قراءة في العدد الماضي!! بقلم :اللجنة
|
أقواس.. ومداخلات
يبدو أن «المجلة الثقافية» مصرة على فصل» مالا يفصل».. وعدم الجمع بين «المتقارب» في المحتوى، أو المضمون.. من منطلق اختلاف «عناوين» الصفحات.. فنحن ما نزال نرى ان مواد صفحتي «أقواس».. وصفحة «مداخلات» تعد من فصيلة دم واحدة،، مما يدعو الى جمعها لتكون مادة واحدة في بداية المجلة.. واختيار أحد العنوانين لها.. أما الصفحة ما قبل الأخيرة فتخصص لرسائل قراء المجلة.. ومشاعرهم.. ومقترحاتهم.. ويوضع لها العنوان الآخر.. فهل ستستجيب المجلة لفكرتنا.. أم أن ردها لنا سيكون «عنادياً» على طريقة «عنز، ولو طارت».. أم ان صوتنا «كمن يؤذن في مالطة»؟.
النهاية.. هي البداية
في الحلقة السابقة من «قراءة.. في العدد الماضي» استأثرت الموضوعات التي جاءت في بداية المجلة باهتمامنا.. ولكيلا يتصور الكاتب،، والقارئ أنها ستكون «منهاجنا» أسبوعياً، بحيث تغيب أسماء أصحاب النصوص التي تنشر في صفحات المجلة الأخيرة عن «قراءتنا».. ولكي نزيل هذا التصور غير المقصود، سنبدأ قراءتنا هذه المرة من الخلف.. أو من النهاية، متجاوزين رسائل القراء.
أول ما يصدمك، وأنت تقرأ زاوية الأخت «تهاني عبدالكريم المنقور» نقمتها على «النقد» الذي أطلقت عليه «سيد» كأنه يطل من «برج عاج».. أو من على «قمة افرست».. الناقد في كل زمان ومكان.. من أكثر مخلوقات الله المعرضة، للرجم بالحجارة حينا.. وبالبطاطس أحياناً.. وبالهجوم والتجني، أحيانا أخرى.. أو كأنه من جماعة «يأجوج، ومأجوج».. أو كأنه «شرطي» على رأسه «قبعة»، ويتخنصر «مسدساً»!!
والأخت «تهاني» تسمي صاحب العمل، أو المبدع، مرة «بالمنتقد»، وأخرى «بالمنقود» فبأيهما تأخذ؟ ثم تقول بكثرة، أو ازدياد عدد المحترفين للنقد.. والواقع يقول العكس!!. والمستغرب ان الأخت «تهاني» تجعل من نفسها «منظرة» للنقد.. فهل هي ناقدة؟، إذا كانت ذلك فأيها يسبق الآخر: «التنظير».. أم «التطبيق»؟ نسأل لعلنا نحظى منها ببحث، أو دراسة عن هذه القضية، لإفادة القارئ!!.
أما عبارتها التي تقول فيها:«لابد من التجرد أثناء النقد من الذات، والقناعات الشخصية.. وأن نقف عراة أمام المادة المنتقدة لنكون منطقيين، متجردين في أحكامنا»
إنها عبارة تطرح عدة أسئلة: هل التجرد عن الذات، والقناعات الشخصية للناقد، تعني إلغاء ذائقته الأدبية.. ودلالات اللغة؟ أما الوقوف عراة فنعتقد أنه لا مكان لها من اعراب الذوق الانساني التعبيري؟ أما المنطق فهو علم يتجافى مع النقد، والابداع.. إذا عرفت أيها الأخت ان من النقد «ابداعا».. كما ان من الشعر الموزون المقفى نظماً.. لا يمت الى الابداع بصلة؟!!.
خواطر.. مرسلة
أيهاالعزيز «عبدالله بن ابراهيم الجلهم» «ندعو لك بالصحة والمغفرة» ثم نقول لو عرف الشاعر الذي استهلك أحد أبياته بموضوعك «خواطر مرسلة» لارتكب جريمة «الانتحار»، لأنك بعت «جواهره» الكريمة النفيسة بأبخس الأثمان، وأزهد الأسعار المتمثلة في «الدراهم».. لأن صحة البيت هو:
والموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجياد
لهذا عليك أن تحمد الله أن هذا الشاعر قد مات، دون ان يعلم أنه سيأتي بعده من سوف يرخص من قيمة «جواهره» التي لا يعني بها الجانب «المادي» بقدر ما يعني «النفاسة»، و«الندرة».. و«غلاوة» الموتى لدى أهلهم.. فالجانب «المادي» هنا جانب رخيص مهما بلغ الى جانب الخسارة الأدبية والمعنوية والنفسية» التي لا تقاس بأي خسارة!!.
والموضوع في حد ذاته بادرة جيدة من الكاتب الذي ارتحل عنا، مع أننا نتمنى أن يكمل هذا المسار غيره للكتابة عن «أعلام مدينة عنيزة» الباهرة. ورغم ان الموضوع من قديم أوراق الكاتب الراحل فإن لنا بعض الملاحظات التي يمكن الأخذ بها في طبعة أخرى.
يقول الكاتب: ان «الانسان الصالح في واقع الحياة ومزرعتها هو صانع التاريخ، ومدوِّن الأمجاد، ومسطر العبر والعظات».. والواقع للتاريخ، القديم، والمعاصر، كما يصنعه الانسان الصالح فإن المجرمين، والسفاحين، والمتوحشين، والهمجيين أيضا يصنعون التاريخ.. وكمثال على ذلك: «هولاكو.. وتيمورلنك.. وهتلر.. وغيرهم من الماضي.. أما في العصر الحديث كمثال: بيجن.. وشارون وصدام حسين».
