مخاطر الإنترنت
|
هناك مسألتان مغايرتان فيما يتعلق بسلامة الإنترنت:
الأولى هي ما يتعرض له أطفالك على الإنترنت، سواء عن قصد (كدخول مواقع لا ترغب في إطلاعهم عليها) أو عن غير قصد، المسألة المهمة هنا تتعلق بالاتصال المباشر بين طفلك وشخص آخر على الشبكة قد تؤدي إلى كشف طفلك لمعلومات قد تعرضه أو أسرته إلى خطر شخصي، لعل أكثر ما يعجب الأفراد في التواصل عبر شبكة الإنترنت هو عنصر المجهول. فالأطفال يمكنهم التواصل مع أي أحد عبر الإنترنت لا يحدهم في ذلك مظهر ولا عمر ولا أية جوانب أخرى قد تؤثر على التواصل الواقعي، وهو ما يضفي شعورا بالحرية والانطلاق على العلاقات الناشئة عبر الإنترنت، وكثيرا ما نقرأ تقارير عن أحاديث راقية ومواضيع ناضجة تدور بين بالغين وأشخاص آخرين عبر الإنترنت، يظنهم البالغون كبارا ثم يكتشفون بعد ذلك أنهم مجرد أطفال أو مراهقين.
هذه العلاقات الإنترنتية تتسم بطابع أكثر شخصية وحميمية من العلاقات الشخصية الخارجية بسبب عنصر التخفي الذي يحرر الأفراد من الحاجة إلى التظاهر أو الحرج ويجعلهم ينطلقون بانفتاح وصراحة أكبر في هذه العلاقات.
قد تنشأ علاقات حميمة للغاية عبر أحاديث الإنترنت وحدها ويترسخ معها شعور عميق بالثقة في الطرف الآخر المجهول، وهنا يكمن الخطر، هذه العلاقة الحميمة بكل تفاصيلها تنشأ مع شخص غريب، والحديث الذي يدور بين الغرباء على الإنترنت قد يكون كله صحيحا أو كله وهميا زائفا، وعندما تحين لحظة الثقة وقرار اتخاذ الخطوة التالية نحو معرفة هذا الصديق المجهول يكمن الخطر الأكبر، فالأطفال والكبار على حد سواء يجب أن يتوقفوا هنا ويميزوا بين الحقيقة والوهم ويعترفوا بالخطر الكامن في الكشف عن شخصياتهم الحقيقية أو الاتصال المباشر بالطرف الآخر سواء عبر البريد الالكتروني أو الهاتف أو اللقاء المباشر.
وإذا كان للكبار حرية اتخاذ قرارهم بهذا الشأن، كما يقع على عاتقهم نتائج هذا القرار، فإن الأطفال ليس لهم حرية اتخاذ مثل هذا القرار ولا ينبغي تركها لهم بحال من الأحوال.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|