* ولكن.. أين هي الحقيقة؟! |
تُحَيِّرُني الحقيقة.. وهي وَهْمٌ |
تخبَّطَ فيه إحساسي، وعقلي |
لقد جرَّبتُها.. فلقيتُ أنّي |
أكاد أرى بها عِلْمي.. كَجهلي!! |
فقد يغدو الترفُّع عند جيلٍ |
لدى جيلٍ سواه.. من التدلِّي!! |
شقيتُ.. فما أرى في الناس إلاّ |
نقائضَ لا تُريحُ ضميرَ مِثلي!! |
*** |
* والشاعر "محمد حسن فقي" في شعره، يريد أن يحقق فكرة الارتباط بظلال الزمن.. أو أن الناس صاروا ينغمسون في الظلال، ويُسقطون الزمن! |
إن الإنسان لا يطيق الظلال.. ولكنه قد يتوقف عند شيء باق، أصيل، وعميق.. مما تخرج به عادة، فيما يسمى: تجربة الحياة! |
ولذلك.. عانى الشاعر "محمد حسن فقي" من إشكالية عصره، وهي: "القدرة المتجهمة"! |
ولعله مارسها مع الناس.. كأنه يريد أن يمحو الجهامة والعبوس، ويستبدل بهما ابتسامة.. فلا يجد غير دمعة! |
ويبدو الشاعر "محمد حسن فقي" في بعض حالاته، وكأنه يعتزل الناس!! |
وتجرأت مرة، وسألته: |
* لماذا تعمد إلى هذه العزلة؟! |
فأجاب: لعل الشاعر يتفوق في "التأمل" وبه.. وعلى تلك "القدرة المتجهمة" التي ترمينا بها الحياة! |
ولكن كما قيل فإن نصف الحب: ابتسامة!! |
وأحسب أن هموم الإنسان.. تعتدي اليوم على نصف الحب هذا؟! |
*** |
* إننا لا نغالي.. إذا قلنا: إن شاعراً في الجزيرة العربية هو "محمد حسن فقي" يعتبر ممن تبقى من الشعراء الكبار الذين يتمسكون بشكل القصيدة العربية المكتملة في مراحلها العديدة. |
ويمكننا أن نعتبره خاتمة المدرسة التي أفلت، بعد: شوقي، وحافظ، ومطران، وبدوي الجبل، وعمر أبوريشة، والجواهري، والرصافي! |
لقد أعطى للقصيدة: هذا الاستشراف لكيان القصيدة العربية. |
وشعره ينطبق عليه هذا الاستخلاص الذي أورده الكاتب العالمي "هربرت ريد" حين قال عن القصيدة الطويلة التي تختلف عن شكل وبناء القصيدة العربية: |
* "قليل من النقاد من التفت إلى العلاقة بين الطول في الأعمال الفنية، وبين التعقيد والعظمة.. ونصل بذلك إلى قاعدة عامة، وهي: أن السطر الأول من الشعر، أو المقطع الواحد.. تتهيأ له فرصة أوسع لأن يكون عظيماً.. إذ هو جاء في عمل شعري طويل"! |
إن "محمد حسن فقي" يهتم بالبناء الشعري.. مرتبطاً بالمأثور اللغوي القديم، وملتزماً بصور التعبير التقليدية.. ولكنه يبدو أكثر براعة ودقة في تصويره! |
إن الشاعر الكبير "الفقي" لطول تجاربه وقساوة الكثير منها انساق خلف ملاحاة أنماط كثيرة من البشر.. ولذلك فقد كونت تجربته الإنسانية لديه شعوراً بالمرارة، والأسى، والحزن! |