تعد ثورة جديدة في عالم الوسائط المتعددة أسطوانة مزدوجة تجمع بين مزايا الـ(سي. دي) والـ(دي. في. دي)
|
* إعداد إسلام السعدني:
باتت الأنظار حاليا مصوبة باتجاه ثورة جديدة في عالم الوسائط المتعددة، وهي تلك التي تتمثل في الاسطوانة المزدوجة التي تعد نتاجا لدمج مميزات الاسطوانات المدمجة التقليدية ال(سي. دي) وأقراص الفيديو الرقمية ال(دي. في. دي) في وسيط واحد.
وعن هذه الثورة الجديدة نشرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) تقريرا مطولا كتبه ستيفن همفريس، تناول فيه مميزات تلك الاسطوانة الجديدة التي يمكن أن تحمل على أحد وجهيها محتويات اسطوانة مدمجة عادية، بينما تحمل على الوجه الاخر مقاطع موسيقية مصورة أو حوارات ومقابلات أو حفلات موسيقية أو حتى مجموعات من الصور ويوضح همفريس في تقريره أنه يمكن تشغيل الاسطوانة الجديدة على غالبية الأجهزة التي تُستخدم لتشغيل الاسطوانات المدمجة العادية أو أقراص ال(دي. في. دي).
ويشير إلى أن أغلب الاسطوانات المزدوجة الجديدة التي تباع الواحدة منها بسعر أغلى من نظيرتها العادية بما يتراوح بين دولار إلى ثلاثة دولارات، تعطي إمكانيات أكبر من حيث الصوت المجسم، وهو ما يستفيد به عدد كبير من المستهلكين ممن تتصل أجهزة تشغيل أقراص ال(دي. في. دي) الخاصة بهم بأنظمة صوت متطورة.
ويردف الصحفي الأمريكي في تقريره قائلا: إن الحديث عن هذه الإمكانات الكبيرة في مجال الصوت لا يعني أن الاسطوانات المزدوجة لا تهدف سوى لإرضاء أولئك المهووسين بالموسيقى الصاخبة ويشير في هذا الصدد إلى أن شركات التسجيلات تأمل في أن تؤدي أعمالا رفيعة المستوى مثل ألبوم بروس سبرنجستين (Devils & Dust) الذي سيطرح على اسطوانات مزدوجة فحسب نهاية هذا الشهر إلى تعريف مستهلكي الاسطوانات التقليدية بالإمكانات الكامنة في هذا النوع الحديث من الاسطوانات.
ال(سي. دي) في خطر
ويؤكد تقرير (كريستيان ساينس مونيتور) أن إقبال شركات التسجيلات على ذلك النمط الجديد من الاسطوانات يستهدف أيضا وضع حد للتراجع المستمر فى مبيعات الاسطوانات التقليدية ويرجع هذا الأمر كما يشير ستيفن همفريس إلى ما يجري من تبادل غير مشروع للملفات الموسيقية بين مستخدمي الحاسب الآلي، وهو ما يجعل الكثيرين منهم في غنى عن شراء الاسطوانة طالما يستطيعون الحصول على الملفات المخزنة عليها مجانا، ناهيك عن الرواج الرهيب لعمليات إنزال الملفات الموسيقية من على العديد من مواقع شبكة الإنترنت ويوضح همفريس أن تلك العوامل مجتمعة أدت إلى حدوث نوع من أنواع الارتباك في أوساط صناعة الاسطوانات المدمجة، خاصة وأن شبكات توزيعها المتهالكة التي ترجع إلى عدة عقود لم تستطع التكيف مع الظروف المستجدة، وكل ما كانت تقوى عليه لم يكن يعدو توصيل الاسطوانات إلى منافذ البيع.
ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من أن شركات التسجيلات ولجت درب التجارة الالكترونية للملفات الموسيقية، إلا أنها أيضا لم تترك ساحة الوسائط المتعددة بهدف زيادة مبيعاتها سواء تلك التى تتم بالشكل التقليدى المتعارف عليه أو التي تجري عبر الإنترنت وفي هذا الإطار ينقل ستيفن همفريس عن بريان جاريتي الكاتب الاقتصادي في مجلة (الإعلان) قوله:
إن صناعة التسجيلات تسعى بأقصى ما لديها من قوة لزيادة الطلب على الاسطوانات المدمجة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ظروف هذه الصناعة في وقتنا الحالي أدت لانخفاض مبيعات الوسائط التى تحتوي على أعمال موسيقية مثل ال (سى. دي) وغيرها ومن هذا المنطلق يرى همفريس أن المزج ما بين ال (دي. في. دي) وال(سي. دي) يعد تطورا ايجابيا بالنسبة للعاملين في تجارة الاسطوانات الموسيقية، الذين يعانون بشدة منذ أن بدأ الجانب الأكبر من المستهلكين يقبلون أكثر على شراء الاسطوانات التي تحتوي على أفلام ومقاطع مصورة.
وينقل الكاتب الأمريكي في تقريره عن جيري سواريز أحد المسؤولين الكبار في مجموعة (فيرجين) للترفيه قوله إنه على الرغم من أن النسبة الأكبر من إصدارات المجموعة لا تزال تتمثل في الأعمال الموسيقية، إلا أن من الجلي أن الجانب الأعظم من هذه الأعمال يتم طرحه على أقراص (دي. في. دي) بغض النظر عما إذا كان محتواها عبارة عن موسيقى خالصة أو مقاطع مصورة، مضيفا أن ذلك يمثل قطاعا يتنامى بسرعة في إطار صناعة الموسيقى.
تجربة السينما
إلى جانب ذلك، يكشف تقرير (كريستيان ساينس مونيتور) النقاب عن أن شركات التسجيلات استفادت كثيرا من تجربة شركات الإنتاج السينمائي التى نجحت فى بيع المليارات من أقراص ال(دي. في. دي) بفضل تزويدها ببعض المميزات الإضافية، وهو ما دفع المسؤولين التنفيذيين في شركات التسجيلات إلى التوصل إلى استنتاج مفاده أنه يمكن بهذا الأسلوب أيضا استمالة محبي وعشاق الألبومات الموسيقية الجديدة أو حتى القديمة عبر طرحها مجددا على اسطوانات مزدوجة تشمل مميزات إضافية بدورها.
ويستطرد ستيفن همفريس في تقريره موضحا أن من بين هذه المميزات أن تلك الاسطوانة الحديثة قادرة على استيعاب مشاهد مصورة أطول من حيث المدة الزمنية، بالاضافة إلى إمكاناتها الكبيرة فيما يتعلق بالصوت المجسم والتي تحدثنا عنها من قبل.
ويضرب الرجل مثالا على ذلك بالقول: إنه بات من الممكن بواسطة الاسطوانات المزدوجة إعادة طرح ألبوم ميلز دافيز (KIND OF BLUE) مصحوبا بفيلم وثائقي حول مراحل تنفيذ هذا الألبوم الشهير، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأمر ذاته سيتم مع ألبوم سبرينجستين القادم والذي سيطرح على اسطوانة مزدوجة تباع بنفس سعر الاسطوانة التقليدية برغم أنها ستشمل من بين محتوياتها فيلما للمغني نفسه وهو يدندن بصوته بعض المقاطع من الألبوم.
وفي التقرير يطرح ستيفن همفريس ميزة أخرى للاسطوانة المزدوجة يتحدث عنها بوز جودارد أحد كبار الكتاب في موقع highfidelityreview. com على شبكة الإنترنت والذي يؤكد أن تلك الاسطوانة الحديثة ستوفر إمكانات أكبر فيما يتعلق بجودة الصورة، مشيرا إلى أن تحميل الأعمال الفنية على اسطوانات مزدوجة أثر بالسلب على جودة هذه الأعمال من الناحية البصرية مما جعل المتلقي غير قادر على تقييمها على الوجه الأمثل، نظرا لأنه لا يراها بالوضوح المطلوب، وهو العيب الذي تم تلافيه في الاسطوانة المزدوجة التي تحوي إمكانيات كبيرة من الناحية البصرية ولكن الكاتب يردف في تقريره قائلا:
إن الاستفادة من هذه الميزة لا يزال نظريا حتى الآن، لأن شركات التسجيلات لا تزال لا تحفل كثيرا بمحتويات الوجه الثاني من الاسطوانة المزدوجة حيث تضع على هذا الوجه محتويات تافهة من قبيل الحشو ليس أكثر ويشير التقرير إلى أن السبيل الأمثل لترويج هذا النوع الجديد من الاسطوانات بالشكل المنشود يتمثل في أن يهتم القائمون عليه بوضع مضامين تستحق المشاهدة.
