تعرفت على "محمد حسن فقي" وجها لوجه عام 1388هـ "1968م" عندما كان يسجل بعض الأحاديث الثقافية للإذاعة السعودية، وكان التوجه إذ ذاك، أن يصحب أي مثقف سعودي يأتي للإذاعة مُشاركاً في التوعية والتثقيف إذاعي سعودي، منذ وصول الضيف باب الإذاعة، وحتى مغادرته، ويكون معه ساعة التسجيل في الاستديو، فلقد كانت الإذاعة في حاجة وما زالت الى رجال، يُحسنون صنع ما يقدمونه للمستمعين. |
بهرتني الشخصية الخارجية ل"محمد حسن فقي" قامته الممشوقة. ثوبه الأبيض. عمامته البيضاء، عباءته السوداء. عيناه الواسعتان، لكنّ ما سبق ذلك كما قلتُ قراءتي لرباعياته، وتلك جعلتني أسوغُ لنفسي أن أقول عنه: فيلسوف، يصور في شعره حالة تمزق داخلي، يرى أن بعض الناس يُفسد من صادقهم، كما يرى البُعد عنهم من استكمال الأدب، ويتجنب "صديق العافية لأنه أعدى الأعداء" ولا أشك أن هذه النظرة السوداوية لها ما يبررها عند "محمد حسن فقي" ولكن إثباتها علميا يعوزني الدليل عليه، وليت ناقدا أدبيا سعوديا يفعل ذلك. |
منذ ذلك العام توثّقَتْ علاقتي ب"محمد حسن فقي" وتبلورت في عام مضى، عندما اتصل بي هاتفيا الصديق "الدكتور عبدالله مناع" ينقل رغبة "الفقي" في إلقاء قصيدة له بمناسبة تكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي يقيمه سنويا الحرس الوطني فكان ذلك، مما أعده تشريفاً لي. |
تشدني دوما كلمة "وفاء" وهذه من معانيها كما قرأت في أدبيات الوفاء "الثبات على الحب الى الموت، وبَعْدَ موت الأخ مع اولاده واصدقائه، ومنه ألا يتغير على أخيه في التواضع، وإن ارتفع شأنه واتسعت ولايته وعظم جاهه، ومن الوفاء ألا يسمع بلاغات الناس على صديقه، ولا يصادق عدو صديقه. |
للشاعر الكبير محمد حسن فقي أقول: إنه لا يجملك ريش طاووس، وكلما ازداد شعرك اتساعا، ازدادت شواطئ الحب لك امتدادا، وشعرك يخاطب عقولا لا تُحصى، وأنت جبلٌ من الحصى. |
+++++++++++++++++++++++++++ |
* عضو مجلس الشورى |