بفضل أنظمة تعد بمزيد من السرعة والأمان الكومبيوتر يتخلَّى عن ساعته قريباً
|
بدأت ساعة أجهزة الكومبيوتر التقليدية المستخدمة حاليا تنسحب من الميدان.فمنذ ابتكار الانظمة السريعة والمتطورة في الستينات، كانت جميع تصاميم التجهيزات مبنية على مبدأ الساعة التي تتخذ شكل بلورة الكترونية دقيقة تصدر نبضات سريعة من الكهرباء لتأمين تزامن دفق البيانات الى حد يمكن معه اعتبار هذه البلورة القلب النابض لجهاز المعالجة بنتيوم وغيره من الرقائق المشابهة له، ورغم هذا النجاح الظاهري بدأ التقدم يضعف دور هذه الساعة ويحولها الى نقطة الضعف في أجهزة الكومبيوتر، ذلك ان هذه الاجهزة باتت اليوم معقدة الى درجة صارت فيها الساعات تحد من امكان ادائها، غير أن الحل يلوح في الأفق.
ففي مواجهة هذه المشكلة الكبيرة طورت مجموعة من العلماء في بريطانيا جيلا جديدا من المعدات وأدوات التصميم المبنية على افكار طورت في الاصل خلال الخمسينات، وهذه الأنظمة اللازمنية أو الخالية من الساعات تبشر بمزيد من السرعة والامانة والأمن والتصغير، أما أساس المشكلة فهو أن النبضات الكهربائية التي تعبر بسرعة الضوء، ليست سريعة بما فيه الكفاية للحفاظ على الوقت بدقة عندما تتنقل بين ملايين الترانزيستورعلى رقاقة واحدة، ونتيجة ذلك ان الاخطاء تقع في البيانات، وظاهرة شبه الاستقرارهذه مشكلة أساسية وغير قابلة للحل تجابه المصممين الذين عليهم اقامة نوع من التوازن بين السرعة وتعقيد الانظمة من جهة، والحاجة الى انتظام العمل من جهة أخرى.
وتعتمد الانظمة اللازمنية على بروتوكول لنقل بيانات واستقبالها لا ينظمه أي توقيت، وقد يطبق هذا الامر محليا على جهاز كومبيوتر أو في شكل عام على عدة أجهزة كومبيوتر تعمل كشبكة، ويتم تبادل البيانات من طريق «المصافحة» أو الاتفاق حول البروتوكول المقبول من كل الاطراف، وتولد ساعات أجهزة الكومبيوتر حرارة وترددات عالية إذ تستهلك مقدارا كبيرا من الطاقة التي يسمح التخلص منها لاجهزة الكومبيوتر المحمولة بأن تعمل بطاقة أقل مما يتيح تصغيرها في شكل أكبر مستقبلا، وتؤمن هذه المقاربة الحديثة ربحا إضافيا من حيث الامان ذلك أن الانظمة اللازمنية تؤدي الى التأثير سلبا على سارقي البيانات على الكومبيوتر إذ إن نقل البيانات بطريقة غير منتظمة وفقا لنماذج غير نظامية يسمح بترميز المعلومات بفاعلية أكبر من الفاعلية الحاضرة.
والخلاصة ان هذا التطوير سيحول التكنولوجيا اللازمنية الى عرض تجاري اكثر جاذبية، وثمة اشارات تظهر أن العالم اليوم يشرف على مرحلة انتقالية، فالعلماء يتحدثون عن تطوير طبقة متوسطة من الانظمة تدعى GALS وهو اختصار بالانكليزية لعبارتي لا تزامني شامل ولا تزامني محلي، ولا يخفى على أحد في عالم تكنولوجيا المعلومات ان شركة فيليبس Philips العالمية للالكترونيات أنتجت اداة مناداة تجريبية مصنوعة من دارات لا متزامنة كما تطور أجهزة أخرى ترتكز على المبدأ نفسه، ويشاع كذلك أن أحد أكبر المصنعين يصمم الجيل التالي من أجهزة معالجة الكومبيوتر التي تحتوي على عنصر لا زمني واحد على الاقل، فالتقدم يواكب التغيير.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|