وثبات تقنية هائلة شهدها عام 2004 مهدت لانطلاقة واعدة في العام الجديد * إعداد: محمد شاهين:
|
هل كان عام 2004 عام النهضة التقنية؟ سؤال تجيب عنه السطور الآتية من خلال عرض مجموعة من أشهر التقنيات التي اكتشفت أو تطورت أو لمعت خلال العام الماضي.
وبشكل عام فإن كثيراً من المؤشرات التي ظهرت خلال العام الماضي تبين أن هناك عدداً من الشركات والتقنيات سوف تصيغ فصلاً كاملاً من فصول الاقتصاد في العالم خلال السنة أو السنوات القادمة.
ومن أبرز الأخبار التقنية لعام 2004م ما يلي:
انطلاقة جديدة لمحرك البحث
Google
من بين أهم أخبار وادي السيليكون في عالم الإنترنت انطلاقة محرك البحث Google بشكله الجديد، وتلك الإمكانات الجديدة التي دعم بها خدمته البحثية على شبكة الإنترنت.الحقيقة أن محرك Google قد أصبح من أشهر المواقع الخدمية على كل المستويات، فهو لم يعد مجرد محرك بحث عادي وإنما هناك خدمة الترجمة والتسوق الإلكتروني، ولا ننسى خدمة البحث في الملفات الإخبارية، تلك الخدمة التي انطلقت أيضاً العام الماضي.
على صعيد آخر، كان لموقع Google انطلاقة كبرى في عالم البورصة والأسواق المالية حيث دخل لأول مرة وبعد كثير من فترات الترقب لسوق الأسهم الأمريكية حيث كان أول سعر تحصل عليه الشركة هو 85 دولارا للسهم، ذلك السعر الذي يرى محللو الأسواق المالية أنه سعر مرتفع جداً عن المعدل الطبيعي، على الأقل بالنسبة لشركة لا تزال تخطو خطواتها الأولى في عالم الأسهم، ناهيك عن أن نسبة البيع المرتفعة سوف تجعل الشركة من أغنى الشركات المشتغلة في التكنولوجيا والإنترنت.
لكن من المتوقع أن يشهد موقع Google منافسة محمومة من امثاله من محركات البحث الأخرى ومواقع التسويق الشهيرة على الشبكة مثل Yahoo وAmazon وذلك في السنة القادمة.
قفزة الاتصالات الكبرى عبر الإنترنت VolP
قدمت عدة شركات تقنية تعمل في مجال الإنترنت، منها Vonage وSkype وشركات أخرى خدمة الاتصال عبر الإنترنت أو خدمة Voice over Internet
Protocol، وكان اكتشاف هذه الخدمة الجديدة معناه أن ثورة جديدة من ثورات الإنترنت سوف تقضي على تقنية الاتصالات العادية المعروفة والتي كانت ثورة منذ قرن مضى، والحقيقة أن تلك الخطوة قد شجعت شركة AT&T العالمية للاتصالات مثلاً، إلى أن تدفع نفسها في هذا الاتجاه الجديد من قبيل التماشي مع تقنيات العصر الجديد، وذلك من خلال تقديم خدمات VolP الخاصة بها، وربما كان الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لهذه الخدمة هو أنها أكدت على ضرورة وجود استثمارات أكبر في مجال التوصيلات اللاسلكية فائقة السرعة داخل المنازل والشركات حيث يتوقع أن تشهد سيلاً كبيراً من الاتصالات الرقمية في الفترة القادمة، من ناحية أخرى أعلنت شركة Vonage أن إحدى الشركات الصغرى سوف تبيع خدماتها الخاصة بتقنية VolP في منافذها على الشبكة، كل ذلك والخدمة لا تزال في مهدها الأول.
عام الصفقات
شهد عام 2004 عددا من الصفقات
والاندماجات بين شركات كبرى وأخرى صغرى حتى أنه يمكننا أن نلقب هذه السنة بعام الصفقات الباهظة.
كان من أشهر الصفقات
شركة Oracle استطاعت مؤخراً شراء حق استخدام برامج شركة PeopleSoft لرجال الأعمال والتي بلغ سعرها10.3 بلايين دولار.
كما كان لمجال برامج الحماية صفقاته
الخاصة حيث قامت شركة Symantic لبرامج الحماية والبرامج المضادة للفيروسات بشراء حق استخدام البرامج من إنتاج شركة Veritas مقابل 13.5بليون دولار.
