جزء من ملامح الاكتشاف المتأخر!! تهاني بنت عبدالكريم المنقور
|
جميل جداً.. أن تشعر بأنك تملك مساحات الأولوية والأهمية لدى شخص ما.. تحمل له بداخلك الشيء الكثير.. والأكثر من الكثير!!
والأجمل من ذلك.. ان تجد تلك المساحات طوق ياسمين جميلاً.. يحيط بك.. ويجدد لديك الرغبة في الحلم..
الطموح..
التميز..
القمة..
رائع ذاك الشعور.. الذي يظل معك دائماً.. ويعيرك من خلالك لواقع أجمل.. وأنقى!! لكن الأصعب ان تكتشف أنك بدأت تفقد تلك المساحات أو فقدتها فعلاً.. أن تجد نفسك في هامش الحياة لدى ذاك الشخص.. وحاضراً لديه في الوقت الضائع..!! هنا تكمن المصيبة..
فما أقساه من شعور.. وما ابطأها من لحظات مرة تبتلعها!! فكيف لرغبة الحلم.. الطموح.. القمة ان تتجدد وتستمر..؟؟!! بعد ان اصطدمت بالواقع واكتشفت حقيقة أنك قد تكون مهما لدى الشخص ذاته.. لكنك من الهامش المهم.. وهناك من يمتلك الهم من الأمكنة والأزمنة والذوات..
** هذا ما كان في انات صاحبنا المسكين حين اكتشف من يكون لدى س من البشر..!! لقد اكتشف متأخراً تلك الحقيقة كما يقول..!! واعتاد على الاكتشاف المتأخر لما حوله..!!
يا صاحبي.. لا بأس فقد اعتدنا على الاكتشاف المتأخر.. وعلى سقوط الأقنعة في نهاية المسرحية وقبل إسدال الستار.. لكن ما لم نعتد عليه التفكير في ذاك الاكتشاف من الجانب المضيء به!! لم نعتد أن نرى ماذا كسبنا.. وبماذا خرجنا..!! لم نعتد أن نحسب مدى الكسب الذي ادخرناه في خزائن نواتنا!!
فقط كل طقوسنا تكمن في البكاء على أطلال جرح.. وعزف سيمفونية الألم المكسور.. كما فعل صاحبنا المسكين!!
لم نفكر.. كيف نغير تلك الطقوس.. وكيف أن ذاك الاصطدام أو الاكتشاف المتأخر ليس سوى نقطة جديدة نكمل بها مشوار الطموح والحلم الذي بدأناه!! فهل كل اكتشاف متأخر تكتشفه نسمح له أن يعيدنا إلى الوراء؟؟!! أو حتى يحيط بنا ويعيق جمال عوالمنا التي صنعناها ذات زمن!!
لا طبعا.. لأنه وببساطة.. عملية التفكير تلك بحد ذاتها لتعطينا القوة في الاستمرار.. ولإثبات صلابة الأرض التي نقف عليها.. وتعطي أناتنا تدريبات على الاهتمام بذاتها بدون الشعور بالاحتياج للآخرين مهما كانوا ومهما بلغوا لدينا من مساحات..!!
فهل نقطة «من أكون؟؟ وماذا كنت؟» حين نكتشفها متأخرين جديرة بأن تسكننا الإحباط والخسران.. أو فقدان القدرة على الاستمرار وإثبات الذات!!؟؟
بالعكس يجب ألا تكون تلك النقطة محل اهتمام حتى لا توصلنا إلى «الاكتشاف المتأخر» بملامحه المظلمة.. وبالتالي تكسر رغبتنا في الحياة كما نريدها نحن..
فكل اكتشاف للعوالم من حولنا.. مهما كانت متأخرة أو في زمنها ووقتها.. لا بد أن نأخذها من ملامحها المضيئة فقط.. لنكمل ملامح ما نريد.. ونعيش كما نريد.
tmangour@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|