كما وردت عبارة «عام أربع وسبعين من القرن الهجري الماضي» فربما قصد عام 1374هـ.. كما أورد عبارة «ويجالس الشيوخ في مقاهيهم».. وظاهرة جلوس الشيوخ، أو غير الشيوخ في مقاه بعنيزة.. تجلعنا نسأل: هل عرفت «عنيزة» المقاهي.. ومتى دخلت اليها؟.
قصيدتان
في صفحة «18» قصيدتان احداهما على «وزن التفعيلة» للأخت «بديعة كشغري» من «أوتاوا» وأن يسهم في المجلة كتاب وشعراء من خارج المنطقة العربية، فهو أمر يدعو للسرور.. والقصيدة بعنوان «على شاطئ من دمانا».. وهي تطرح من خلالها رؤية شعرية يختلط فيها «الذاتي» ب«الجمعي»،
سيَّان إن التأم الجرحُ
أم ازداد اضطراما
سيَّان
كل الأمور لدينا
فهل نحن سوى متفرجين؟
والملاحظ عليها توظيفها في قصيدتها الأساطير الأجنبية مثل «التنين.. ميدوزا.. هاديس»، ولم تستعمل شيئا من بيئتها إلا زهرة «الخزامى».. واستعمال ظاهرة «الأساطير الأجنبية».. لدى الشعراء العرب تعكس رغباتهم، وتطلعاتهم نحو «العالمية في الأدب»، فإذا صح ذلك، فانهم يسلكون الطريق غير الصحيح.. فمعايشة الكاتب، أو الشاعر لواقعه، والتعبير عنه بصدق، ولغة راقية، هو الطريق السليم للعالمية.. وليس نجيب محفوظ الذي صور الأحياء الشعبية القاهرية ومظاهرها لا مجرد دليل على غيره من الأدلة. أما القصيدة الأخرى فهي للأخ «صالح العمري» بعنوان «الوداع الأخير» فهي على طريقة «قصيدة البيت»، أو «القصيدة» التقليدية» الملتزمة بالبحر الواحد، والوزن، والقافية الواحدة.. وهي قصيدة «ذاتية» لتجربة حب انسانية، نجد مثلها في الكثير من القصائد المماثلة لها.
القصص.. في العدد
حظي العدد الماضي نصوصا قصصية هي «المضيفة الحسناء»، للكاتب علوي طه الصافي.. و«يماني من بريدة» للكاتب محمد المنصور الشقحاء.. و«الأفلاج»، للكاتبة نورة بنت سعد الأحمري.. و«الوقت الضائع»، للكاتبة منى الزيني.. و«حنين الماضي» للكاتبة حكيمة الحربي وهي تتنوع في أساليبها.. قوة، ووسطاً، ومحاولة، تجمعها الهموم البشرية لذوات تقوم بأدوارها على الحياة.. وحيوات تسير في دروبها.. ويكاد يكون «النمط السردي» يسيطر عليها.. باستثناء «المضيفة الحسناء» للصافي التي جمعت بين نمطي «السرد والحوار».. أما الأخ الشقحاء فرغم تجربته الطويلة في كتابة القصة القصيرة إلا ان قصته كان يحكمها «الايقاع المباشر». ولو أردنا ان نفرد دراسة مقتضبة لكل قصة لتوقف بنا «الجندول» طويلا عندها، وقد اكتفينا بالاجمال أملا في مواصلة السير على النهر.
الى جانب ان العدد يحفل بنصوص أخرى، من حق أصحابها التوقف عندها، ومعها، ليتم تواصلهم مع المجلة.. وهو ما نأمل تحقيقه في المستقبل.
لغة الحوار.. والطرائف
الحوار الذي أجرته المجلة مع الدكتور «أبوراس ابراهيم الشمسان» استطاعت ان تنقل لنا آراء بعض رجالات اللغة الذين لم يأخذوا مكانهم تحت الشمس.. ومكانتهم تحت الأضواء.. لكننا لم نعرف مدينة ميلاده، وتاريخه.. وسنترك الحوار مع أفكاره للحلقة الثانية.. مع أن الأمل بأن يكون لنا حوار مع علم من الأعلام على اختلاف اختصاصاتهم.. فالمجلة مطالبة بأن تنفتح على مثل هذه الأعلام التي قد يجهلهم القارئ. أما كاتبنا العزيز «محمد عبدالرزاق القشعمي» فهو بحلقته الطريفة عن «طرائف الرقابة» الثانية.. يقدم لنا موضوعا شيقاً، كان يعد من الموضوعات «المسكوت عنها».. ونطالبه بالاستمرار لأنه بحكم عمله، لا يستطيع غيره تقديمه لنا موثقاً.
المقالح.. ومسك الختام
وأخيراً، وليس آخراً، نلتقي الصديق الناقد اليمني العربي الدكتور «عبدالعزيز المقالح» مسك ختام آخر قراءتنا.. وفي الوقت الذي نهنئ المجلة، وأنفسنا بحضوره معنا، وفي رحابنا نتمنى عليه ألا تكون الحلقة الأولى من موضوعه «علي أحمد باكثير.. رائد التحديث للقصيدة الجديدة» نتمنى ألا تكون اليتيمة.. ويجب أن يعرف ان له قراءه، وعشاق شعره، ونقده داخل المملكة فليحاول أن يجعل حبل «الوصل، والاتصال» ممتداً!!.
وفي رأينا ان ما أورده صديقنا المقالح على لسان «السياب» في مجلة الآداب، عن ريادة باكثير لقصيدة «الشعر الحر» يدعونا أن نقول كما قالت العرب في أمثالها «قطعت جهيزة قول كل خطيب».. أم ان قصيدة «الشعر الحر» سوف تظل كليلي كل يدعي بوصل بها؟ الى اللقاء في الأسبوع القادم.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|