قامت شركة Microsoft لبرامج التشغيل بإضافة إحدى شركات البرامج المضادة للتجسس إلى امبراطوريتها.
كما قامت Google بشراء عدة شركات من مجال التكنولوجيا، بهدف تدعيم خدماتها البحثية عبر موقعها، وكان أشهر تلك الشركات شركة Keyhole لخدمات الخرائط الرقمية.
جهاز iPod وثورة الموسيقى
في العالم
كانت عملية طرح جهاز iPod تدعيماً كبيراً لاسم شركة Apple في سوق الإلكترونيات في العام الماضي، ولكن ذلك لم يكن كل القصة، لقد انتشر الجهاز في عالم الموسيقى والملفات الصوتية وتحميلها من على شبكة الإنترنت حتى أن شهرته أصبحت تذكرنا بالثورة التي أحدثتها شركة Sony عندما طرحت في الأسواق جهاز ال Walkman في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، جدير بالذكر أن شركة Apple من خلال خدمة iTune وكثيرا من الشركات الأخرى مثل
RealNetwork وWalMart وغيرها تبشر بمستقبل كبير في بيع وشراء الملفات الصوتية والموسيقية من خلال شبكة الإنترنت، وذلك في مقابل اعتماد هواة الموسيقى على خدمات التحميل المجانية من المواقع والبرامج الخاصة بمشاركة الملفات (File Sharing)، والأخبار السعيدة أن خدمة iTune وحدها قد باعت ملفات صوتية بمبلغ 200 مليون دولار خلال العام الماضي فقط، الأمر الذي يعني نجاح الفكرة.
إدفع لكي تلعب
كانت هذه القضية من أهم القضايا المطروحة على الساحة في العام الماضي، إنها مسألة القرصنة والحصول على ألعاب الفيديو والكمبيوتر عن طريق الإنترنت من خلال عمليات الاختراق لمواقعها الخاصة.
فكما نجحت Apple في احتواء أزمة تحميل الملفات الصوتية من الشبكة، كانت هناك أزمة أكثر حدة تعاني منها مواقع الألعاب وهي أزمة حقوق الملكية التي باتت مهدرة على صفحات الإنترنت، لهذا السبب بدأ كل من جمعية التسجيل الصناعي الأمريكية وجمعية الفيلم الأمريكية حملتهما ضد القرصنة على مواقع الألعاب، إلا أن تساؤلاً قد أثير بهذا الصدد وهو هل تنجح هذه الحملة في القضاء على مثل هذه الجرائم أم أنها ستتسبب في أن تحول هذه العمليات إلى سوق أكثر سواداً؟ وفي حين لم تستمر سنة 2004 لتشهد حلاً لهذا السؤال تتجه الأنظار نحو العام الجديد ونحو المحكمة العليا أيضاً في الولايات المتحدة
للفصل في المسألة.
من ناحية أخرى يتوقع المحللون إصدار قوانين جديدة من قبل مجلس الكونجرس من أجل الحد من هذه العمليات وذلك خلال العام الجديد 2005م.
برامج التجسس ورسائل الSpam أسباب المعاناة في 2004
كانت الحالة العامة على الشبكة العنكبوتية غير مستقرة، بل ومضطربة جداً من الناحية الأمنية خلال العام الماضي، سواء من ناحية الاختراقات بفضل كثرة برامج التجسس والاختراقات، أو من ناحية أخرى وهي مسألة الرسائل غير المرغوب فيها أو رسائل (Spam)، وكما توقع كثير من خبراء مجال الإنترنت في عام 2003، فقد بلغت نسبة الرسائل غير المرغوب فيها داخل صناديق البريد الإلكتروني لأغلب المستخدمين أكثر من 60%، كما بلغت نسبة الأجهزة المخترقة من خلال اتصالها بشبكة الإنترنت ما يزيد عن 67% منالأجهزة، والحقيقة أن إغراء المستخدمين بالدخول لمواقع التحميل المجانية ومواقعالعروض المالية الوهمية كان له نصيب الأسد في تعريض تلك النسبة من الأجهزة للاختراق وبرامج التجسس، والأسوأ من ذلك أن رفع الدعوات القضائية وسن
القوانين الجديدة لم يكن كافياً ولا مريحاً للبال كما كان يتوقع، حيث لم يحد من هذه الجرائم ولم يقلل حجمها، حتى باتت توعية المستخدمين بمثل هذه المواقع الوهمية وتسليح الأجهزة ضد مثل هذه البرامج هما الحلين المناسبين لاتقاء شر هذه الجرائم، فهل يقدم لنا العام الجديد حلاً آخر أكثر فعالية؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.
