|
الحمض النووي يرسم مستقبل التقنية !ط
|
أجهزة الحاسوب التي ستقوم جامعة جنوب كاليفورنيا بتصنيعهالن تكون متميزة بحجمها الصغير أو قدراتها الحاسوبية الهائلة بل ستكون مميزة بتصنيعها من الحمض النووي «DNA»، وجهاز الحاسوب هذا الأشبه بمختبر كيمياء حيوية أكثر منه جهازاً حاسوبياً كان أول أداة غير إلكترونية قادرة على إعطاء أكثر من مليون حل لمشكلة منطقية واحدة!
وفي هذا الصدد يشير الدكتور «لين أديلمان» الذي قاد فريق البحث الذي عمل على إنتاج هذا النوع من الحواسيب، إلى أن نظام عمل الحمض النووي شبيه جداً بطريقة عمل الحاسوب والمعتمدة على ثنائية الرموز (1) و (0) فكل خيط من الحمض النووي مكون من اتحاد بعض الرموز الشبيهة برقمي (1) و(0)، بل إن الحمض النووي يقوم بنسخ وتخزين المعلومات وترتيبها بشكل ثنائي زوجي وبشكل مشابه لطريقة عمل الإقراض الصلب والمعالجات التي يتم انتاجها صناعياً، ففي داخل كل خلية تتوافر جميع الأدوات وكل ما يقتضيه الأمر هو إتمام العمليات الحاسوبية.
غير أن اشكالية هذا النوع من الحواسيب تتمثل في أن الأمر استغرق منها أكثر من يومين لتحل مثل تلك المسألة في الوقت الذي يقدم جهاز حاسوب تقليدي بحلها من أقل من ثانية. وعلى هذا الأساس يعتقد الدكتور أديلمان بأن الأمر يحتاج إلى ما يشبه ثورة تقنية مختلفة حتى يصبح في إمكان هذه الأجهزة الحاسوبية المعتمدة على الحمض النووي أن يكون بمستوى الأجهزة الحاسوبية المستخدمة في الوقت الحالي.
وهنا يبرز التساؤل عن السبب في هذا الاهتمام لمثل هذا النوع من العمليات الحاسوبية المعتمدة على الحمض النووي، الإجابة متعددة الأطراف، وإن كان يمكن تلخيصها في أن هذا النوع من الأجهزة الحاسوبية يمكن استعماله في فك عقدة نوع من المسائل تعجز الأجهزة الحاسوبية التقليدية عن حلها، كما أن هذه الأجهزة تمثل أنموذجاً للعمليات الحاسوبية المستقبلية التي تجري على مستوى الجزئيات، وبالتالي تقضي على مشكلة الحجم والمساحة التي تعوق من تطوير صناعة أشباه الناقلات، هذا بالإضافة إلى أن هذه العمليات تجسّد كيفية عمل الحمض النووي كمركب معلومات متكامل، وكيف أن الحسبة باستخدام الحمض النووي يمكن أن تجري بشكل متواز، وهاتان النقطتان الأخيرتان تحديداً هما اللتان تجعلان من مفهوم استخدام الحمض النووي في العمليات الحاسوبية أمراً جذاباً في العالم التقني، فوجود أربعة قواعد في شريط الحمض النووي وهي A، T، C، G، يعني توفر كمية هائلة من المساحة لتخزين المعلومات، ويكفي الإشارة هنا إلى أن كثافة المعلومات تصل إلى أكثر من مليون GBITS لكل بوصة مربعة مقارنة بسبعة GBITS في حالة القرص الصلب للأجهزة الحاسوبية التقليدية.
هذا كله سبب مقنع لأن يحث بعض العلماء خطاهم في سبيل جعل هذا المفهوم واقعاً يفرض نفسه في المستقبل الحاسوبي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 