النموذج الكندي
ويقدم لنا الكاتب في هذا الصدد تجربة فريق (SIMPLE PLAN)، وهو فريق موسيقي من مدينة مونتريال الكندية نجح في أن يوزع من ألبومه الأخير (لم يحصل على أي شيء بعد) ما يقرب من مليون نسخة من الاسطوانات المزدوجة وحدها، وكان العامل الرئيس في هذا الرواج الكبير يكمن في أن الاسطوانة كانت تحتوي على فيلم فيديو يصور أعضاء الفرقة وهم في استوديو التسجيلات.
وينقل همفريس عن (تشوك كوميو) أحد أعضاء الفريق قوله في هذا الصدد (لقد قمنا نحن بتصوير أنفسنا، وكتابة الحوارات التي تبادلناها خلال هذا الفيلم بأنفسنا أيضا، ونحن كذلك من طلب من الشركة المنتجة أن تضع ذلك الفيلم على الاسطوانة ويعلق الكاتب على ذلك قائلا: إن مثل هذه الأفلام تعد إحدى الوسائل التي تجعل الجمهور يشعر بأنه اقترب من أعضاء فرقته المفضلة أكثر وأكثر وهو ما يؤكده كوميو أيضا مشيرا إلى أن الجماهير تريد الآن ما هو أكثر من سماع الموسيقى فحسب، إذ يرغبون في الاقتراب من كل شيء له علاقة بأعضاء الفرقة التي يفضلونها:
موسيقاهم.. شخصياتهم.. عروضهم.. يريدون أن يقتربوا من كل شيء يرمز له هؤلاء الفنانون ويعود ستيفن همفريس ليشير إلى ما يقوله جاريتي من أن الاسطوانة المزدوجة تتيح الفرصة لشركات التسجيلات لاستخدام الجزء الذي يحوي مميزات أقراص الفيديو الرقمية ال(دي. في. دي) من أجل وضع الصور والعلامات التجارية للفنانين الذين تحتوي الاسطوانة على أعمالهم ويقول الكاتب في تقريره:
إن السؤال لا يزال مطروحا عما إذا كان هذا النوع الجديد من الاسطوانات سيجتذب فقط المهوسين من عشاق الموسيقى الذين يعتبرون زبائن دائمين للاسطوانات الموسيقية، أم سيمتد أثره إلى المشترين غير المنتظمين كما كان الحال مع ألبوم جينفير لوبيز (الانبعاث).وفي النهاية يستعين ستيفن همفريس برؤية يطرحها توماس هيس رئيس شركة التقنيات الرقمية العالمية التابعة لمجموعة (سوني. بي. إم. جي) الموسيقية للترفيه، والذي يقول:
إن الشكل الجديد من الاسطوانات يعبر عن توجه صناعة التسجيلات للبعد عن بيع المنتجات التي تحمل محتويات متجانسة كما كانت الحال عليه مع الاسطوانات المدمجة ويضيف هيس قائلا: (سيكون بوسعنا بعد ذلك أن نشتري اسطوانة مزدوجة تحوي أحد ألبومات فنان معين، وأيضا اسطوانة تقليدية وقرص (دي. في. دي) عليهما نفس الألبوم).
ويواصل الرجل حديثه بالقول:
إن عشاق الموسيقى سيستطيعون أيضا الحصول على المقاطع الموسيقية التي يرغبون فيها من على شبكة الإنترنت مقابل اشتراك معين، ويمكن للمرء أيضا أن يحمّل نغمات لهاتفه المحمول بنفس الطريقة..
الخلاصة أننا نتجه أكثر فأكثر إلى عالم يتسم بتعدد المنتجات وتنوعها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|