المتصفح FireFox وعودة المنافس
شهد عام 2004 أيضاً ظهور المتصفح Netscape في حلته الجديدة FireFox والذي طالما كانمنافساً قوياً لمتصفح العملاقة مايكروسوفت Explorer، وكان المتصفح الجديد قد تم تدعيمه من قبل جمعية Mozilla وبالاعتماد على متصفح Netscape الجديد، كانت النسخة الجديدة قد تم تحميلها فيما يزيد عن 10 ملايين نسخة تجريبية مجانية منذ صدورها الشهر الماضي فقط، كما أظهرت الاختبارات للبرنامج الجديد سهولة استخدامه حيثيمكن لأي شخص استخدامه مهما كانت ثقافته عن التصفح ضئيلة، إلا أن السبب الأكثر أهمية لإثبات تفوقه هو أن نسخة FireFox 1.0، يمكنها أن تعمل على كافة أنظمة التشغيل سواء أكانت من فصيلة Windows أو من برامج التشغيل الأخرى مثل Linux، الأمر الذي يجعل من هذا المنتج المتصفح الجيد حلاً
مثالياً عبر البرامج المختلفة.وعلى ذلك فمن المتوقع أن يشهد عالم الإنترنت منافسة قوية خلال العالم الجديد.
مزيد من المصادر المفتوحة
يضعف مركز العملاق
لم تكن مشكلة المتصفح هي الضربة الوحيدة للعملاق Microsoft، فمشكلة المتصفح في النهاية مشكلة المصادر المفتوحة أو المتاحة، وعلى ما يبدو أن مشكلة المصادر المفتوحة (التحميل المجاني) قد منحت الفرصة أيضاً لمنتجي برامج التشغيل الأخرى وعلى رأسها linux للترويج لمنتجاتهم وإتاحة الفرصة من خلال ذلك لمزيد من المستخدمين للاتجاه الى البرامج التشغيلية الجيدة ولو من باب الفضول، والأكثر من ذلك أن هذه المصادر المفتوحة كانت سبباً في أن تتجه الشركات العملاقة وحتى الحكومات، فضلاً عن المستخدمين الأفراد، لتجربة برنامج التشغيل الجديد، الأمر الذي دفع الشركة العملاقة لأن تطلق على المصادر المفتوحة لقب (الخطر المتزايد) والذي يهدد مصالحها، كما أضافت أن اتجاه كل من شركتي Intel وIBM العملاقتين لتجربة برنامج Linux قد فتح الباب لأن يكون هذا المنتج هو البديل عن Windows.
ومن ناحيته فإن مركز Linux قد دُعم بفضل البرامج والتطبيقات الكثيرة التي بدأت في الظهور خلال العام الماضي.
شركة Sony تطرح الكمبيوتر المحمول الأصغر في العالم (VAIO)
كان الكمبيوتر المحمول من Sony والذي طرح خلال العام الماضي أصغر الأجهزة المحمولة على الإطلاق، ليس هذا فحسب وإنما كان الأخف أيضاً على الإطلاق.
لا عجب إذاً أن أطلقت عليه Sony لقب (الورقة) خاصة وأن وزنه لا يزيد عن 1.8 رطل. وقد استخدمت Sony في صناعة هذا الجهاز نوعاً مصغراً من اللوحة الأم كما استغلت المساحة الموجودة أعلى لوحة المفاتيح لتثبيتها.
الحقيقة أن حامل الجهاز لن يشعر به في حقيبته، ولكنه من المؤكد سيشعر به في محفظته،حيث طرح الجهاز في الأسواق بسعر3.000 دولار، ويتمتع الجهاز بمعالج من نوع Pentium M، وذاكرة بحجم 512 ميجا بايت، إضافة إلى القرص الثابت ذي السعة 20 جيجابايت.أما الجسم الخارجي فقد تم تصنيعه من مادة النيكل وهذا يمنحه صلابة غير مسبوقة. كان صغر الحجم بالنسبة للأجهزة المحمولة أمراً مبهراً للمستخدمين، فكان جهاز توشيبا Portege، وكان جهاز Sharp، وغيرها ولكن لم يتمكن أحد من الوصول إلى ما وصلت إليه Sony من خلال Vaio.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|