بدون حبر وتقوم بنقلها إلى قاعدة البيانات المركزية.
وبينما ماسحات شركة ايدانتيكس أكبر وأكثر دقة عن معظم المنتجات المشابهة للشركات الأصغر تتنافس الشركتان على الصفقات التي تحتاج إلى آلات من أجل الحاسبات المكتبية أو الأضخم، وفي بداية هذا الشهر توسعت شركة ايدانتيكس بشرائها شركة ديلين للرؤيا العالمية وهي مطورة للقياس الحيوي الخاص بتركيب البشرة.
يمكن للتعاقدات الحكومية أن تروج تنمية منتج المستهلك كما كانت في الماضي خصوصاً أن الناس تزداد راحة مع هذه التكنولوجيا، ولقد ألهم جهاز (المفوض) لبصمات الأصابع الخاص بشركة كروس ماتش مصمميه أن يتوقعوا سوقاً لمجرمي سرقة الهاتف الخلوي المزود بجهاز المفوض لو كان من الممكن استخدامه بأصابع مبتورة، فيقول سكوت (إن النظام لن يعمل إذا كان هناك أي تهديد لأي جزء من جسدك ومن الضروري ضمان أنه يجب أن يكون من ممتلكات جسدك الأصلية)، ويضيف (لذا فإن جهاز الإحساس في الهاتف لا يقرأ فقط بصمة أصابع ساكنة ولكنه يبحث عن دليل على الحياة مثل تدفق الدماء، ومرونة الأنسجة وشكل الشعيرات الدموية، وهو أيضاً يستخدم مؤشر للقلق النفسي تم تطويره في كلية الطب بجامعة ميتشيجان وهو يقوم بقياس القلق والتغيرات الدقيقة في الشعيرات الدموية والغدد العرقية، فإذا قام شخص بوضع مسدس قرب رأسك فإن عملية الصرف لن تتم وبذلك لن يتعب الناس أنفسهم بتهديد الآخرين لأنهم لن ينالوا أي أموال من جراء ذلك.
تحل محل البطاقات المختلفة
لذلك فإن أجهزة القياس الحيوي الممكن وضعها في الجيب ستحل محل كروت الائتمان وكروت آلات الصرف الآلي، سيتم نقل البيانات الشخصية والخاصة بالقياس الحيوي عبر هاتف خلوي إلى مكان تقوم بصيانته شركة خدمات مالية وإذا قرر حاسبها الآلي أن كل شيء على ما يرام فسيتم التعامل وإنهاء الإجراء المطلوب، وبالتأكيد فإن مسألة الخصوصية ستثار ولكن كما حدث مع التعاملات عبر شبكة الإنترنت إذا كان لدى العملاء ثقة في النظام وكان النظام يقدم شيئاً ملائماً فإن هذه المخاوف ستتبدد وتنتهي.
طبقاً لشركة كروس ماتش فإن جهاز (المفوض) يعتبر على المستوى الواقعي من الكماليات الاختيارية في السيارات وتقوم على الأقل شركة تصنيع سيارات واحدة باستخدام هذه الميزة، فبالإضافة إلى مقاومة اللصوص فإنه يمكن برمجته كي يمنع ابنك ذو السبعة عشرة عاماً من القيادة على سرعة أكثر من 55 ميلا في الساعة مثلاً، وذلك عن طريق تشغيل محدد لسرعة السيارة، بل إنه يمكن إيقاف السيارة تماماً إذا حاول ابنك ذو الرابعة عشرة قيادتها.
اقتصاد بلا نقود
إن فكرة اقتصاد بلا نقود والتي تقوم بتسهيلها بنوك المعلومات الرقمية لأعضاء الجسد ما زالت فكرة بعيدة المنال، مثلها مثل معظم الأشياء الخاصة بكروس ماتش، لقد قام المهندس سكوت بتأسيس الشركة عام 1996 وهو أخصائي في الموجات فوق الصوتية الطبية، ومعه اثنان من زملائه المهندسين المخترعين وهما جيم دافيس والذي عمل في مشروع محرك ( اس ار 71 بلاك بيرد) في شركة لوكهيد، واليس بيتنسكي والذي قام بتطوير (تعديل سرعات التصوير للعدسات) آلات التصوير من ماركة فيفيتار وكان من رواد تصميم آلات التصوير باستخدام الحاسبات الآلية.
في ذلك الوقت كان نظام معلومات القضاء الجنائي الخاص بمكتب التحقيقات الفيدرالية في مدينة كلاركسبرج في غرب فيرجينيا يقوم بعمل مسح شامل لمجموعته الضخمة من الأوراق الخاصة ببصمات الأصابع ونقلها إلى قاعدة البيانات الرقمية والتي يمكن البحث فيها بواسطة الحاسب.
وقد لاحظ مؤسسو شركة كروس ماتش وجود نقص في الآلات الرخيصة نسبياً لعمل المسح الحي لبصمات الأصابع، وباقتراضهم 250 ألف دولار من الأقرباء والأصدقاء تمكنوا من عمل ماسح ضوئي يصل وزنه إلى 23 رطلاً وبسعر 10 آلاف دولار والذي أعطى صورة مطبوعة للبصمة ذات دقة عالية وخاصية شرعية. ويمكن وضع الماسح الجديد في حقيبة صغيرة من النوعية التي تحمل على الظهر.
