منتدى شومان احتشد لسماعه وهو حيّ.. الجواهري: سميح القاسم شكا أوجاع الأمة وحكى عن حادث التاريخ الذي يزلزلها
|
* عمان الجزيرة خاص:
جاء سميح القاسم، الشاعر الكبير، إلى أمسيته في منتدى شومان الثقافي بعكاز وعندما أشار الزميل الأديب موسى برهومة إلى أن القاسم أصر على القراءة وقوفاً قال الأخير: «ثمة عكاز صحيح.. ولكن المؤلم أكثر هو حادث التاريخ، فحادث الطريق يخرج منه الإنسان معافى ربما، بينما حادث تاريخ فاجع إلى درجة أن الأمة العربية قد هزها خروج «ملحم زين» من برنامج «سوبر ستار» أكثر مما هزها الاحتلال الأمريكي لبغداد».
ثم سرد سميح القاسم حادثة لقائه مع الجواهري الذي صادقه في أوروبا وعدّه شيخه، وفي أمسية مشتركة سأله عما سيقرأ فقال الجواهري بأنه سيحيي العراق ودجلة وبغداد. عندما كانت بغداد غارقة في دم صراعات الداخلية الغريبة والمستنكرة، فقلت له إنني سأعارضك فقال لي: افعل.
فقرأ الجواهري رائعته:
حييت سفحك عن بعد فحييني
يا دجلة الخير
يا أم البساتين
فقلت:
صادٍ حفنة ري منك تكفيني
فجد نميت لأجواد مياميني
وليس بي ظمأ للدم إن دمي
كما علمت لو استقيت يرويني
ثم قرأ القاسم قصيدة أهداها للراحل الجواهري، جاء في مطلعها:
بايعت عيدك واستثنيت أعيادي
مستشرفاً غد أبنائي واحفادي
وفيها يلمس المرء حرقة شديدة وألماً على «ضياع بغداد» قصيدة تساءل فيها القاسم:
أين بغدادي متوجها بذلك إلى بغداد.
وقبل قراءة قصيدته التالية قال القاسم: لست اقليمياً فالوطن كله وطني والأمة كلها أمتي والوجع كله وجعي، مشيراً إلى أنه زار مصر أخيراً وقرأ في أرض مينائها الجوي الآية الكريمة: { \دًخٍلٍوا مٌصًرّ إن شّاءّ پلَّهٍ آمٌنٌينّ }.
لكني دخلتها خائفاً، ثم قال:
دخلتها خائفاً من صرخة الألم
على بلادي وأهلي في مهد دمي
دخلتها خائفاً والغار في جسد
ونار روحي على الوديان والقمم
دخلت مصر كسير القلب مضطرباً
وخلف قلبي جحيم دونما حمم
* شكا لمصر ما يؤرقه وموت القيم فيما شهيد يحمل روحه في كفه وهو يحمل روحه على قلمه، ثم قرأ القاسم قصيدته: سيرة سميح بن القاسم بن محمد بن القاسم التي جاء مطلعها:
لأن الفتى أول القادمين إلى الأرض
من كوكب الحسرات القديمة
وآخر من أبصر المجرمين
ووجه القتيل قبيل ارتكاب الجريمة.
سوى ما تبخر بين الدخول
وموصل عصر الكلام
يصيح:
قطعت صلاتي
قطعت صلاتي
وهذا دخان دمي
لا دخان السجائر
ينسل من رئتي
ثم قرأ القاسم قصائد أخرى مما أنجز في ابداعه الشعري.
وكان الكاتب الصحفي الزميل موسى برهومة قد قدم الشاعر للجمهور بقوله ان سميح القاسم منح الشعر عمره وعصارة روحه وأول من اطلق صرخة المقاومة وظل يقاوم ويقاوم حتى عانق الشعر الصافي الحياة واصغى الشعر إلى أنين الناي.. وقال أيضاً ان ما يضفي لمسة استثنائية على الأمسية أن سميح القاسم يقرأ شعره على مقربة من مدينة الزرقاء التي احتضنت صرخته الأولى أو بالأحرى نشيده الأول في الحياة.
وقد أم منتدى شومان، حيث جرت الأمسية جمهور عريض احتشد لسماع الشاعر العربي الكبير سميح القاسم.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|