|
العالم العربي يتخلف عن الثورة الرقمية رغم إمكاناته المادية الكبيرة
|
أكد مشاركون في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2006 في العاصمة الدوحة ان العالم العربي لا يزال من بين المناطق الأقل حظا في الثورة الرقمية العالمية، إذ لا تزيد نسبة مستخدمي الانترنت فيه على 3.7 في المائة رغم الإمكانات المادية المهمة.
وأوضح مشاركون في المؤتمر ان أهم الأسباب التي تضع العالم العربي في آخر قائمة المنخرطين في الثورة الرقمية هي خصوصاً تقنية وتشريعية.
وفي هذا السياق، قال وزير الاتصالات والتكنولوجيا السوري عمرو سالم لوكالة فرانس برس إن (الحضور العربي على الشبكة العنكبوتية يكاد يكون معدوما) مضيفا أن (الأمر لا يتجاوز بعض المواقع الإخبارية أو الشخصية).
وأضاف الوزير السوري (ليس هناك حركة اتصالات داخلية بين الدول العربية بالنسبة للإنترنت مما يضطرها إلى المرور عبر أوروبا أو الولايات المتحدة للانتقال من خادم إلى آخر الأمر الذي يرفع التكلفة). وأشار سالم إلى (غياب الإطار التشريعي في الدول العربية، الشيء الذي لا يشجع المستثمرين على خوض هذا الميدان). وتضم دول العالم العربي (21 دولة أعضاء في الجامعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية) بحسب احصاءات عام 2004 نحو 316 مليون نسمة يبلغ إجمالي ناتجها القومي 813 مليار دولار بمتوسط دخل فردي 2571 دولار. ومع ذلك لا يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي 11 مليونا و755 ألف شخص بحسب احصاءات الاتحاد الدولي للاتصالات الذي ينظم المؤتمر في العاصمة القطرية. ولا تتجاوز نسبة من يحصلون على الخدمة 3.71 في المائة.
وفي المقابل، فإن انتشار الهاتف النقال في الدول العربية يزداد باطراد حيث بلغ عدد المشتركين فيه عام 2004 نحو 45.9 مليون مشترك مع نسبة حصول على الخدمة تبلغ 14.51 في المائة.
ويتجاوز الإقبال عليه الإقبال على الهاتف الثابت الذي يشترك فيه 27.1 مليون شخص بنسبة حصول على الخدمة تقدر ب8.59 في المائة، بحسب المصدر نفسه. ويذكر أن مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى تضم 429 مليون مستخدم للانترنت في حين ان عدد المستخدمين لهذه التقنية في بقية انحاء العالم يقدر ب444 مليون مستخدم.
غير ان تطور استخدام شبكة الإنترنت يختلف من منطقة إلى أخرى في العالم العربي، وأكد إبراهيم حداد ممثل الاتحاد الدولي للاتصالات في المنطقة العربية ان (التطور يختلف من بلد إلى آخر).
ولاحظ ان (الدول الخليجية تتقدم في شكل سريع جدا في هذا المضمار) مضيفا ان الدول العربية تعاني إجمالا من (ضعف البنية التحتية إضافة إلى الأمية العادية والأمية الاكترونية).
ومع ذلك، رأى الوزير السوري عمرو سالم أن (العرب، قادة وشعوبا، يجمعون على ضرورة الانطلاق بقوة في مضمار تكنولوجيا الاتصالات).
وقال (أنا متفائل بمستقبل العرب في تكنولوجيا الاتصالات، فليس هناك بينهم من يرفض التجارة الالكترونية أو الخدمات الرقمية). لكنه شدد على (ضرورة سد الفراغات التشريعية حتى يقبل المستثمرون بثقة على إنشاء مادة عربية على شبكة الإنترنت). وبدا حداد أكثر تفاؤلا بقوله ان (العرب في طريقهم نحو تجسير الهوة الرقمية)، وأضاف (حتى الآن نصف الدول العربية تملك هيئات أو اجهزة اتصالات مستقلة مما يساعد على تجاوز المشاكل التشريعية ويشجع المستثمرين على الدفع بأموالهم في هذا الاتجاه).
وأضاف أن الدول العربية حررت 43 في المائة من شركاتها الكبرى في مجال الاتصالات وفتحت قطاع الانترنت بنسبة 76 في المائة للقطاع الخاص، في حين فتحت قطاع الهاتف النقال بنسبة 87 في المائة.
وعلى المستوى الاقليمي، أشار حداد بتفاؤل إلى ان (الاتحاد الدولي وافق على مساندة تطبيق ستة مشاريع عربية اقليمية منها مشروع (الذاكرة العربية) الذي ستحتضنه المغرب).
ولفت إلى (مشروع نقاط النفاذ العربية التي ستربط شبكات الإنترنت اقليميا بحيث تنتفي الحاجة إلى المرور بأوروبا أو بالولايات المتحدة بما سيخفض التكلفة)، موضحا أن الكلفة الإجمالية لإنجاز هذا المشروع تقدر بمائتي مليون دولار.
وكان البنك الدولي حث الدول النامية على تعزيز دور القطاع الخاص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي سيستقطب سنويا استثمارات بقيمة مائة مليار دولار، وفق بيان نشر الخميس على هامش مؤتمر الدوحة الذي يبحث في سبل ردم الهوة الرقمية بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 