وفي عام 1997 قام الشركاء بجلب تيد جونسون وهو مدير تنفيذي متقاعد من شركة باين ويبر ليكون المدير التنفيذي والمسؤول الرئيسي عن تمويل وزيادة رأس المال، ويقول بريان جيسويل وهو نائب الرئيس لتقنية الأبحاث في شركة بيبر جافراي وهي شركة استثمارات مصرفية ومقرها في مينيابوليس (لقد قاموا بمفاجأة وإثارة الصناعة بذلك العمل).
وبحلول عام 2002 أعلنت شركة كروس ماتش أن دخلها يبلغ 25 مليون دولار، وهي تقوم الآن بتوظيف 165 شخصاً لصنع ماسحات بصمات ذات أحجام مختلفة، حتى مارثا ستيورت لاحظت ذلك، وقد قالت للمذيعة التلفزيونية المعروفة باربارة والترز في حلقة في نوفمبر الماضي (إنها آلة جديدة، ولن تضطري لأن يكون هناك حبراً على أصابعك عند أخذ البصمات).
استخدمت في غوانتانامو وبغداد
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قام مكتب التحقيقات الفيدرالي والجيش باختيار ماسحات شركة كروس ماتش لاستخدامها في أفغانستان وخليج غوانتانامو لأخذ بصمات مقاتلي تنظيم القاعدة وطالبان، وبجانب هذه البصمات تم رفع آلاف البصمات المجهولة من أماكن تخفي حول العالم ومن الأشخاص الذين قامت باعتقالهم قوات التحالف. وتم إرسال كل هذه البصمات إلى قاعدة بيانات سرية لبصمات الإرهابيين المحتملين والخاصة بوحدة بصمات الأصابع بمكتب التحقيقات الفيدرالي في غرب فيرجينيا. وكذلك تم إرسال ماسحات شركة كروس ماتش إلى العراق لتسجيل بصمات الإرهابيين والمتمردين الذين تم القبض عليهم.
ويرغب مكتب التحقيقات الفيدرالي في استخدام تقنية القياس الحيوي فيما بين الرجال مجهولي الهوية الذين يتم احتجازهم بواسطة السلطات العسكرية للتغلب على هذه المشكلة.
ويقول اد ورثينجتون وهو قائد مكتب التحقيقات الفيدرالي في بغداد: (إن مسألة القياس الحيوي شيء حاسم، فإذا حاول أحد الدخول لهذه البلاد فسوف نعلم في نفس اللحظة وسنتمكن من القول إن هذا الشخص كان محتجزاً بسبب أنشطته المعادية، وهذا شيء عظيم).
وقد أخبر المسؤولون بمكتب التحقيقات الفيدرالي مجلة تايم أن بعض المتمردين ظهرت لهم سجلات جرائم عادية يرجع تاريخها إلى أيام أن كانوا طلبة أو زائرين بالولايات المتحدة، ويقول مايك كيركباتريك وهو المدير المساعد بمكتب التحقيقات الفيدرالي ورئيس مكتب نظم معلومات القضاء الجنائي (وهذه مواد استجواب جيدة خصوصاً إذا ما ادعو بأنه لم يسبق لهم أبداً التواجد في الولايات المتحدة الأمريكية).
تعتبر شركة ايدانتيكس على القمة في مجال برمجيات تمييز الوجه وهي تقنية ستقوم بدور مهم في صور القياس الحيوي التي سيتم تثبيتها في جوازات سفر الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى خلال الأعوام القليلة القادمة. وتستخدم المكسيك هذه التقنية في الانتخابات المحلية.
إن المدير التنفيذي لشركة ايدانتيكس جوزيف أتيك وهو عالم الطبيعة الذي كان رائداً لعلم تمييز الوجه في العالم الأكاديمي، ثم شارك في تأسيس شركة فيجيونيكس والتي تم دمجها عام 2002 مع شركة ايدانتيكس، يقول إن برنامج FaceIt وهو العلامة التجارية للشركة سيخرج قريباً وبه تطور كبير.
فبجانب رسم بالتفصيل لطوبوغرافيا (وصف) الوجه فإن الجيل القادم من البرنامج سيضيف مقياساً وبُعداً جديداً وهو بنية وتركيب البشرة وبذلك تصبح النتائج أكثر دقة إلى حد كبير، لأن تركيب وصورة البشرة الآدمية فريدة مثل بصمة الإصبع.
سيقوم البرنامج بعمل مسح ورسم لقطاعات البشرة ملاحظاً حجم وموقع الأشكال بالغة الصغر مثل المسام، والنتيجة ستظهر علامات تعريف يقينية والتي ستستخدم لإثبات صحة التعاملات المالية في الاقتصاد العالمي، أو بمعنى آخر فسيصبح بالإمكان معرفة إذا ما كنت أهلاً للثقة وذلك تبعاً لوجهك ولبشرتك!!.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|