* الرياض - حمد العنزي
قامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض بتحويل جميع مقتنيات المكتبة النادرة إلى (صيغة إلكترونية) لتقديمها في موقع المكتبة الإلكتروني على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)، لتتيح بذلك فرصة الاطلاع والبحث لجميع المهتمين والباحثين على مستوى العالم وذلك انسجاماً مع معطيات عصر المعلومة المتاحة. وتكمن أهمية المقتنيات النادرة (من عملات وخرائط ووثائق) في كونها تمثل مصدراً معلوماتياً مهماً يحتوي على حقائق قد لا تتوفر غالباً في سواه من المصادر المعلوماتية الأخرى وإدراكاً لأهمية المقتنيات العلمية النادرة، وقيمتها التاريخية، سعت المكتبة منطلقة من موقعها الثقافي إلى جمع المقتنيات النادرة وحفظها، لتجعلها دائماً في متناول الباحثين والمهتمين، ولتساهم في حفظ وحماية التراث والتاريخ العربي والإسلامي.
الجدير بالذكر أن المكتبة تقتني مجموعة متميزة من العملات الإسلامية والتي يتجاوز عددها سبعة آلاف قطعة نقدية (ذهبية - فضية - برونزية) تغطي جميع الفترات الإسلامية اللاحقة كدينار التعريب المضروب في عهد عبد الملك بن مروان بين سنتي (72 - 74هـ) والدرهم الذي يحمل صورة عبد الملك بن مروان المضروب (75هـ) وتشتمل هذه المجموعة على العديد من العملات الفريدة والنادرة للغاية. وتمتلك المكتبة كذلك مجموعة نادرة من الخرائط يعود معظمها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ويبلغ عددها قرابة الألف خريطة، تشتمل على خرائط لشبه الجزيرة العربية، وما حولها، وكذلك على خرائط لمعظم أنحاء العالم ويقوم قسم الخرائط في المكتبة بمراجعة وتدقيق جميع الخرائط الموجودة، وتصنيفها تبعاً للغات التي كتبت بها (كاللاتينية، والإنجليزية، والفرنسية، والهولندية، والألمانية، والبرتغالية، والتركية) ليتم توثيقها، وإنشاء قاعدة معلومات خاصة بها، وينجز قسم الخرائط جميع هذه المهام بالتعاون والتنسيق مع فريق متخصص من الأساتذة ذوي الاختصاص.
وتمتلك المكتبة أكثر من أربعين ألف وثيقة نادرة، تتنوع ما بين برقيات ومذكرات ومراسلات ودعوات شخصية، بالإضافة إلى مسودات لإصدارات كتب، ودراسات وتراجم ومن بين هذه الوثائق (وثائق خير الدين الزركلي، وجورج رنتس، وعبد الرحمن عزام، والأرشيف البريطاني، وقضية فلسطين، وبعض الوثائق الأسبانية، وغيرها بمختلف اللغات).