في خطوة جديدة لتوظيف تقنيات التحكم في الألعاب الإلكترونية يجري الآن العمل على استغلال نفس فكرة المتحكم هذه والاستفادة منها في أجهزة الهواتف المحمولة.
فمن المعروف أن أجهزة الألعاب الإلكترونية الآن يمكنها أن تترجم حركات اليدين للاعب إلى أوامر تحكم في اللعبة نفسها بحث يتفاعل معها ويشعر بالاندماج فيها. وذلك عن طريق ما يسمى بنهايات الاستشعار الدقيقة الموجودة في أذرع التحكم. الجديد في الأمر أن العلماء ينوون استغلال هذه التقنية والاستفادة منها في الأجهزة النقالة المستقبلية. وعندما تفعل هذه التقنية في أجهزة الجوال فإنه يمكن للمستخدم على سبيل المثال تصفح الجهاز الخاص به عن طريق تحريكه يميناً ويساراً دون الحاجة للضغط على أزرار التصفح. وعلى المستوى الأكبر فإن اصطحاب جهاز الجوال المزود بهذه التقنية أثناء المشي أو أداء التمارين الرياضية يعني أن الجهاز سيمكنك من حساب عدد الخطوات التي قمت بسيرها وبالتالي الكيلومترات التي قمت بقطعها.
إنها مجرد بداية
هكذا يقول العلماء حينما يتحدثون عن الإمكانيات التي يمكن أن توفرها هذه التقنية. فإذا كانت نهايات الاستشعار تعمل الآن على محورين أفقيين فقط، فإن المستقبل يعد بنهايات أخرى تعمل على ثلاثة وأربعة محاور. كما سيزيد هذا من مدى الدقة الموجودة في هذه النهايات وبالتالي الدقة في الأداء بشكل عام. وبالفعل، فإن شركة مثل Invensense الأمريكية قد بدأت في تحقيق خطوات متقدمة في الاستفادة من هذه الفكرة. وذلك حينما تمكنت من تطوير العمل بهذه التقنية على المحاور الثلاثة مما أدى إلى قياس سرعة الدوران للجسم. الأمر الذي سيستفاد منه في عملية التقاط الصور من خلال الجوال مثلاً، حيث تفيد التقنية هنا في تحسين ثبات الصورة الملتقطة، ناهيك عن فائدتها في عملية تحديد المواقع والتعقب بتقنية GPS. يقول مدير المبيعات في الشركة: (أشعر وكأننا نقترب من انطلاقة كبيرة في عالم الأجهزة النقالة بتفعيل هذه التقنية في الهواتف النقالة، ونحن بالفعل نتعاون مع كثير من شركات إنتاج الأجهزة النقالة من أجل تحقيق هذه الانطلاقة).
جدير بالذكر أن هذه الفكرة كانت تستخدم منذ عدة سنوات في تصنيع الوسائد الهوائية للسيارات. حيث كان الدور الرئيسي لنهايات استشعار الحركة أن تتنبه للتناقص المفاجئ في السرعة عندما يضغط السائق على المكابح. كما كانت هذه النهايات تسجل مدى شدة الارتطام وقوته.
لكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه التقنية تتجه للأجهزة الإلكترونية الشخصية مثل الكاميرات الرقمية وأجهزة الألعاب والآن إلى أجهزة الهواتف النقالة. وبالفعل فإن العديد من شركات تصنيع الهواتف الشهيرة مثل نوكيا وسامسونج قد بدأت بالاستفادة من هذه التقنية المستشعرة للحركة في أجهزتها بشكل عام.
وبينما استحوذت كوريا الجنوبية واليابان على هذه التقنية في البداية جاءت الولايات المتحدة في نهاية قائمة الدول المستفيدة منها، حيث ستكون شركة آبل الأمريكية هي الأولى التي ستستفيد منها من خلال جهازها الجديد iPhone والذي من المتوقع أن يطرح في الأسواق بحلول النصف الثاني من العام الحالي. وعندما تعمل هذه التقنية سوف يمكن للجهاز توقع طريقة عرض الصورة على شاشته (أفقياً أو عرضياً) بمجرد أن يحرك المستخدم الجهاز في يديه. كما يمكن للهاتف الشعور بأن صاحب الجوال قد رفعه إلى أذنيه في حال إجراء اتصال ما وحينها يمكنه أن يطفئ نور الشاشة موفراً بذلك طاقة البطارية. على أن يعود لإضاءة الشاشة بمجرد أن يرفع المتصل الجهاز من على أذنه. هذا بالإضافة إلى الكثير من الإمكانيات التي تقدم لمستخدمي الهواتف النقالة حتى إن شركة سامسونج قد أطلقت جهازاً منذ عامين يعتمد على هذه التقنية يمكنه التنبؤ برقم الهاتف الذي يريد المستخدم الاتصال به وذلك بأن يقوم بكتابة الرقم في الهواء محركاً بذلك الهاتف في يده.